في عام 2010 كان الجميع يتعجب في دول الشرق الأوسط من تولي سيدة منصب وزير الداخلية في بريطانيا، ولكن تلك السيدة التي قام ديفيد كاميرون رئيس الوزراء آنذاك بتعيينها بهذا المنصب أثبتت جدارة تستحقها وأبقت بها في منصبها لأكثر من 6سنوات وهي فترة في عرف التغيير الوزاري بالعالم الغربي ليست بالقصيرة، وقد استطاعت "تيريزا ماي" أن تتولي العديد من الملفات الهامة ومنها مقاومة تيار المتشددين والمهاجرين الغير شرعيين للندن، فضلا عن تدشين مجموعة قوانين رادعة لمرتكبي جرائم السرقة والخطف والقتل في لندن. رغم أنها كانت من مؤيدي ديفيد كاميرون في عدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي إلا أنه فور استقالة كاميرون بعد خروج لندن من الاتحاد أعلنت "تيريزا" ترشحها لمنصب زعيم حزب المحافظين الذى يواكبه منصب رئاسة الوزراء معلنة أنها ستتخذ كافة جهودها لتوحيد كلمة المتفرقين من أبناء الحزب ممن أيدوا أو عارضوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وتسعي "تيريزا" إلي لم شمل حوالي 150 ألف من أبناء حزب المحافظين علي كلمة سواء، وأكدت "تيريزا" دعم وتأييد من وافقوا علي خروج بريطانيا من الاتحاد لمخاوفهم من تسلل المهاجرين الذين توطن عدد منهم بألمانيا وعدة دول أوربية، وقالت إنها ستقف ضد الهجرة الغير شرعية. تمتاز"تيريزا" إلي جانب حنكتها السياسية وجرأتها في اتخاذ قرارات مصيرية بعشقها للموضة وعالم الأزياء فهي تختار بعناية ما تظهر به أمام المجتمع البريطاني الذى تنحدر أصول عدة نساء منه من نسل الأمراء والملوك، وتيريزا مصابة بمرض السكر من النوع الأول فهي تحتاج يوميا لجرعات من الأنسولين لضبط مستوي السكر بالدم. "تيريزا ماي" أثناء توليها منصب وزيرة الداخلية أثارت العديد من ردود الأفعال العالمية إثر دفاعها عن الإسلام وتبرئة الدين الإسلامي مما يرتكبه الإرهابيون باسمه عبر العالم باستشهادها بآيات من القرآن الكريم وقالت تيريزا "إن أولئك الذين يسمون أنفسهم بالدول الإسلامية "داعش" فهم في الحقيقة لا يمثلون الإسلام ولا يشكلوا كيان دولة من الأساس فما يملكونه من أيدلوجيات تمتلئ بالحقد والكراهية لا علاقة لها بالإسلام وتلك الأيديولوجيات التي يرفضها الغالبية العظمي من المسلمين البريطانيين ، وكذلك المسلمين بكافة أنحاء العالم ، حيث يقول القرآن :"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" ، ويقول: " لا إكراه في الدين"، لذلك فالمتطرفون لن ينجحوا في تقسمنا فنحن الآن نعرف أن الإسلام دين سلام لا يمثله إرهابيون أو قتلة". وعلي مدار حياتها السياسية شغلت تيريزا ماي شغلت 13 منصب سياسي منه 7 وزارات حيث كانت عضو البرلمان في المملكة المتحدة 1997 – ثم رئيس حزب المحافظين 2002 – 2003 ووزير دولة - ظل - لشؤون البيئة والغذاء والقروية 2003 – 2004 ثم وزير دولة - ظل - للثقافة والإعلام والرياضة 2004 – 2005وزعيم ظل مجلس العموم 2005 – 2009 ووزير الدولة لشؤون العمل والمعاشات 2009 – 2010 ووزير دولة - ظل - للعمل والمعاشات 2009 – 2010 ووزير المرأة والمساواة 2010 – 2012 ووزير الدولة للشؤون الداخلية 2010 – 2016 وزعيم حزب المحافظين 2016 - وسيد الخزانة الأول 2016 - ورئيس وزراء المملكة المتحدة 2016 - ووزير الخدمة المدنية البريطاني وتلقب تيريزا ماي ب"مارجريت تاتشر الجديدة" وهي المرأة الأولي في تاريخ المملكة المتحدة التي تصل لهذا المنصب "مارجريت تاتشر" التي تولت رئاسة الوزراء في بريطانيا في القرن الماضي ، وخلفت السيدة البالغة من العمر 55 عاما ديفيد كاميرون في ظروف وصفها الخبراء والمراقبون للشأن البريطاني بأنها الأصعب بسبب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوربي وما تبع ذلك من استقلال اقتصادي وسياسي عن أوربا فضلا عن الإبقاء علي التواصل مع أوربا باتفاقيات تجارية واقتصادي وأيضا عسكرية.