(ريجينى كمان وكمان) يبدو أننا صرنا في مهب الرياح ولطمات الأمواج من حين لآخر، وكأن قرارا قد تم تدشينه يقول لاينبغى لمصر أن تفيق. دعنى اخطفك إلى قضية خطيرة، كان قد استقر بأذهاننا أنها على وشك النهاية بأقل قدر من الخسائر،لاسيما بعد لقاء "بابا الفاتيكان" بالوفد الشعبى المصري، ومولانا أحمدالطيب شيخ الأزهر. إنها قضية مصرع الباحث الإيطالى جوليو ريجيني.. ركز قليلا يامحترم.. وسوف تكتشف بسهولة أننا الآن امام موجة جديدة من موجات الهجوم علينا على خلفية مصرع الشاب الإيطالي.. وفيما يبدو أن الطلاينة لم يبرحوا نقطة عدم الاقتناع، رغم أن الإجراءات التي تمت هي المتعارف عليها في جميع دول العالم تِمًا.. في تقديرى المتواضع أن القضية لن تنتهى ب"عُقَّاد نافع" كما يقول المصريون..ولندخل اذَن في الهجايص ونجرب القانون البديل كما جربنا الطب البديل، لذا ارى أن الحل الأخير للكشف عن الجُناة عند النائب سعيد حساسين خبير الاعشاب وشهبندرالعطارين..بمقدوره معاونة الطلاينة،نظرا لما يمتلكه من صلات واسعة النطاق ورفيعة المستوى بإخواننا المخاوين ومحترفى فتح المندل وضرب الودَع ووشوشة الدكَر وخلافه..وإن لم تفلح فلا مفر من ترتيب قعدة عرب دولية ترعاها الأممالمتحدة، وعلى إيطاليا أن تقدم كشفا بالمشتبه بهم ليحضروا جلسة علنية بمجلس الأمن الدولي، وكل واحد يلحس البِشْعَة. (بواسير بابا غَنُّوشي!) متابعاتى للميديا الأمريكية ومراكز الدراسات المعنية بالشرق الأوسط، كشفت لى أن هناك تسللا واضح الملامح لتجديد الحديث عن الربيع العربي، من منطلق الخوف من اندلاع موجة ثانية تستعصى على السيطرة، ولذلك تأتى إشارات غزل للإسلام السياسي، من أهم إفرازاتها موجة المراجعات التي ظهرت فجأة للعلن، بما يشى بوجود خيوط اتصال بين العم سام والإسلام السياسي. دليلى في ذلك حتى لا اُتَّهَم باننى أبيع"الأونطة"..هي المراجعات التي بدأها عمليا راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة الإسلامى بتونس، وإعلانه فصل الدعوى عن السياسي، وإن كنت أحسبه هو والتيار الإسلامى في عمومه يحاولون إنقاذ مايمكن إنقاذه. ولأننى لا أطمئن للعم سام قليل الأصل..أرى أن التحرك الأمريكانى الجديد، مجرد اشتغالة للدخول في مرحلة جديدة على نظافة بعد عملية جراحية طويلة ومعقدة. في هذا المقام يطيب لى أن اكرر إطلاق صافرات الإنذار والتحذير من مصير قادم، لعل الذكرى توقظ الغافلين والمغفلين بالمرَّة. وسوف تفضى العمليات الأمريكية الروسية الأوروبية المشتركة إلى تمزيق عالمنا العربي، فيما أصبحنا نطلق عليه اتفاقية سايكس بيكو الثانية، أو بالاحرى "سيكو سيكو" الثانية.. وعبيط من يتصور أن مصر بعيدة عما يجرى طبخه. مايفعله الغرب وفى المقدمة أمريكا، يذكرنى دائمًا بحلاق القرية زمان.. كان يمارس مهنة الطب في غير أوقات الحلاقة الرسمية، ويتفرغ يوم"الإثنين"للجراحات الدقيقة.. وباقى الوقت كان يجرى عمليات الغيار على الجروح، وجبر الكسور، والحجامة، والطهور بدون ليزر، ولا يملك أهل القرية سوى الاستسلام..هذا الحلاق الجميل كان يفعل مثلما يفعل الأمريكان مع العرب منذ زمن، وسوف يفعلونه في القريب العاجل وشرفك..كان الحلاق الجراح يجرى عمليات البواسير، وبعد أن يفرغ منها يمسك بالمرآة ويسلطها على موضع العملية ويقول للمريض: إيه رأيك..شايف حلوة ونظيفة إزاي؟!.. فاتنى القول إن كل أهالي القرية بمافيهم المثقفون وأهل النخبة كانوا يعلمون أن الجراح الشهير هو نفسه حلاق القرية، ومع ذلك كانوا ينعتونه بالدكتور أو الخبير الإستراتيجي!.