مهنة صعبة يتطلب القيام بها أشخاص ذوو بأس يتحملون ظروف عمل قاسية فهم يوميا على موعد مع معركة جديدة مع خصم لدود يتطلب جهودا كبيرة للسيطرة عليه.. إنها مهنة إطفاء الحرائق. وفجأة وبدون أي مقدمات وفي أي وقت كان من اليوم يتجه رجل المطافي لأداء وظيفته التي تتطلب مواجهة نار لا تبقي ولا تذر، حاملا "روحه على كفه" لا يعلم إن كان سيعود سالما إلى أسرته أم أن النصر سيكون حليف النار في النهاية، فجل ما يدور في خلده أن أرواح المواطنين "في رقبته" وأنه لا يمانع من إلقاء نفسه في تهلكة محتملة – بنفس راضية - في سبيل إنقاذ الآخرين. وتزداد صعوبة مهنة الإطفاء في شهر الصيام خاصة مع طقس مصر الصيفي الحار، فإلى جانب معاناة رجال الإطفاء مع حرارة النار فإن شمس يونيو الحارقة لا تبدي تعاطفا مع هؤلاء الرجال الأشداء الذين لا يملكون سوى الدعاء إلى الله بأن تكون النار بردا وسلاما على أرواح الآمنين. وبالرغم أن الماء هي وسيلتهم في إخماد النيران المستعرة إلا أن رجال المطافي لا يملكون في ظل حرارة الطقس وقضائهم وقتا ليس بقليل في استنشاق الأدخنة ورائحة الحرائق والدمار أن ينعموا بشربة من هذا الماء المنهمر في نهار رمضان، فالجلد شيمتهم وتحمل الصعاب من أبرز صفاتهم وهدفهم الأول والأخير دائما أمن وأمان المواطنين وممتلكاتهم.