الملك فؤاد يقرر إطعام الشعب ب«قرش صاغ».. ووزير التموين يجدد الفكرة ب35 جنيها صاحب فكرة «مطاعم الشعب» أنشأها لمساعدة الفقراء.. والملك يقرر الصرف عليها من أموال «عيد ميلاده» قبل عدة أيام أعلنت وزارة التموين، على لسان محمد صدقى، رئيس شركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية تفاصيل «الوجبة المطهية» التي قررت طرحها للمواطنين طوال أيام شهر رمضان الكريم بسعر 35 جنيها للوجبة الواحدة، والتي أشار «صدقى» إلى أنها عبارة عن «دجاجة بالخضار كيلو و300 جرام أو كفتة بانيه زنة 650 جراما وأرز أو مكرونة وسلاطة خضراء وفاكهة وقطعتى كنافة وعصير قمر الدين، إضافة إلى 10 أرغفة، والمواطن يستطيع الحصول عليها قبل أذان المغرب». البحث عن تاريخ «الوجبات الحكومية» كشف أن الدكتور خالد حنفى، وزير التموين، ورجاله لم يخترعوا الفكرة، حيث اتضح أنه في العام 1932 وفى عهد الملك فؤاد ملك مصر أنشئت «مطاعم الشعب» لتوزيع وجبات رمضانية للإفطار مقابل قرش صاغ واحد. ووفقا للروايات التي قيلت حول «مطاعم الشعب»، فإن الفكرة جاءت بناء عن اقتراح من أحمد باشا عبد الوهاب وكيل (نظارة المالية)، وقتها، الذي قدم إلى الملك فؤاد الفكرة خلال تقريرا عن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي بدأت منذ عام 1930. وكيل نظارة المالية واقترح إقامة مطاعم تقدم وجبات رخيصة الثمن، وهى معمول بها في عدد من الدول ورغم أنه يرى أنها لا تليق بمصر إلا أنه أوصى بها في الأحياء الفقيرة بمنطقة السيدة زينب ومساكن زينهم للعمال، ومنطقة الجمالية والحسين. الوجبة الملكية المطهية كانت عبارة عن لحم وخضار وخبز وكنافة تكفى لفردين مقابل قرش صاغ واحد، وكانت المحافظة والبلدية تدعو الأغنياء للتبرع لإعطاء طعام الإفطار في رمضان لمن لا يملك هذا القرش كوبونات ليأكل بها في مطاعم الشعب. كما أمر الملك فؤاد حينها بتخصيص الأموال التي كانت تجمع للصرف على احتفالات عيد جلوسه على العرش وعيد ميلاده لعمل مطعم للشعب في منطقة بولاق لتقديم هذه الوجبات. أما الملك فاروق فكان يخصص العديد من المطاعم المنتشرة في القاهرة ليذهب إليها الفقراء لتناول إفطارهم وتتولى الإدارة الملكية دفع قيمة المأكولات من الإفطار أو السحور.