قررت لجنة حزب المحافظين اختيار، تيريزا ماي لتكون رئيسة الحزب المقبلة، وبالتالي رئاسة الوزراء لبريطانيا، بعد استقالة رئيس الحكومة السابق، ديفيد كاميرون، اليوم الأثنين. وفازت تيريزا ماي في هذه المنافسة الداخلية لرئاسة الحزب بعد استقالة أخر منافسة لها، أندريا ليدسوم، في ساعات مبكرة من أمس الأثنين، لتفوز ماي بنظام التزكية، لرئاسة الحزب ذو الأغلبية في البرلمان، وبالتالي رئاستها للحكومة الجديدة. وعلى الرغم من أن ماي كانت من أشد المدافعين عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، إلا أنها من المفترض أنها ستقود حكومة جديدة من أجل إكمال عملية خروج بريطانيا من الاتحاد، وإجراء مفاوضات تسمح لبريطانيا بالحفاظ ببعض الامتيازات مع جيرانها، لاسيما التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادي. - من هي تيريزا ماي؟ تيريزا ماي هي سياسية بريطانية، ولدت في الأول من اكتوبر عام 1956، في مدينة سوسكس، التحقت بعدها بكلية سانت هوج، بجامعة أكسفورد لدراسة الجغرافيا. ومع انتهاء دراستها، التحقت ماي للعمل في بنك انجلترا، واستمرت فيه حتى عام 1983، قبل أن تنتقل بعد ذلك للعمل في "المؤسسة من أجل خدمات تخليص الدفع"، واستمرت في هذا العمل حتى عام 1997. - تاريخها السياسي التحقت تيريزا ماي بحزب المحافظين، في نفس الوقت الذي كانت تعمل ب "المؤسسة من أجل خدمات تخليص الدفع"، وأقدمت ماي على المشاركة في انتخابات مجلس العموم في عام 1992 ثم في 1994، لكن المحاولتين بأتا بالفشل. وفي عام 1997، تقدمت ماي للانتخابات العامة كمرشحة عن مقاطعة ميدنهيد، واستطاعت الفوز والدخول لأول مرة تحت قبة البرلمان. وعلى مدى العشرة أعوام التالية، تدرجت ماي في العديد من المناصب، لكن جميعها في حكومة الظل، بدأتها برئاسة الظل لمجلس العموم، ثم وزيرة العمل، كما أنها تولت منصب رئاسة حزب المحافظين في الفترة بين 2002 و2003، حينما كان حزب العمال يتولى الحكومة. - إصلاحات في وزارة الداخلية وفي عام 2010 بعد الانتخابات العامة، اختيرت تيريزا ماي لتكون وزيرة الداخلية، وكذلك وزيرة المرأة والمساواة في حكومة ديفيد كاميرون، كما جدد لها الثقة من جديد بعد الانتخابات العامة في 2015، لتصبح رابع إمرأة في تاريخ بريطانيا تتولى وزارة سيادية، بعد مارجريت تاتشر، رئيسة الوزراء السابقة، ومارجريت بيكت، التي كانت وزيرة خارجية، وجاكي سميث، وزيرة الداخلية السابقة. وبدأت ماي منصبها كوزيرة داخلية بتغيير العديد من التدابير التي تم وضعها أبان حكم حزب العمال، وكذلك قانون المراقبة في إنجلترا وويلز. وخلال فترة توليها منصب وزيرة الداخلية، لعبت ماي دورا هاما في إصلاح جهاز الشرطة وإحباط العديد من الهجمات الإرهابية، إضافة إلى أنها اتبعت سياسة متشددة تجاه المخدرات، وفرضت قيودا قوية على الهجرة إلى بلادها. وتعتبر ماي، أطول الشخصيات، فترة، في تولي منصب وزيرة الداخلية منذ عام 1951 في بريطانيا. - الطريق إلى رئاسة الوزراء بعد اختيار 52% من البريطانيون، الخروج من الاتحاد الاوروبي، أعلن ديفيد كاميرون أنه سيقدم استقالته لكن سيستمر في منصبه لحين اختيار رئيس وزراء جديد، ولآن حزب المحافظين هو الفائز بالانتخابات العامة الأخيرة، فإنه من حق الحزب تشكيل الحكومة الجديدة، حتى وأن كان موقف الحزب ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبدأت الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب، وتقدمت تيريزا ماي، على منافسيها، لاسيما أندريا ليدسوم، وفازت ماي بأول اقتراع للحزب في 5 يوليو الجاري، وبعد يومين فقط استطاعت الحصول على أصوات 199 نائب بمجلس العموم. وصباح أمس الأثنين، أعلنت ليدسوم انسحابها من السباق على رئاسة الحزب، لتصبح ماي المرشحة الوحيدة لهذا المنصب، ويتم اختيارها آليا من قبل اللجنة الداخلية، وبالتالي تتولى رئاسة الوزراء أيضا. - تغيير موقفها لدعم الخروج وفي كلماتها الأولى كرئيسة وزراء، أعلنت ماي أن بريطانيا لن تبقى في الاتحاد الأوروبي، موضحة "خروج بريطانيا يعني الخروج، وسنعمل على إنجاح ذلك"، وهو مناهض لموقفها السابق بدعم البقاء في الاتحاد.