أقيم مساء أمس السبت بالمركز الثقافى الفلسطينى بالعاصمة الليبية طرابلس، الاحتفال الجماهيرى الحاشد الذى دعت إليه اللجنة الفلسطينية بمناسبة يوم الثقافة ويوم معركة الكرامة العربية مع الاحتلال الإسرائيلى. بدأ الاحتفال الذى أقيم تحت شعار "ثقافة الكرامة" بعزف النشيدين الفلسطينى والليبى والوقوف إجلالا لأرواح الشهداء مع استعراض تاريخى لمعركة الكرامة العربية الباسلة، وعرض مقاطع مصورة من قصائد الشاعر الكبير محمود درويش قدمها بنفسه، وسط أعلام وصور وشعارات دعت إلى تمجيد الشهداء وحراسة الثوابت والحقوق العربية. صرح السفير الفلسطينىبطرابلس الدكتور المتوكل طه، لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بطرابلس بأن المعانى العميقة لمعركة الكرامة العربية تعتبر الانطلاقة العملية للثورة الفلسطينية ولحظة استقطاب تاريخية لكل عربى وفلسطينى، والذى كان ولايزال همه استعادة الحقوق وتحرير الأرض، مؤكدا أن إسرائيل تصلح للهزيمة أمام الإرادة والوحدة والتلاحم الفلسطينى والعربى. أضاف الدكتور المتوكل أن الشعب الفلسطينى الذى تحرص قيادته وعلى رأسها الأخ الرئيس محمود عباس على صيانة الحقوق وحفظ الثوابت، هو نفسه الشعب الذى يدعو إلى إنجاز المصالحة لمواجهة سياسات إقليمية تنحاز مع دولة الاحتلال فى مواجهة تطلعاتنا وحقوقنا. وأوضح طه أن الثقافة الفلسطينية هى جذر المقاومة مثلما أعطت الفلسطينى ملامحه الوطنية وشخصيته التى تحققت عبر كل أشكال الحراك المقاوم فى فلسطين والشتات، ودعا السفير الفلسطينى المثقفين العرب إلى تشكيل جدار ممتد من المحيط إلى الخليج لمواجهة التطبيع مع الاحتلال ومؤسساته، باعتبار الثقافة هى ما تبقى لنا فى مواجهة التحديات والأسئلة وعوامل التبديد والإبادة والعدمية. من جهته أكد رئيس اتحاد كتاب ليبيا مفتاح القناوى، مساندة المثقفين الليبيين لأشقائهم الفلسطينيين فى مواجهة الاحتلال واصطفافهم مع روح المقاومة، كونها نقطة تحول أعاد للعرب المعنويات والهمة والكرامة، وتوقف القناوى أمام عوامل الوحدة التى تجمع هذه الأمة، وضرورة تفجير طاقاتها لتحرير فلسطين تماشيا مع نداءات ثورات الربيع العربى التى كان جوهرها تحرير الأرض والإنسان وإحقاق الحريات والعدالة. أما الشاعر الليبى البارز خالد درويش، الذى قدم باقة من قصائده إلى فلسطين والقدس فقد غالبه البكاء وهو يتحدث فى مقدمته عن الضحايا فى فلسطين والأسرى وأمهات الشهداء، مؤكدا أن فلسطين تستحق الحياة والكرامة والحرية. فى نهاية الاحتفال الذى حضرة عدد كبير من السفراء والدبلوماسيين العرب وممثلى أحزاب ومنظمات المجتمع المدنى الليبية قدمت فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية عرضا فنيا جديدا "تحية للأسرى وأرواح الشهداء وللقيادة التى تمسك على ثوابت شعبنا وحقه فى العودة وإقامة الدولة والقدس عاصمتها الأبدية.