* تستطيع صد جميع التهديدات في وقت واحد دون الانتظار للدعم من الدولة * تساعد في اكتشاف مراكب تهريب السلاح والمخدرات * مصر احتفظت بتصنيفها كأحد أقوى جيوش العالم رغم التحديات * امتلاك مصر للرافال والفرقاطة فريم نقلة نوعية للجيش المصري * نحتل المركز السادس بريًّا والسابع بحريًّا والثامن جويا في تصنيف القوات النوعي أكد اللواء الدكتور محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية وقائد الحرس الجمهوري الأسبق أن امتلاك مصر لحاملة الطائرات الفرنسية جمال عبد الناصر، يساعد في تجفيف منابع الإرهاب بالمنطقة، وأكد أن مصر خلال العامين السابقين استطاعت عبور الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية برغم الضغوط الاقتصادية التي مرت بها خلال الخمسة أعوام الماضية. وأضاف في حوار ل"فيتو" أن الرئيس السيسي بصفته رجلا عسكريا كان يواجه تحديين مهمين عند توليه الرئاسة منذ عامين الأول تنمية الدولة التي تعاني من انهيار في العديد من الخدمات الأساسية عقب ثورتين قام بهما الشعب المصري على الفساد. والتحدي الآخر الوفاء بالتزامات القوات المسلحة من توفير أحدث الأسلحة في ظل التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، واستطاع أن يوازن بين الأمر وهو النهوض بالدولة من خلال المشاريع القومية الكبرى وعقد الصفقات والتحالفات الاقتصادية مع الكثير من دول العالم وفي ذات الوقت توفير احتياجات القوات المسلحة التي تقوم بدفع وشراء متطلباتها ذاتيا دون الاعتماد على اقتصاد الدولة من التسليح المتقدم، وتم التوسع إلى حد كبير في فتح علاقات عسكرية وعمل مناورات وتدريبات مشتركة وإرسال بعثات عسكرية إلى العديد من دول العالم. * ما هي الإضافة التي تقدمها الميسترال للقوات البحرية في مصر وما هي دلالة تصريح الشركة المصنعة بوجود تعاون في التصنيع بينها وبين وزارة الإنتاج الحربي في مصر؟ امتلاك مصر لحاملة الطائرات الفرنسية جمال عبد الناصر، يعد فخرا لكل مصري بأننا نمتلك أحدث الأسلحة البحرية العملاقة في العالم في ظل التحديات الاقتصادية التي نواجهها، خاصة أن هذه القطعة البحرية تتميز بأنها تجسد التعاون بين جميع أفرع القوات المسلحة (البحرية - الجوية -البرية) من خلال العمليات الحربية؛ لأنها تستطيع صد جميع التهديدات في وقت واحد دون الانتظار للدعم من الدولة؛ لأن بها كل الإمكانيات التي تؤهلها كمركز عمليات من إدارة أعمال القتال، بالإضافة إلى أن الميسترال ستقوم بالمساعدة في تجفيف منابع الإرهاب بالمنطقة؛ لأن أغلب الدعم اللوجستي للإرهابيين من السلاح والأفراد يتم عن طريق البحر سواء في ليبيا عن طريق البحر المتوسط أو في اليمن عن طريق البحر الأحمر وامتلاك مصر للحاملتين، الأولى التي دخلت الخدمة اليوم ستتواجد في البحر الأحمر، والثانية التي يتم استلامها قبل نهاية هذا العام سيكون مكانها البحر المتوسط، وبذلك تكون مصر مسيطرة على البحرين وأيضا تساعد الميسترال في محاربة الهجرة غير الشرعية واكتشاف مراكب تهريب السلاح والمخدرات، لما لها من قدرة ردارية عالية في اكتشاف الأهداف وتحديدها. وتصريحات صاحب شركة تصنيع "ميسترال" اليوم بعد تسليمها لمصر ورفع العلم عليها بوجود تعاون بين الشركة ووزارة الإنتاج الحربي يدل على ثقة هذه الشركات في مصر؛ لأن صناعة السلاح لا تقتصر فقط على تصنيع التكنولوجيا، وإنما استخدامها في العمليات ومصر لديها الخبرة العملية في القتال وهذه الشركات تحتاجها لذلك سيكون هناك تعاونا كبيرا وكل هذا يصب في مصلحة مصر لرفع مستواها من دولة تستورد السلاح إلى تصنيع هذا ذاتيا سواء بالتعاون مع الشركات الأخرى أو وحدها. * كيف ترى وضع القوات المسلحة خلال العامين السابقين من تنويع مصادر السلاح؟ القوات المسلحة انتهجت مبدأ تنويع مصادر السلاح منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي، ولكن عقب اتفاقية السلام مع إسرائيل اعتمد تسليح الجيش المصري بنسبة 70% على السلاح الأمريكي، خصوصا ما كانت تقدمة لنا أمريكا من خلال المعونة السنوية والتي نصت عليها المعاهدة، ولكن عقب ثورة 30 يونيو افتعلت أمريكا العديد من الأزمات مع مصر؛ لأنها كانت تؤيد حكم الإخوان وساعدتهم في الوصول إلى الحكم وجمدت المساعدات العسكرية لمصر في الوقت الذي كنا فيه في أشد حاجة للعديد من الأسلحة لمحاربة الإرهاب الذي ضرب مصر خلال الثلاثة أعوام التي سبقت تولي السيسي رئاسة مصر، فكان أول مهمة يقوم بها الرئيس بعد توليه الرئاسة هو فتح آفاق جديدة والتوسع في العلاقات العسكرية مع الكثير من الدول للحصول على متطلبات القوات المسلحة من التسليح الحديث، وحدث تقارب وعقد صفقات عسكرية مع فرنسا وروسيا والصين وإيطاليا واليونان والكثير من الدول التي رحبت بمد مصر بأحدث الأسلحة إليها. * هل أصبحت مصر قوة ضاربة في منطقة الشرق الأوسط، وكيف ترى تصنيف مصر عسكريا خلال العامين السابقين؟ مصر الدولة الوحيدة في العالم التي دخلت حروبا منظمة عسكريا طوال تاريخها الحديث والقديم ودائما تواجه تحديات عسكرية لموقعها الإستراتيجي ومكانتها التاريخية في العالم. أما الشيء الذي لا يعرفه الكثيرون أن مصر عندما تشتري السلاح من أي مكان يرتفع سعره بسبب خبرتها في القتال، فمثلا طائرات الرافال الفرنسية لم يكن لها سوق عالمي برغم مرور عدد من السنوات على تصنيعها في فرنسا، وزاد الطلب عليها بعد الصفقة التي عقدتها فرنسا مع مصر بتوريد 24 طائرة، وصل منهم 6 حتى الآن، لدرجة أن فرنسا اعترفت أنها لا تستطيع الوفاء السريع بكم الطلبات التي وصلتها للرافال بعد دخولها الخدمة في مصر. بالإضافة إلى أن العديد من الدول المصنعة للسلاح تستعين بخبرة الجيش المصري في تطوير أسلحتها، وعلى رأسهم أمريكا التي استعانت بخبرتنا في تطوير دباباتها وعدد من أسلحتها الحديثة. * أهمية صفقات السلاح التي تعاقدت عليها مصر لدعم دورها الإقليمي حاليا؟ مصر تواجه تحديات جديدة وأعداء جدد خارج أراضيها مما يدفع القيادة السياسية والعسكرية إلى فتح مجال جديد للتسليح والتدريب لمجابهة هذه التهديدات وتنويع مصادر السلاح طبقا للمعطيات الجديدة والظروف الراهنة، خصوصا بعد أن تخطت مرحلة الدفاع عن الأرض من خلال بقاء قواتنا المسلحة داخل حدود الدولة إلى قوة ضاربة تقوم بمساعدة الأشقاء العرب في الحفاظ على أمنهم واسقرار المنطقة من خلال التحالف العربي والأفريقي وأيضا مراقبة سير الملاحة في البحر الأحمر والخليج العربي للمحافظة على سير الملاحة في قناة السويس، فكان من الضروري الحصول على أعلى تسليح يناسب المهمة الجديدة فتم التعاقد على طائرات الرافال المتعددة المهام، والتي تستطيع القتال ببراعة خارج حدود الدولة لمسافات بعيدة وحاملتي الطائرات البحرية الميسترال التي وصلت واحدة منها ويتم استلام الأخرى قبل نهاية العام الجاري، والتي تعد نقله نوعيه في تاريخ البحرية المصرية وبحريات منطقة الشرق الأوسط، حيث يوجد في العالم كله 12 حاملة طائرات، منهم 2 الآن ملك مصر وحدها. بالإضافة إلى مدها بأحدث الطائرات الهليكوبتر المقاتلة الروسية طراز "كا-52" التي تم التعاقد عليها فعلا وفي طريقها إلى مصر، وأيضا الفرقاطة فريم أحد أهم القطع البحرية المقاتلة في العالم؛ لأنها قطعة بحرية مضادة للغواصات والسفن والطائرات، وبها مهبط للمروحيات، ومزودة بصواريخ أرض جو، وأخرى مضادة للسفن، إضافة إلى 19 طوربيدًا و4 رشاشات. * كيف حافظت مصر على تصنيفها عسكريا طوال الأعوام السابقة بالرغم من التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تواجهنا؟ بالرغم من ضعف تمويل التسليح المصري والذي يبلغ 4.4 مليارات دولار سنويا ويعتبر رقما سلبيا بالمقارنة مع ميزانيات التسليح في دول العالم والذي يأخذ به في تصنيف قوة الجيوش، ومقارنة بدول أخرى مثل إسرائيل التي يبلغ الإنقاق على التسليح فيها 18 مليار دولار سنويا، بالإضافة إلى المعونات الأمريكية، إلا أن مصر استطاعت الحفاظ على تصنيفها عسكريا ما بين الرقم 11 إلى 13 عالميا، وهذا يعتبر إعجازا لا أحد يدركه إلا القوى العظمي التي يصعب عليها تقبل أهمية دور مصر في العالم وخوفها من الجيش المصري. ولكن هذا التصنيف مجحف بالنسبة لقدرة الجيش المصري الذي يعتبر في المرتبة السادسة لحجم القوات البرية، والمرتبة السابعة في القوة البحرية، والثامنة في القوة الجوية على مستوى جيوش العالم التي تحتل المرتبة الأولى فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأنا متفائل بأننا سنصبح في تصنيف متقدم قريبا خصوصا بعد اعتراف العالم كله أن مصر ستنمو اقتصاديا خلال الأعوام القليلة القادمة بمعدلات سريعة بسبب الاكتشافات البترولية والمشروعات القومية الكبيرة والإصلاحات التي تقوم بها حاليا في الداخل.