عرف عن الحسن البصرى شدة خوفه وخشيته لله وأنه صوام قوام, قال ابن سعد في طبقاته إنه كان جامعا عالما عاليا رفيعا ثقة مأمونا عابدا ناسكا كبير العلم فصيحا جميلا وسيما, وكان ما أسند من حديثه وروى عمن سمع منه فحسن حجه, وقدم مكة فأجلسوه على سرير واجتمع الناس إليه فحدثهم وكان فيمن أتاه مجاهد وعطاء وطاووس وعمرو بن شعيب , فقالوا أو قال بعضهم: لم نر مثل هذا قط. الحسن بن أبي الحسن أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري,ولد بالمدينة سنة 21ه وكان أبوه من سبي ميسان, سكن المدينة وأعتق وتزوج بها في خلافة عمر بن الخطاب وأمه خيرة مولاة أم سلمة أم المؤمنين, نشأ الحسن في المدينة بين الصحابة رضوان الله عليهم, فتأثر بهم وتعلم على أيديهم أصول الدين والعبادة وكان الحسن كاتبا للربيع بن زياد في خراسان في عهد معاوية بن أبي سفيان وسكن بعد ذلك البصرة وكني بها فعرف بالحسن البصري. عرف عنه شدة خوفه وخشيته لله وأنه صوام قوام, و قال ابن سعد في طبقاته إنه كان جامعا عالما عاليا رفيعا ثقة مأمونا عابدا ناسكا كبير العلم فصيحا جميلا وسيما, وكان ما أسند من حديثه وروى عمن سمع منه فحسن حجه, وقدم مكة فأجلسوه على سرير واجتمع الناس إليه فحدثهم وكان فيمن أتاه مجاهد وعطاء وطاووس وعمرو بن شعيب , فقالوا أو قال بعضهم: لم نر مثل هذا قط. وكان الحسن يسدي النصح للجميع, فقد كتب إليه عمر بن عبد العزيز: انصحني, فكتب إليه : إن الذي يصحبك لا ينصحك والذي ينصحك لا يصحبك, وكتب إليه أيضا: أما بعد يا أمير المؤمنين اعلم أن الدنيا ليست بدار إقامة وإنما أهبط آدم إليها عقوبة, فبحسب من لا يدري ثواب الله إنه ثواب وبحسب من لا يدري عقاب الله أنه عقاب ليست صرعتها كالصرعة تهين من أكرمها وتذل من أعزها وتفقر من جمعها ولها في كل حين قتيل, فالزاهد منها تركها والغني فيها فقرها هي والله يا أمير المؤمنين كالمداوي جرحه يحتمي قليلا مخافة ما يكره طويلا ويصبر على شدة الدواء مخافة البلاء, فأهل البصائر الفضائل فيها يا أمير المؤمنين مشيهم بالتواضع وملبسهم الاقتصاد ومنطقهم الصواب ومطعمهم الطيب من الرزق, قد نفذت أبصارهم في الآجل كما نفذت أبصارهم في العاجل, فخوفهم في البر كخوفهم في البحر ودعاؤهم في السراء كدعائهم في الضراء ولولا الأجل الذي كتب عليهم لم تقر أرواحهم في أبدانهم إلا قليلا خوفا من العقاب وشوقا إلى الثواب, عظم الخالق في أعينهم وصغر المخلوق عندهم فأرض منها بالكفاف وليكفك ما بلغك المحل. ولما كانت الفتنة بين بن الأشعث وقتال الحجاج بن يوسف انطلق عقبة بن عبد الغافر وأبو الجوزاء وعبد الله بن غالب في نفر من نظرائهم فدخلوا على الحسن فقالوا: يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل ؟فقال الحسن: أرى ألا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين, قال: فخرجوا من عنده وهم يقولون نطيع هذا العلج فخرجوا مع ابن الأشعث فقتلوا جميعا. روي عنه أنه مر بقوم وهو يضحكون فقال: إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا وتخلف أقوام فخابوا, فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخاب فيه المبطلون. ومن أقواله أيضا: بئس الرفيقان الدينار والدرهم لا ينفعاك حتى يفارقاك. كما قال: أهينوا الدنيا فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتها. وسأله رجل فقال له يا أبا سعيد ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة , فقال: يا أبا سعيد ما الصبر والسماحة؟ قال :الصبر عن معصية الله والسماحة بأداء فرائض الله . وكان يقول :اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم فإنهم سيصحبونك بمثله.وعن الموت قال: فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحا. مات الحسن البصري سنة 110 في ليلة الجمعة وحين خرج الناس به لدفنه ازدحم عليه الخلق فصلوا الجمعة عليه في جامع البصرة وظلوا في جنازته حتى فاتتهم صلاة العصر.