على الرغم من البراءة وقلة الحيلة التي قد تبدو على وجهها، فإنها استطاعت أن تتحول لبطلة المسكوت عنه، بعدد من أعمالها، فناقشت القضايا المتعلقة بالمرأة وبعضها الآخر متعلق بعادات وتقاليد بل قوانين تحتاج إلى التعديل، وكأنها اتخذت على عاتقها عبء مناقشة كل ما هو مسكوت عنه، إنها سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، وإليكم 6 أعمال منحتها لقب "بطلة المسكوت عنه". والبداية من فيلم "الباب المفتوح"، الذي لعبت فيه دور "ليلى" التي تعيش في أسرة متوسطة، وتحاول أن تثور وتشارك في التظاهرات لكن يكبحها والدها بعنف ويعاقبها بشدة. تقع في حب ابن خالتها لكن سرعان ما تكتشف أنه لا يختلف عن أبيها كثيرًا، فتتركه وتفقد ثقتها في المجتمع، ثم تقابل فيما بعد صديق أخيها الثوري والمنفتح فتُعجب به، لكن تتعقد الأحداث بسبب الأحداث السياسية والاجتماعية، فتبدأ رحلتها للبحث عن ذاتها بعيدًا عن أفكار المجتمع المناقضة لما تؤمن به. أما فيلم "نهر الحب"؛ فقد استطاع خلق حالة من الجدل مستمرة إلى الآن، وذلك بسبب نظرة المجتمع إلى بطلة الفيلم، وكان السؤال الأساسي هو هل «نوال» خائنة تستحق نهايتها، أم هي تستحق التعاطف وأن تحصل على الطلاق من زوجها القاسي؟ لعبت دور فتاة بسيطة تعيش مع أخيها المحامى، الذي يقوم باختلاس مبلغ من العهدة الموكلة لديه؛ فيعلم «طاهر باشا» رب عمله بهذا الاختلاس فيطلب يد أخته كنوع من الابتزاز، فتقبل «نوال» حرصًا على مستقبل أخيها وزوجته، وتنتقل إلى جحيم الحياة مع رجل لا يعرف للحب معنى؛ ثم تلتقي «نوال» مع «خالد»، الحب الذي طالما حلمت به، فتطلب الطلاق إلا أن زوجها الباشا يطردها من المنزل، ويستشهد خالد في حرب 1948، ويحقق الزوج انتقامه حين يعلم بموت خالد فيطلقها، فلا تجد في الحياة سبيلا سوى الموت، فيصدمها القطار وتموت. وفي فيلم "الحرام"، لعبت فاتن حمامة في هذا الفيلم دور «عزيزة» التي تعمل هي وزوجها عبد الله ضمن عمال التراحيل، ويصاب الزوج بالمرض الذي يقعده عن العمل، وفي يوم من الأيام اشتاق الزوج إلى البطاطا فذهبت عزيزة لتقتلعها من الأرض، ففاجأها أحد شباب القرية واعتدى عليها، ما نتج عنه حملها، ونجحت في إخفاء حملها عن الأعين، لأنه من المعروف أن علاقتها الزوجية معدومة بسبب مرض زوجها، وعندما ولدت مولودها خافت أن يفضحها صراخه فقتلته دون وعي وهي تحاول أن تسكته، ثم عادت إلى العمل متحملة آلام جسدها إلى أن أصيبت بحمى النفاس وماتت. فيلم "أفواه وأرانب"، وكان من أوائل الأفلام التي تعرض مشكلة الزيادة السكانية، وكان له تأثير كبير في المجتمع؛ فقد وجه رسالة قوية للشعب المصري عن طريق عرض مشكلة ارتفاع أعداد الأبناء في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية للأسرة باستخدام شكل سينمائى فكاهي. وتلعب فاتن حمامة في هذا الفيلم دور «نعمة» التي تعيش مع شقيقتها الكبرى وأسرتها المكونة من زوجها عبد المجيد وأولادهم التسعة، عبد المجيد سكيّر يعمل بمصلحة السكك الحديدية، وللخلاص من وضعهم المزري يرى عبد المجيد وزوجته أن تقبل نعمة من زواج المعلم البطاوى، فترفض وتهرب إلى المنصورة، وتتعرف هناك على محمود بيه، الذي سرعان ما يكتشف مهارتها وحسن تصرفها فيقربها منه حتى يقع في حبها، وفي النهاية يعترف عبد المجيد بغلطته فتعود نعمة لمحمود الذي يتولى رعاية أسرتها. "أريد حلًا"، ويمثل هذا الفيلم أول حوار وجدل بين السينما وقانون الأحوال الشخصية؛ فقد فجر قضية اجتماعية بالغة الخطورة؛ فناقش حق المرأة في طلب الطلاق، بل وقف بجانبها في المطالبة بالتعامل معها كإنسان له مطلق الحرية في تقرير مصيره، يضاف إلى ذلك أنه حاول الكشف عن الثغرات التي يحتويها قانون الأحوال الشخصية. أثار الفيلم جدلًا واسعًا، وتعرض لحملة دعائية من الإخوان عبر مجلتهم "الدعوة"، وتم تصوير الأمر وكأنه مؤامرة ضد الشريعة. "يوم مر ويوم حلو" ويعتبر من أوائل الأفلام التي تناولت قضية العشوائيات في السينما المصرية، ولعبت فاتن حمامة في هذا الفيلم دور «عائشة» أرملة توفي زوجها وترك لها خمسة أبناء، سناء وسعاد ولمياء وأسماء والصغير نور، الابنة الكبرى سناء تزوجت عرابي النجار وأقاموا بمنزل العائلة المتواضع، وأصبح يتصرف كأنه صاحب البيت، إلى أن يقوم بعد فترة بالتحرش بالابنة الثالثة لمياء ويقيم معها علاقة آثمة، وعندما ينكشف أمرها تقدم على الانتحار بحرق نفسها.