الكلمة التي بدأ بها الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) خطابه في جامعة القاهرة لإثارة مشاعر المسلمين وظَن الكثيرين أنَّ الولاياتالمتحدةالأمريكية ستبدأ صفحة جديدة مع الشرق الأوسط، كان هذا الهدف المُعلن من الزيارة، لكن رجال السياسة مفهومهم دائمًا، السياسة الأمريكية تعني مصالحها فقط، لذا فهى التي تتحدث، وأنَّ هذا الخطاب ما هو إلا "شو إعلامي" فقط. ما لا شك فيه أنَّ العالم يراقب تطورات الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة التي سوف تنتهي بإعلان الرئيس في نوڨمبر القادم، ومن الآن يتضح تقدم (هيلاري كلينتون) عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، والاثنان سياستهم واضحة. فكلينتون أعلنت تعاونها مع الإخوان، وترامب الذي وُصف بالنازية أعلن عداءه للمسلمين، كما رفض وجود اللاجئين في أوروبا وأمريكا، ولهذا يجب على الشرق الأوسط وخاصة مصر، تَرقب سياسة البيت الأبيض في الفترة القادمة؛ لأنَّ المؤشرات توضح نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية، وهو مجرد رأى قد يتغير بين ليلة وضحاها. تنهج مصر نهجًا مُختلفًا في العلاقات المصرية الأمريكية، هذا النهج أكده الرئيس السيسي بنفسه عندما صرح بأنَّ: أدبيات سياسة العلاقة بين البلدين منذ 30 عامًا لا تصلح الآن، وهذا ما نراه على أرض الواقع من الخروج من بوتقة أمريكا، والاتجاه إلى تعميق العلاقات مع جميع دول العالم، وتجلي ذلك في تنوع مصادر الأسلحة، مع عدم انتظار المعونة الأمريكية، الأمر الذي أثار غضب الكونجرس الأمريكي وجعله يُلقي باللوم على مراكز استخباراته؛ لعدم سيطرتها على انطلاق نجاح السياسة الخارجية المصرية، وفشلها في معرفة السر في دعم فرنسا، وإيطاليا، وتحرك الصين وروسيا لمصلحة مصر، ولذلك تغيرت اللهجة الأمريكية تجاهنا، بعد أنْ تأكدت أنَّ القيادة والحكومة الحالية، قوية الشكيمة تسير بخطى ثابتة، أما الخوف كل الخوف من سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية القادمة تجاه معاقل داعش في سوريا والعراق وليبيا فالوضع متآزم ولا يحتمل الكثير. هناك سؤال يطرح نفسه، في حالة فوز ترامب هل سيترك الجماعات الإرهابية تنمو أكثر، وتزيد من قوتها؟؛ لكي ينصر معتقده في عدائه للإسلام والمسلمين،عندما صرح في وقتٍ سابق "أنَّ على المسلمين الصوم عن قتالهم لبعضهم البعض، كما يصومون عن الطعام والشراب".