سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«افتكاسات» على طريقة الأعمال الدرامية.. شباب يقلدون «الأسطورة» في حلاقة الشعر والذقن.. أطفال يحرقون أصدقاءهم في مقلب تقليدي ل«رامز بيلعب بالنار».. مراهقان ينفذون «ابن حلال».. وخبراء: تصدير الإرهابيين
دائما يساهم التليفزيون المصري في إثراء هواية "التقليد الأعمى" لدى المصريين، بعد أن أصبحت الشخصيات الدرامية قدوة الشباب، يطبقونها على أرض الواقع، دون النظر إلى مخاطر تقليد تلك الشخصيات الدرامية. حلاقة الأسطورة الواقعة الأولى تحمل شعار "تقليد الأسطورة"، حيث قام العديد من الشباب المصري بتقليد شخصية بطل مسلسل الأسطورة في المظهر من خلال "تحديد الذقن وحلاقة الشعر، وارتداء ملابس مماثلة لشخصية البطل". فمسلسل الأسطورة من بطولة الفنان "محمد رمضان"، ويجسد فيه شخصيتي "رفاعي "وناصر" الدسوقي، وقد حظى بشهرة واسعة وسط الأعمال الدرامية التي تقدم خلال سباق رمضان 2016، وتدور أحداث المسلسل حول رفاعي الدسوقي تاجر السلاح يتم قتله على يد إحدى العصابات وأخيه ناصر خريج كلية الحقوق، والذي يعاني من ظروف صعبة في حياته أجبرته على دخول السجن في جريمة لم يرتكبها، ثم ينتقم ناصر لمقتل أخيه رفاعي، وبذلك يتحول لبطل شعبي في أعين المصريين مما دفع بعض الشباب لتجسيد شخصيته. حروق بالغة وفي واقعة أخرى تحمل شعار "الهزار قلب جد"، تداول مستخدمو موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، منشورا لأحد الأشخاص، يروي قصة ثلاثة أطفال بمنطقة الظاهرية بالإسكندرية قاموا بتقليد برنامج "رامز بيلعب بالنار"، الذي يذاع خلال رمضان هذا العام. قام هؤلاء الثلاثة الذين لم تتجاوز أعمارهم 16 عاما بتجميع أصحابهم في أحد المنازل بعد الإفطار، وأشعلوا النار في المنزل، كوسيلة للدعابة بغرض بث الرعب في نفوس أصحابهم عن طريق اللعب بالنار، إلا أنهم الثلاثة لم يتمكنوا من السيطرة على ارتفاع حدة النار، مما أدى إلى إصابة 7 من أصدقائهم بإصابات بالغة، وتم وضعهم في المستشفى تحت العناية الفائقة. قتل الوالد أما الواقعة الثالثة فتعود لعام 2014، عندما تقمص مراهقان بسوهاج، مشهد حرق خالد لمحمود الجندي القائم بدور "رشدي" والد خالد، بعد تعسفه ومعاملته السيئة لنجله في مسلسل" ابن حلال"، فقد تلقت الحماية المدنية بلاغا بنشوب حريق بمنزل ملك "ع.ا.ع"، 40 عامًا، مدرس مفصول، وجد جثة متفحمة على سريره، وكشفت التحريات قيام نجليه البالغين من العمر 17،13 عاما، بسكب مادة بترولية على جسده أثناء نومه وأشعلا النيران بجسده، مما أدى إلى وفاته محترقًا ونشوب الحريق في المنزل بأكمله. وقد اعترف الطالبان بارتكاب الواقعة وعللا قيامهما بذلك؛ لقيام والدهما بتعاطي المواد المخدرة والاعتداء عليهما وتجريدهما من ملابسهما وإخراجهما إلى الشارع عاريين تمامًا، فكان لابد من الانتقام منه. دولة بلا أعمدة علق الدكتور جمال فيروز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة على الأمر، قائلا: إن الشعب المصري يسير وفقا لمبدأ "البصمة" أو "التقليد الأعمى"، فالأطفال يتعلمون مهارات الحياة بالتقليد، وتلك الأعمال الدرامية تستقبط الأطفال لأعمال العنف وانعدام الأخلاق، مما يساهم في تدمير أخلاق المجتمع بشكل أكثر سوءا عن المرحلة التي وصلت لها الأخلاق في مصر. وأضاف أن تلك الأعمال ستعمل على انهيار المجتمع المصري بسرعة، حتى نصل إلى مرحلة دولة بلا أعمدة، وسيصبح الشباب تربة خصبة للجماعات المتطرفة لنشر الأفكار الإرهابية، مضيفا أن الدولة لابد أن تتحرك من خلال تفعيل الرقابة على تلك المسلسلات والبرامج ومنع بثها بجانب تفعيل دور وزارة التربية والتعليم لإعادة تربية وتقويم الشباب على المسار الصحيح لمقاومة العنف. تصدير الإرهاب للمجتمع وأشار الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، إلى أن تلك المسلسلات والبرامج أصحبت وسيلة لتصدير المجرمين والإرهابين للمجتمع، من خلال زيادة ظاهرة العنف وخاصة بين الأطفال، وبالتالي ستعيد مصر إلى نظام" القبيلة "، لما تنشره من أحداث عنف ومشاهد غير لائقة، والحل يكمن في تقنين هذه البرامج وتقليل نسبة تواجدها على التليفزيون ومحاربة انتشارها، وإبعاد الأطفال عن مشاهدتها.