لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يفشل شيكابالا نجم الزمالك في التربع على عرش عمالقة كرة القدم المصرية، نظرًا للموهبة الكبيرة والإمكانات الفنية الرائعة التي يمتلكها اللاعب الذي تبنأ له الخبراء والنقاد أن يكون أحد أعظم من لمسوا الكرة في الملاعب المصرية قبل أن يتمسك اللاعب بالسير في طريق "اللاعودة" بفضل أزماته المستمرة وتورطه في بعض الخلافات التي أدت به إلى نفق مظلم. هروب مبكر بداية شيكابالا مع كرة القدم كانت مليئة بالأحداث المثيرة، حيث عرف اللاعب طريقه مبكرًا مع الخلافات والأزمات بعد هروبه من منتخب الشباب قبل أمم أفريقيا 2003 في سوازيلاند، حيث رفض فاروق السيد المدير الفني للمنتخب الوطنى للشباب وقتها الضغوط لإعادة اللاعب، وقرر الالتزام بضرورة إيقاف اللاعب وحرمانه من تمثيل المنتخب الوطني لمدة عام. إبراهيم يوسف، المشرف العام على المنتخب الوطنى للشباب وقتها، رفض الضغوط التي تعرض لها من أحمد مصطفى مدير قطاع الناشئين بالزمالك في هذا التوقيت، ومحمود أبو رجيلة المدير الفنى للفريق الأول، وأحمد رفعت مدير الكرة للعفو عن اللاعب. ويذكر أن الراحل إبراهيم يوسف كان له تصريح شهير في هذا التوقيت عندما أكد أن إيقاف اللاعب لمدة عام سيكون عبرة له من أجل التفكير جديًا في أي قرار خاطئ يقدم عليه قبل ارتكابه، وهو الأمر الذي لم يلتزم به اللاعب صاحب ال30 عامًا، والذي حرم نفسه من التواجد ضمن الكبار بتصرفاته الصبيانية التي أثرت سلبًا على مسيرته، سواء مع الزمالك أو المنتخب الوطنى. رحلة باوك محمود شيكابالا سبق له الهروب من الزمالك في سن صغيرة، وتحديدا في موسم 2005 وخاض تجربة احترافية في باوك اليوناني حصل خلالها الزمالك على 650 ألف يورو كحق رعاية اللاعب بعد شكواه وناديه اليوناني في المحكمة الرياضية الدولية، ولكنه لم يتحمل مرارة الغربة، وتمسك بالعودة إلى القاهرة لظروف التجنيد أيضًا. أزمة الأهلي شيكابالا فضل العودة إلى الأهلي رغم انتمائه للأبيض، وتواجد في مكتب عدلي القيعى مدير التسويق والتعاقدات بالأهلي ووقع فعليا للأحمر، إلا أنه تراجع في النهاية، وأكد أنه زملكاوى وعاشق لتراب ميت عقبة وانه لم ولن يرتدى القميص الأحمر، ليعود اللاعب إلى الزمالك ويبدأ حلقة جديدة من محاولة إصلاح ما أفسده الزمن بفضل التصرفات غير الأخلاقية نتيجة عدم التزام اللاعب خارج الملاعب، ومع علاقاته المتعددة التي أثرت سلبًا على مستواه. خناقة المعلم شيكابالا دخل في أزمة شهيرة أيضا مع حسن شحاتة المدير الفنى للزمالك قبل عدة سنوات، عندما اعترض على استبداله أمام المغرب الفاسى في بطولة أفريقيا، وتكرر مشهد أزمة حسن شحاتة مع ميدو في أمم أفريقيا 2006، ولكن هذه المرة مع شيكابالا الفتى المدلل لأحمد حسام ميدو الذي يعد أقرب نجوم الكرة للفهد الأسمر. رحلة الوصل غادر شيكابالا الزمالك لخوض تجربة احترافية مع الوصل الإماراتى على خلفية أزمته مع حسن شحاتة، وكالعادة هرب شيكابالا من الوصل الإماراتي دون علم ناديه، وتجاهل اتصالاتهم، مما دفع النادي الإماراتي لفسخ التعاقد معه، وعاد وقتها إلى الزمالك، ولكن لم يتمكن النادي من قيده بسبب غلق القيد المحلي. جحيم لشبونة وبعد عودة اللاعب لصفوف الزمالك من جديد حصل على عرض احتراف في نادي سبورتنج لشبونة البرتغالي، حيث توصل لإدارة الزمالك لإنهاء الصفقة وبكى فجرًا لإرسال بطاقته الدولية قبل إلغاء باب الانتقالات، ولكن كالعادة هرب من النادي البرتغالي بحجة عدم قيده في القائمة الأوروبية، مما دفع لشبونة لبيعه وقتها للزمالك للتخلص منه،حيث عاد للزمالك ومنه إلى الإسماعيلي لمدة موسم واحد لم يكمله أيضًا اللاعب الذي اكتفى ب6 شهور فقط بقميص الدراويش، وعاد إلى الأبيض بعد رحيل أحمد حسام ميدو الذي عاد لتدريب الزمالك قبل إقالته، عقب الهزيمة أمام الأهلي في بطولة الدوري. أزمة الألتراس وعاد شيكابالا خلال الأيام الماضية للتورط في أزمة جديدة عندما تواجد مع "وايت نايتس" في وداع صديقه المقرب عمر جابر الذي خرج لخوض تجربة الإحتراف الخارجى في بازل السويسرى. شيكابالا هتف مع الألتراس الذي يعيش حالة من الصدام التاريخى مع رئيس نادي الزمالك، الأمر الذي أدى إلى إيقافه وتجريده من شارة القيادة قبل العفو عنه أمس الأول الإثنين. رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور عاد اليوم وأطلق تصريحا جديدا، أكد من خلاله رفضه الاعتذار الذي تقدم به محمود عبد الرازق شيكابالا صانع ألعاب الفريق الأبيض بعد تواجده مع وايت نايتس خلال وداع عمر جابر، غير مقبول، قائلًا: "شيكابالا لم يحترم قرارات مجلس إدارة نادي الزمالك، ولم يلتزم بعدم التعامل مع الألتراس، وأكدت من قبل أن جميع الأخطاء يمكن تداركها إلا التعامل مع الألتراس"، مشددًا على أن اعتذار شيكابالا غير مقبول، واللاعب خارج حسابات النادي الأبيض وطلبت من الجهاز الفني إيقافه وعليه أن يبحث له عن مكان آخر بداية من الموسم القادم. أيام شيكابالا داخل المستطيل الأخضر باتت معدودة، نظرًا للأزمات التي يتورط فيها اللاعب من وقت لآخر، والتي تدفع جميع المدربين إلى التأكيد على أن هذا اللاعب "يدمر نفسه"، وأنه في طريقه لتعليق حذائه مبكرًا بفضل خلافاته وأزماته المستمرة.