بمجرد أن تخطو خطواتك الأولى داخل ميدان السيد البدوي بطنطا، تجد الشوارع هادئة وأسواق التمر والياميش فارغة نوعًا ما، مقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما جعل البائعين يشعرون بأن فرحة الشهر الكريم ومعالمه في الشوارع اختفت بعد أن منعتهم شرطة المرافق من عرض بضاعتهم، بالإضافة إلى عدم إقبال المواطنين على الشراء من جانب آخر، وهو ما حوّل موسم البيع من موسم خسائر لموسم ديون ودموع. يقول السيد راضي أحد باعة الياميش بمنطقة السيد البدوي، إن أسعار الياميش هذا العام تضاعفت عن العام الماضي وهو ما جعل الإقبال ضعيفًا للغاية، موضحًا: "اللي كان بيشتري كيلو زمان بقى بيشتري نص كيلو وربع كمان، والغلبان مبيشتريش خالص"، قائلاً إن أسعار المشمشية ما بين 54 و56 جنيهًا، والقراصيا يصل سعر الكيلو فيها ل46 جنيهًا. ويضيف محمد عامر أن المكسرات تعتبر الشريك الثاني للتمور في ياميش رمضان، ولكنها لفئة مخصوصة من المواطنين، وهي الفئة الغنية حيث ارتفعت أسعار المكسرات بشكل كبير فوصل سعر كيلو الفستق ل160 جنيهًا، وكيلو البندق ل140 جنيهًا، والكاجو ل110 جنيهات، وعين الجمل ل120 جنيهًا، لافتا إلى أن السوداني والذي كان يطلق عليه "مكسرات الغلابة" قد ارتفع سعره أيضا ل24 جنيهًا للكيلو بعدما كان يتراوح ما بين 10 إلى 12 جنيهًا، وهو ما يعد ارتفاعًا كبيرًا للغاية.
ويؤكد الحاج إسماعيل، أحد الباعة، أن التمور أصبحت الأكثر إقبالاً من الأهالي على التمر، والذي تختلف أسعاره من 3 جنيهات وحتى 20 جنيهًا، باختلاف أنواعه ودرجاته، قائلاً: "البلح هو أهم سُنة عن الرسول، لكن باقي الياميش مجرد شكليات". ومن جانب آخر، عبر السيد راضي "بائع ياميش" عن استيائه من شرطة المرافق قائلاً: "رمضان مجاش عندنا السنة دي"، موضحًا أن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم كل عام كانت تتمثل في عرض منتجاتهم في الشارع، وإقبال الأهالي عليها، إلا أن المسئولين بمحافظة الغربية أبوا هذا العام أن تدخل الفرحة قلوبهم، فكانوا من جهة، وارتفاع الأسعار من جهة أخرى، حتى ضاعت فرحة هذا الموسم نهائيًا. وأكد راضي أنهم كل عام اعتادوا فرش بضاعتهم في السوق وعمل "تروكات" أو خيام تحميهم وبضاعتهم من الشمس، إلا أنهم فوجئوا بالبلدية تزيل هذه التروكات وهو ما تسبب في فساد كميات كبيرة من التمور والياميش بعد تعرضه للشمس، وهو ما يعد خسارة فادحة لجميع الباعة الذين لم يدفعوا ثمن هذه البضاعة حتى الآن، وخطر من جانب آخر على صحة المواطن البسيط بعد احتمالية شراء منتجات فاسدة. المواطنون وتابع سامي محمد، موظف، قائلاً: "رمضان السنة دي للأغنياء بس، أما الفقير فمحروم حتى يدخل الفرحة على ولاده"، بهذه الكلمات بدأ موضحًا أن أسعار الياميش ارتفعت بشكل كبير للغاية في هذا العام، فأصبح أبسط الأشياء كالتمر وقمر الدين والمشمشية محرمًا على الفقير، مبينًا أنه يضطر لشراء هذه الأشياء ليدخل السرور على أهل بيته.