وجبات «كل واشكر الحكومة»

«كل واشكر الحكومة» شعار جديد تتبناه وزارة التموين، بعد طرح وجبات تكفى ل 4 أشخاص وب30 جنيها ورغم كل الجهد المبذول من الوزارة لخداع المواطن المطحون، فإنه نجح فى كشف ألاعيب الوزارة سريعا عندما وجد اللحوم المجمدة التى لا يتعدى وزنها 350 جراماً ومن المفترض أن تكون كيلوجراماً، فضلا عن أن هذه الوجبات «حل مؤقت» لا يغنى ولا يسمن من جوع.. ومن هنا يبقى السؤال: هل تستطيع وزارة التموين مواجهة محتكرى السوق؟!
فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة التموين والتجارة الداخلية - فى بيان رسمى - عن توفير وجبات متكاملة ومتنوعة يوميًا لعدد 4 أفراد بقيمة 30 جنيهًا، وأن الوجبات متنوعة يختار منها المواطن يوميًا ما يناسب ذوقه ورغباته وتكفى احتياجات الأسرة ذات الأربعة أفراد، ومنها ما يتضمن «كيلو لحم مجمد وكيلو أرز وكيلو خضار وكيلو طماطم وسلطة، ووجبة فرخة كاملة وكيلو أرز وخضار وطماطم وصلصة ومسلي»، إلا أن وزن اللحوم فى الوجبة لا يتعدى 500 جرام لحوما مجمدة وليس كيلو جراما.
إن هذه الوجبات متنوعة يختار منها المواطن يوميا ما يناسب ذوقه ورغباته وتكفى احتياجات الأسرة ذات الأربعة أفراد شهريا بمبلغ 900 جنيه، مشيرا إلى أن الوجبات منها ما يتضمن «فرخة كاملة وكيلو أرز وخضار وطماطم وصلصة ومسلي» ووجبة تشمل «كيلو لحم مجمد وكيلو أرز وكيلو خضار وكيلو طماطم وسلطة».
وأيضا هناك وجبة تتضمن «كيلو سمك ماكريل وكيلو أرز وخضار سلطة» وهناك وجبة تشمل «كيلو لحم مفروم وكيلو أرز وكيلو خضار وطبق سلطة وصلصة ووجبة «كيلو كبدة شرائح ومكرونة وصلصة وسلطة».
وأشار البيان إلى أن هناك وجبات تشمل كيلو أوراك محلى و2 كيس مكرونة ونصف كيلو بصل وعلبة صلصة وكيلو بطاطس وهناك وجبة تشمل «كباب حلة نيو ماركت وأرز أبيض وطماطم وبصل وجوافة وصلصة ووجبة مكرونة بالباشميل وتشمل مكرونة قلم وطبق مفروم وكيس باشميل وطماطم سلطة وخيار وبصل وبرتقالا».
• جولة!!
وفى جولة ل «صباح الخير» من داخل أحد المجمعات الاستهلاكية بمنطقة السيدة زينب وجدنا أن المبادرة التى أعلنت عنها الوزارة ليست هى الموجودة فى الأسواق، فالبداية أن جميع السلع والمنتجات غير مطهية ما يعنى أنها ليست وجبات وإنما هى عبارة عن طبخة على الرغم من تأكيد وزارة التموين أن المبادرة لوجبات والخدعة الثانية أنها تحتوى على نصف كيلو لحوم مجمدة فقط وكذلك وجبة اللحمة المفرومة لا يتعدى كيس اللحم المفروم بها 350 جرامًا وليس كيلو كما أعلنت الوزارة، إضافة إلى وجبة الفراخ المجمدة بها فرخة زنة كيلو فقط، فضلا عن أن كمية اللحوم التى تم طرحها فى مبادرة المجمعات الاستهلاكية التابعة للوزارة لا تتعدى نصف كيلو لحوم مجمد وليس كما تم الإعلان عنها بكمية كيلو لحوم، مع بعض الفاكهة والخضراوات.
• آراء!!
وأكد حسين عبدالرازق - مدير الجمعية الاستهلاكية فى السيدة زينب - أن الوزارة أرسلت هذه الوجبات كما هى وبالفعل تم عرضها للمستهلك كما هى ولكن عندما يأتى الزبون لشراء الوجبة يشك فى أمرها خاصة أن اللحمة مجمدة جدا فلا يستطيع الزبون أن يتأكد من صحتها وأيضا وجبة السمك مجمدة للغاية والفراخ وهناك زبائن طلبت شراء الأرز والمكرونة والخضروات فقط لأنها طازجة إلى حد ما ولكن ذلك لا ينفع لأن الوجبة تم طرحها كاملة.
وقال محمود عبدالله - أحد الزبائن فى الجمعية الاستهلاكية - إنه متزوج ولديه 3 أطفال إذن فإن أسرته تتكون من 6 أشخاص فالوجبة الواحدة لم تكف أسرته فإنه يلجأ إلى شراء وجبتين ب 60 جنيها فمن الأفضل أن توجد وجبات تكفى لعدد أشخاص أكثر لأن من الصعب أن تجد فى مصر أسرة عددها 4 أفراد فقط.
ويقول خالد محمد مجدى - إن الوجبة تثير شك الزبون لأن اللحمة والفراخ والسمك مجمدة للغاية فلا نستطيع النظر إليها خاصة أن الوزارة قالت إن الوجبة تتضمن كيلو لحمة وليس نصف كيلو وأيضا كيلو كفتة وما وجدناه هو كيس لحمة مفرومة مكتوب عليه 350 جراما فقط فهذا يثير الشك أيضا.
