في بيت صغير مسقوف بالخشب والطوب اللبن في محافظة القليوبية ويتكون من غرفة وصالة، تعيش الحاجة "فوزية" التي تبلغ من العمر 62عاما، وهى أرملة منذ 16 سنة، ترك لها زوجها 6 بنات تتحمل بمفردها مسئولية تربيتهن. وتعمل "فوزية" بالأجرة في الأراضي الزراعية، أو أي عمل تجده أمامها؛ لتنفق على بناتها، إلى أن ضاعت صحتها وفقدت بصرها، وباتت غير قادرة على العمل. وكثيرا ما حلمت "فوزية" باليوم الذي تزوج فيه البنات لترتاح من المسؤولية وتعيش ما تبقى لها في راحة، لكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث زوجت بناتها وظنت أنها ارتاحت وستتفرغ لقضاء الديون المتراكمة عليها من زواجهم والتي صمت عليها أصحابها، لكنهم سئموا من الانتظار وأصبحوا يطرقون بابها للمطالبة بقضاء تلك الديون. وظهرت "إيصالات" الأمانة التي وقعتها منذ فترة طويلة وبات أصحابها يهددونها بالحبس، وما زاد الأمر سوءا هو عدم صفاء معيشة البنات ومرورهم بمعاناة أسرية ومشكلات مع أزواجهن وصلت إلى حد الطلاق فعادت إليها بنتان مطلقتان لتحمل مسؤليتهما ومسئولية بناتهن، إحداهما تدعي زينب ولديها بنتان، الكبرى في الصف الأول الثانوي والثانية في الصف السادس الابتدائي. وعادت "حمدية" أيضا إلى بيت أمها بعد الطلاق ومعها بنت في الصف الأول الابتدائي، وباتت المسئولية تتفاقم على أكتاف الحاجة "فوزية" خاصة مع التزامها بسداد إيصال أمانة ب5 آلاف جنيه، بالإضافة إلى بعض الديون غير المقيدة لدى أصحاب المحال التجارية والغذائية التي تأخذ منها احتياجتها ولا تستطيع سداد ثمنها، ومع مرضها باتت الأمور أكثر تعقيدا. ولم يستطيع معاش الضمان الاجتماعي الذي تتقاضاه وكان 420 جنيها وتم تخفيضه بعد زواج البنات إلى 350 جنيها في تسديد الديون والإنفاق على 5 بنات. وتناشد "فوزية" المسئولين للوقوف بجابنها ومساعدتها في سداد الديون، حتى لا تنتهي حياتها ومعاناتها بين قضبان السجن.