كشف خبير اقتصادى، أن الأسرة المصرية تنفق نحو 45.9% من إجمالي ميزانيتها على الطعام سنويا بمقدار 220 مليار ويستحوذ شهر رمضان على 25% من حجم الإنفاق بمقدار 32 مليار جنيه بما يعادل أكثر من مليار جنيه يوميا. وكشفت تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء عن استهلاك المصريين خلال الأسبوع الأول من رمضان ما يقارب من 2.7 مليار رغيف و10 آلاف طن طن فول و40 مليون دجاجة، والتي أوضحت أن حجم إنفاق المصريين في شهر رمضان يأتي في المرتبة الأولى من حجم إنفاق الأسرة المصرية. من ناحيته، انتقد محمود العسقلاني رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء"، تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء حول معدلات استهلاك المصريين خلال الأسبوع الأول من رمضان. وتساءل:"لماذا لم يرصد التقرير حجم الأموال التي ينفقها الاغنياء على شراء الورود ومستلزمات وأكل الكلاب والقطط،وغيرها من السلع الاستفزازية الاخري". وتابع العسقلاني: "مجلس الوزراء قاعد يعد على الفقراء ارغفة الخبز والدجاج وسايب الاغنياء يبددون موارد الدولة من العملة الصعبة"، متسائلا:هل اصبح هم الحكومة في شوية الفراخ اللي كلهم الغلابة. وأوضح أن استهلاك 40 مليون دجاجة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان يعني أن كل مواطن تناول نحو ربع دجاجة، وهو استهلاك ربما يكون اقل من الطبيعي، منوها أن استهلاك الخبز أيضا لا يخرج عن المعدلات الطبيعية، اذ أن عدد المصريين بلغ 90 مليون نسمة. وأضاف رئيس جمعية 'مواطنون ضد الغلاء'، أن التوقعات بان يصل حجم الاستهلاك إلى 45 مليار دولار بنهاية الشهر الفضيل مقابل 30 مليار دولار للعام الماضي، بسبب ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية، وزيادة سعر الدولار مقابل الجنيه. وطالب العسقلاني البرلمان بضرورة التدخل لإنهاء أزمة ارتفاع الأسعار، خاصة في ظل تراجع الأسعار عالميا. وفي السياق ذاته أكد الدكتور صلاح الدين فهمى، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، أن معدلات الانفاق في رمضان ارتفعت وفقا لتقرير صادر عن مركز المعلومات بمجلس الوزراء، كنتيجة طبيعية لزيادة الأسعار خلال الفترة الأخيرة. وأوضح أن معدلات التضخم ارتفعت بنسبة تتراوح ما بين 2% و3% خلال الفترة السابقة بسبب ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة والدواجن، مشيرا إلى أن زيادة الاستهلاك السلعي في رمضان وضع مؤقت يساهم في زيادته أيضا الأعمال الخيرية والتبرعات الموجه للفقراء من السلع الغذائية والأساسية. وتابع فهمي أن استمرار زيادة الأسعار يؤدي لتراجع المستوي المعيشي للأفراد، لافتا إلى أن الإقبال على الشراء ينعش الأسواق بشكل مؤقت في المواسم والمناسبات لحين عودته للمعدلات الطبيعية أما الأسعار فلا تتراجع. وتوقع أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، أن يكون ارتفاع الأسعار أزمة مصر خلال الفترة القادمة، حيث سيؤدي هذا الارتفاع المستمر في الأسعار لعزوف المستهلكين عن الشراء، مطالبا الحكومة الحالية بتفعيل الرقابة ووضع الضوابط التي تمنع ارتفاع الأسعار مجددا. وقال الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التخطيط والتنمية، رئيس الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية، إن ما تناوله تقرير مجلس المعلومات بمجلس الوزراء حول زيادة معدلات الاستهلاك بنسبة 30% خلال شهر رمضان، يعكس ارتفاع معدلات التضخم التي بلغت نحو 12%. وأضاف إن الأوضاع الاقتصادية تزداد تعقيدا حيث تراجع الإنتاج بنسبة تتراوح ما بين 5% و7% بالتزامن بعد إغلاق نحو 4 آلاف مصنع، في مقابل زيادة الاستيراد من الخارج بنسبة 15%، بالإضافة إلى أن الديون الخارجية بلغت 53 مليار دولار بدون الفوائد، فيما بلغت الديون الداخلية نحو 2 بليون جنيه، لافتا إلى أن هذا التراجع يصاحبه زيادة في الاستهلاك،وهو ما يزيد الطين بلة. وأكد هاشم أن مصر ليس أمامها سوى سرعة الإعلان عن سياسات تقشفية لإنقاذ الوضع الحالي، وإلا سينهار الاقتصاد القومي لعدم القدرة على سداد المديونيات، والاتجاه لمزيد من الاستدانة لتلبية الاحتياجات الاستهلاكية. وأضاف أستاذ التخطيط والتنمية، أن مصر تستدين بهدف استيراد احتياجات المواطنين المتزايدة من السلع الأساسية، خاصة وأننا نعاني نقص ملحوظ في إنتاجها، وهو ما يزيد من احتمالات ارتفاع معدلات التضخم خلال الفترة القادمة. أكد الدكتور مجدي الششتاوي، المستشار الاقتصادي السابق بالولايات المتحدةالأمريكية، على أن توقعات ارتفاع حجم استهلاك المصريين من السلع الغذائية في شهر رمضان إلى 45 مليار دولار مقابل 30 مليار دولار للعام الماضي، كارثة حقيقية، تشير إلى أن المواطن يستهلك من الغذاء ما يفوق احتياجاته الفعلية. وأشارإلى أن قيمة الاغذية الملقاه في القمامة، يمكن توجيهها لتحسين قطاعي الصحة والتعليم، من خلال بناء المستشفيات والمدارس. وأوضح الششتاوي أن هذه الزيادة في الاستهلاك لن ينتج عنها انتعاشا اقتصاديا، اذ أنه استهلاك للسلع التي تقترض الدولة بهدف شرائها وطرحها في الأسواق بأسعار مدعمة، متوقعا أن يؤدي هذا الارتفاع في معدلات الاستهلاك لزيادة اعباء الدولة وتراكم الديون. وكشف التقرير الصادر عن مركز المعلومات بمجلس الوزراء، أن شهر رمضان يستحوذ على 15% من حجم الإنفاق بمقدار 30 مليار جنيه أي في اليوم الواحد مليار جنيه. وأكدت شعبة البقالة بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن معدلات الاستهلاك ارتفعت بنسبة 30% عن متوسط الاستهلاك اليومي خارج شهر رمضان. فيما أكدت شعبة القصابين، أن متوسط استهلاك المصريين من اللحوم يرتفع خلال شهر رمضان إلى 3 أضعاف استهلاك الشهر العادي. وأوضح التقرير أن الأسرة المصرية تنفق نحو 44.9% من إجمالى ميزانيتها على الطعام سنويا بمقدار 200 مليار جنيه.