في البداية يقول أحمد سيد -مدرب كمال أجسام وصاحب أشهر جيم لتدريب «الحراسات الخاصة» بإمبابة : «الجارد» هو حارس لشخص أو لممتلكات خاصة , وهي مهنة قائمة بدون عنف , ويضطر القائم بها لرد العنف عند التعرض له وتختلف مهمات التأمين والحراسة الخاصة بالحارس الخاص ومنها تأمين الأفراح والحفلات الفنية والمصانع والشركات , وكذلك المطاعم والكازينوهات أو أماكن المعيشة خاصة الفيلات والقصور بالإضافة إلي تأمين الشخصيات العامة ورجال الأعمال , وهذه هي الأعمال الأساسية التي يقوم بها الحارس الخاص , وكثيرا ما طلب مني توفير الحراسات الخاصة في هذا الجانب , ويسمي من يقوم بهذه الأعمال "بالجارد اليمين " أو الشغل النظيف , وهناك بعض الأشخاص يستغلون الجاردات في تنفيذ عمليات مشبوهة مثل السطو المسلح وتهريب الآثار وتغيير العملة وسرقات البنوك والسيارات والخطف والترويع ومثل تلك العمليات يطلق عليها "ديرتى " أو الأعمال القذرة ويسمي من يقوم بها بالجارد الشمال أو غير النظيف , ومن يقومون بتلك الأعمال عادة هم تشكيل عصابي يعرفون بعضهم ولا يستقرون في مكان واحد, واستبعد أن يكون «للجاردات» يد في الأحداث التي ألمت بالبلاد مؤخرا , وقال: نحن الآن نمر بفترة توابع الثورة , وفيها يقوم أصحاب المصالح الخاصة بأعمال تخريب , وفي هذه الأعمال لا يلجأون إلي الجاردات نظرا لغلو ثمنهم , فالجارد يصل يومه إلي 1000جنيه في أعماله النظيفة سواء أكان حارسا شخصيا لسفير أو لأمير عربي أو غير ذلك , ولذلك يلجأ مريدو الشغب والعنف الراغبون في إحداث الفوضى إلي المسجلين والمنحرفين , وغالبا ما يكونون من أبناء المناطق الفقيرة والعشوائيات وهؤلاء يقبلون القيام بالأعمال الشمال بمبالغ زهيدة تبدأ من 30 إلي 150 جنيها , وقد انخفض الطلب علي الحراسات الخاصة بعد الثورة نظرا لتردي حال السياحة وغلق مجموعة من الكازينوهات , إضافة إلي أن الشخصيات الأجنبية , والعربية التي كانت تقضي فترات من العام في مصر غيرت وجهتها عن البلد نظرا لحالات الانفلات الأمني الشديد , في المقابل نشطت البلطجة وزادت أعمال البلطجية وزاد الطلب عليهم حتي ان البعض يلجأون إليهم كبديل رخيص للبودي جارد وباستطاعته تنفيذ أي عمل عكس الجارد المحترف. فيما يقول مصطفى راشد -المدير التنفيذى لاحدى شركات الأمن- نحرص على اختيار أفراد الحراسات الخاصة أو ما يطلق عليهم ال«بودى جارد» بعناية شديدة ,حيث يتم توظيفهم حسب الإمكانيات التى يتمتعون بها , فشركات الأمن تتلقى طلبات بحماية الأفراد العامة , وأخرى تتعلق بحماية المنازل الخاصة ,فضلا عن طلبات تأمين قاعات المؤتمرات والحفلات الغنائية والمسرحية ,و الفنادق والشواطئ , والمصارف, فجميعها ترتبط بخدمة الحراسة وتتنوع فى شكل ومضمون وتنفيذ الخدمة , فيجب على المتقدم لشغل وظيفة الحراسة الخاصة ,أن يتمتع بلياقة بدنية مرتفعة , وان يكون ممارسا للرياضة ,متفتح الأفق , يتمتع بمستوى عال من المرونة فى التعامل , وان يكون متفرغا لهذه المهنة «الصعبة » على حد قوله , لأنها مهنة لا ينجح فيها إلا من يحبها , ومن المؤكد أن يقابل فرد الحراسة ,بعض العقبات والتى يتم تدريبه عليها مسبقا , ومن ثم يستطيع التغلب عليها ..ويضيف: غالبا ما يكون ال"بودى جارد" حاصلاً علي درجة علمية مرتفعة , وفى بعض الأماكن والشخصيات التي تحتاج إلي التامين نستعين بمن هم يتحدثون بعض اللغات الأجنبية ويكونون من حملة المؤهلات العليا , فشركات الأمن تتحمل عبء التأمين بالتوازى مع وزارة الداخلية , ونحاول المساهمة فى حفط امن هذا الوطن , الذي يعانى من اختلال فى توازنه نتيجة لحالة الفوضى التى شهدتها البلاد عقب هروب المساجين , والانتشار الكثيف للسلاح , وتهريب الاقراص المخدرة والتى تقدر بملايين الاقراص , وعن راتب ال"بودى جارد" يشير "راشد" لتباين المرتبات التى يتقاضونها , فتختلف حسب طبيعة المهمة المكلف بها , ومكانها , وتوقيتها , وتتوقف أيضا مهارات الشخص المكلف بها , ولكن يعتبر مبلغ 2500 جنيه متوسط ما يتقاضاه الجارد. ويقول عبد الودود عصمت 30 عاما -حاصل على بكالوريوس تربية رياضية ,و على العديد من البطولات في لعبة كمال الأجسام آخرها بطولة البحر المتوسط : إنه يعمل "بودى جارد" فى احد مكاتب الصرافة منذ سبع سنوات , وأشار إلي انه لم يسع لهذه الوظيفة ولم يفكر بها , ولكن ما يتمتع به من قوام رياضى , وعضلاته الضخمة , كانت سببا فى تأهيله لشغل هذه الوظيفة ..