جهة أمنية تولت تسديد ثمنها للشركة المصنعة لها.. وتشترط على الوزارة دفع 180 مليون جنيه مقابل استخدامها «الأوطان هي التي تبقي».. مقولة من المفترض أن تعرفها جيدا مؤسسات الدولة، فلا يمكن أن تكون مصلحة المؤسسة على حساب مصلحة الوطن، ويظهر ذلك واضحا في التشابكات بين الوزارات والمؤسسات والهيئات فالجميع يعمل لمصلحته على حساب الآخر ونسوا جميعا أنهم يعملون لحساب مصر، وأن أي إخفاق أو فشل في أي جهة يتحمله الجميع. مصادر مطلعة بوزارة الآثار كشفت أن المتحف المصرى بالتحرير يحتوى على أكثر من 100 فاترينة عرض تم استيرادها من الخارج وبالتحديد من ألمانيا بمعرفة إحدى الجهات الأمنية، لحساب وزارة الآثار ولم تسدد الوزارة ثمنها رغم مرور ما يقرب من 5 سنوات والذي يبلغ أكثر من 20 مليون يورو أي ما يعادل أكثر من 180 مليون جنيه تقريبا. وأكدت المصادر أن الوزارة لم تستخدم هذه الفتارين بعد رفض الجهة الأمنية التي سددت ثمن شرائها لإحدى الشركات الألمانية المشهورة بتصميم أفضل فتارين عرض المومياوات في العالم تسليمها مفاتيح الفتارين إلا بعد حصولها على الأموال التي سبق وأن سددتها للشركة الألمانية. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن الفتارين الألمانية تعتبر من أفضل أنواع فتارين العرض التي دخلت المتحف المصرى حيث تحافظ على المومياوات في حالتها دون أن تتعرض للتحلل أو التلف وذلك لتصميمها بمواصفات تعالج نسبة النيتروجين مع الأكسجين بنسب معينة داخل الفاترينة، كما أن زجاجها يمنع تسرب أشعة الضوء إلى داخلها. وأوضحت المصادر، أن الوزارة لم تستطع سداد قيمة شراء هذه الفتارين بسبب انحسار حركة السياحة وتدنى دخل الوزارة من مليار و200 مليون جنيه سنويا إلى نحو 300 مليون جنيه سنويا، تسدد منها الوزارة مرتبات العاملين والتي تبلغ 60 مليون جنيه شهريا، وهو ما دفعها إلى الاقتراض من وزارة المالية لتتمكن من سداد مرتبات العاملين بالوزارة. وتعقيبا على هذا الأمر، قالت إلهام صلاح الدين، رئيسة قطاع المتاحف بوزارة الآثار: بالفعل.. هناك بعض الفتارين بالمتحف المصرى لم تستخدم منذ استيرادها من ألمانيا لعدم سداد الوزارة قيمة شرائها لإحدى الجهات والتي رفضت تسليم مفاتيح هذه الفتارين لوزارة الآثار إلا بعد سداد قيمة الفتارين بالكامل. رئيسة قطاع المتاحف، أكملت قائلة: هذه الفتارين موجودة على هذا الحال منذ عدة سنوات بسبب عدم استطاعة الوزارة سداد قيمة شرائها نظرا لقيام ثورة 25 يناير الذي خلفها انحسار كبير في السياحة الأجنبية القادمة إلى مصر وتدنى دخل الوزارة التي تعتمد على التمويل الذاتى ولا تدخل ضمن الموازنة العامة للدولة. وفى سياق ذى صلة، أكد المهندس وعدالله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات، أن هذه الفتارين تم بالفعل استيرادها من بولا سباهان في ألمانيا لحفظ مومياوات المتحف المصرى بها، وهى فتارين محكمة الغلق تعالج نسبة النيتروجين والأكسجين بطريقة علمية معينة مما تحافظ على بيئة، مشيرا إلى أنها من أفضل الفتارين في العالم ويبلغ ثمن الواحدة منها أكثر من 350 ألف جنيه. وأوضح أنه تم استيراد نحو 75 فاترينة بمعاونة إحدى الجهات الأمنية من ألمانيا، لكن الوزارة لم تتمكن من سداد قيمة شرائها لإحدى الجهات وهو ما دفعها إلى عدم السماح للوزارة باستخدام هذه الفتارين والاحتفاظ بمفاتيحها لديها حتى تنتهى وزارة الآثار من سداد قيمتها والتي تبلغ أكثر من 20 مليون يورو.