على الرغم من التقدم الكبير الذي تشهده صناعة الخبز بمحافظة المنيا، إلا أن العادات والتقاليد ما زالت تحتفظ بمكانتها، وما زال الأهالي يلجئون إلى «البتاو» بديلًا للخبز، حيث لا يخلو بيت في القرى منه، وكان في فترة ما هو الخبز الوحيد الموجود بالقرى قبل ظهور المخابز البلدية. وتعد صناعة "العيش البتاو" هي أقدم طريقة لصناعة الخبز بقرى محافظة المنيا، وما زالت هناك عائلات حتى الوقت الحالي تعتمد عليه اعتمادًا كليًا. تقول أم محمد: «إن صناعة البتاو تبدأ بطحن الذرة الشامية مضاف إليها كمية من القمح والحلبة، ثم بعد ذلك مرحلة العجين، ثم تسخين الفرن البلدي وبدء عملية الخبز، مشيرة إلى أن الخبز مرة واحدة تكفي لشهر كامل». وأضافت: «أن 3 سيدات فقط يمكنهن الخبز، فالأولى مسئوليتها تقطيع العجين ووضعه على "المطرحة" الصغيرة، وبعدها تتسلّم الثانية العجين من المطرحة الصغيرة إلى "المطرحة" الكبيرة وتوسعته، ثم تسليمه لمن تجلس أمام الفرن البلدي لتتولى تسويته، ثم مرحلة التهوية والتخزين». وأوضحت أن الفترة المستغرقة في عملية الخبز حسب العجين المعد بالمنزل، مؤكدة أن «البتاو» أمر ضروري في الأفراح، ويتم إرسال كمية معينة منه مع العروس إلى منزل الزوجية. وتقول أم محمود: «إن عددًا كبيرًا من أهالي القرى يرفضون تناول أي خبز على وجبة الغداء سوى "البتاو" خاصة خلال موسم حصاد القمح». وأضافت: «أن عددًا قليلًا من سيدات القرى يتقنَّ مهنة صناعة الخبز الفلاحي المعد في الفرن البلدي المصنوع من الطوب اللبن، ولهم يومية معينة تزيد أو تنقص حسب الكمية». وتابعت فاطمة علي: «نعلم الفتيات الصغيرات من سن الحادية عشر، حيث تبدأ الفتاة باستخدام المطرحة الصغيرة فقط، وبعدها تبدأ تدريجيًا في استخدام المطرحة الكبيرة، ومنها إلى متابعة الخبز بالفرن حتى تمام النضج».