أما فى حى المقطم فلا يوجد لوجبات وزارة التموين حس، فالمجمعات الاستهلاكية خالية تماما من هذه الوجبات، وقال مدير الجمعية الاستهلاكية إنه فى انتظار الرد من وزارة التموين لعدم إرسال هذه الوجبات حتى الآن.
وانتقلت «صباح الخير» إلى حى الجيزة وفى أحد المجمعات الاستهلاكية فى حى الجيزة رصدنا إقبالا شديدا على الوجبات.
وقالت منى عبد السلام - إحدى الزبائن فى الجمعية الاستهلاكية - إن الوجبات التى طرحتها وزارة التموين جيدة إلى حد ما ولكن ليس لها فائدة فيما بعد، خاصة أن الأرز والمكرونة سلع تصرف بالفعل على البطاقة التموينية، بالإضافة إلى 3 قطع من الطماطم غير كافية لأن كيس المكرونة ل 4 أفراد يحتاج من 5 إلى 7 قطع، فبالتالى نلجأ فى النهاية إلى الشراء من السوق فمن الأفضل تخفيض الأسعار الموجودة فى السوق.
ويقول إبراهيم عبدالرحمن - مدير الجمعية الاستهلاكية فى الجيزة - إن الإقبال على الوجبات شديد للغاية خاصة أن الجيزة بها نسبة كبيرة من السكان لذلك فالإقبال كبير للغاية ولكن الناس دائما ما تسأل عن نوعية اللحوم الموجودة فى الوجبة خاصة وأنها مجمدة للغاية وأيضا هناك زبائن تشترى أكثر من وجبة لأنها تراها لا تكفى وهناك زبائن تطلب زيادة عدد الطماطم أو كيس السمن لأن أيضا الكمية المطروحة قليلة ولكن نحن لا نمتلك تلبية احتياجاتهم لأن الوجبة تباع كما هى.
• خدعة !!
ويرى الدكتور سعيد عبدالخالق - أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة - أن ما أعلنته وزارة التموين هو ضحك صريح على المواطن البسيط، حيث إن الاقتصاد المصرى فى حجرة الإنعاش وهذه الفكرة تجربة لمحاولة إنقاذه فعلى وزيرى المالية والتموين التعامل مع التجربة وإدراك النجاح.. حيث إن ما أعلنته وزارة التموين لا يعد وجبات طعام لأنها غير مطهية حتى يطلق عليها وجبة للتناول فورًا لتوفير الوقت، وإنما تندرج تحت عنوان «خد وأطبخ»، لافتًا إلى أن الطبخة التى تتضمن كيلو سمك ماكريل روسى مجمد بقيمة 10 جنيهات، وكيلو أرز 4 جنيهات وسلطة طماطم وفلفل 4 جنيهات، الأمر الذى يؤكد أن هذه المنتجات تباع بسعر يقارب السعر الحقيقى وليست بأسعار مخفضة. وتساءل عبدالخالق: كيف تكفى وجبة لا يتعدى بها كمية اللحوم 500 جرام 4 أفراد؟ إضافة إلى أن الوجبة الأخرى وهى مكرونة بالبشاميل بها كيس مفروم لا يتعدى 350 جرامًا مجمدًا بسعر 18 جنيهًا وعبوة مكرونة 1.5 جنيه وعبوة سلطة قائلاً: «إزاى ده ب30 جنيهًا» وأن وجبة أربعة أوراك بقيمة 16 جنيهًا ومعها بطاطس وأرز بقيمة 8 جنيهات، الأمر الذى يؤكد أن أسعار الوجبات ليست منخفضة كما يدعى المسئولون فى وزارة التموين.
وأوضح أن الوجبة الواحدة بقيمة 30 جنيهًا علاوة على وجبات الإفطار والعشاء التى قد تصل إلى نفس الأسعار، فمثلاً الأسرة الواحدة حال حصولها على ثلاث وجبات «فطار وغداء وعشاء» تحتاج إلى 900 جنيه لوجبة الغداء وفطار 15 جنيهًا وعشاء ب15 جنيهًا ما يجعل الأسرة تحتاج على الأقل 1800 شهريًا للطعام، خلاف السكن والملابس وتعليم الأولاد والعلاج، الأمر الذى يتطلب ضرورة تخفيض الأسعار بشكل يتوافق مع دخول محدودى الدخل من المواطنين.
• مواجهة !!!
واختلفت معه فى الرأى الخبيرة الاقتصادية الدكتورة يمن الحماقى - أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس - وأكدت أن الوجبة التى اقترحتها الحكومة مفيدة للأسرة وخطوة لمواجهة الغلاء وهو ما يفرض على المجتمع نمطا استهلاكيا جديدا فى استخدام كميات بسيطة تكفى الاحتياج فقط وعلى المحليات السعى فى إنجاح المشروع فهى المسئولة عن المنظومة الجديدة وإذا نجحت المحليات سوف تقلل صافى ربح التجار من 40 إلى 45% خلال فترة بسيطة مما يساعد على ارتقاء الاقتصاد وتقليل الأسعار وانخفاض سعر السلع 25% خلال شهرين على الأقل بشرط أن يتم العمل فى المشروع بشفافية كاملة. •