واضاف انه يحصل على راتب قدره 2000 جنيه ,من عمله بشركة الصرافة , و2000 جنيه ,بدل تغذية من النادى الذي يلعب لصالحه , ولكنه ينفق الكثير من الأموال على تنمية وتغذية عضلاته , وكشف أنه كثيرا ما طلب منه البعض استخدام عضلاته في إرجاع حقوق الأفراد بمقابل مادى مرتفع, لكنه وزملاؤه من الحاصلين على المؤهلات العليا يرفضون هذا ويعتبرونه نوعا من البلطجة ,وهو ما ينافي أخلاق المهنة , التى تقتصر على التأمين فقط , ويري عصمت أن رجال الحراسات الخاصة , لا يسعون للتعدى على اى شخص ,ولكن توجد فئة ضالة فى المهنة , تشوه صورتنا , وقال انه فخور بمهنته , فهو حارس خاص معنى بحماية شركة صرافة , ففى ظل الانفلات الأمنى , تقع علي عاتقنا مسئولية كبيرة. يقول محمود عبد العزيز 26 عاما , حاصل على بكالوريوس نظم معلومات : إن "البودى جارد" يعملون على تأمين الفنادق والشواطئ من العناصر التى قد تتسبب فى خلل أمنى , ونواجه صعوبات أثناء تأدية عملنا , ففى كثير من الأحيان نتعرض لمواقف خطيرة فقد يحاول بعض البلطجية الدخول إلى المنطقة المكلفين بحمايتها ,وفى هذه الحالة يتم التعامل معهم , حسب طبيعة الموقف فبعضهم «حراس» مسلحين , وبعضنا يجيد فن الدفاع عن النفس فضلا عن قوتنا الجسدية وأشار إلي أن إعادة الحقوق لأصحابها مهمة وزارة الداخلية وليست مهمتهم , فلا تعنى قوتنا الجسدية , أننا نتدخل فى كل شيء ب«الدراع» , ولابد أن نفرق بين "البودى جارد" و"البلطجى" الذي يتدخل في كل شيء بذراعه, و كشف احتمالية تورط بعض عناصر الحراسات الخاصة ,فى أعمال البلطجة ,وفرض الإتاوات , وغالبا يكون هؤلاء عناصر خارجة على القانون , ويمارسون رياضة كمال الأجسام ,ويتناولون المنشطات , والهرمونات التى تساعدهم على تكوين العضلات , ويطلق عليهم "البودى جارد الشمال " , ويحصلون على مبالغ مالية مرتفعة جدا , ويستخدمون فى أعمال الجرائم والبلطجة والاعتداء على الأفراد , والسرقة وفرض الإتاوات , وغالبا ما يستخدمهم رجال أعمال مشهورون . وتستخدم شركات الأمن ثلاثة أنواع من الأفراد, وهم : البودى جارد ,وهذا يستخدم فى عمليات تأمين الشخصيات والفنادق وقاعات المؤتمرات , وهذا النوع يكون حاصلاعلى مؤهل علمى مرتفع , ومنهم من يجيد أكثر من لغة , ويبلغ الراتب الذى يحصل عليه 2100 جنيه ,خلال عمله 8 ساعات يومية , وفى حالة استمراره فى العمل فترة أخرى ليبلغ عدد الساعات 16 ساعة ,يتقاضى 4200 جنيه , وتلتزم الشركة بتوفير غرف للسكن والمواصلات , أما الغذاء فمسئولية الفرد . النوع الثانى , أفراد الأمن , ويكون معظمهم حاصلاً على مؤهل متوسط , ويتقاضى 800 جنيه شهريا , أما الشركة فتتلقى عنه 1500 جنيه , على أن تأخذ الشركة 700 جنيه , عن فرد الأمن . أما النوع الثالث فيكون عن طريق «سمسار» ويعمل عدة أيام فقط , ويتقاضى عن اليوم الواحد مبلغ 200 جنيه بالإضافة لوجبة غذائية , ويكونون فى غالب الأمر من البلطجية والمسجلين خطرا , ويقومون بأعمال معينة , ويكونون من المناطق العشوائية , ومؤهلين لأعمال البلطجة , ويطلق على هذه العمليات "المصلحة". وغالبا ما يعيش السمسار فى منطقة عشوائية , ويعرف سكانها , ويقدر على الاختيار من بين العاطلين من يقوم بهذه المهمة . وتشير المصادر إلي تورط بعض رجال الأعمال فى الاستعانة ببعض العناصر الخارجة عن القانون , لتنفيذ جرائم ,والانتقام من أشخاص على أن يكونوا خارج المشهد , ويدفعونا مبالغ مالية ضخمة ,مقابل هذه العمليات.