انتشرت خلال الساعات الأخيرة، صور كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «فيس بوك»، توثق أحداث مجزرة حلب، بعد أن تعرضت للقصف أمس الجمعة. صورة لطفلين أحدهما يعانق أخاه ويرحلا سويًا عن تلك الحياة، صورة تم تداولها بالأمس تحت عنوان «حلب تحترق» في تأكيد على أن تلك الصور في سوريا وبالأمس. يتم البحث عن تلك الصور فنجد أصلها صورة لطفلين من قطاع غزة وكان الأمر نتيجة للقصف الإسرائيلي على القطاع في الحرب الأخيرة التي وقعت عام 2014. لم تكن تلك الصورة الأولى فتم اكتشاف أكثر من صورة بعضها كانت صور لأناس في دول أخرى، وأخرى كانت من حلب نفسها لكن في السابق الأمر الذي طرح التساؤل: في صالح من تلك الأكاذيب عن حلب وكيف يكون أثرها. الصور مفبركة والسبب كان أول المعلقين هو الإعلامي يوسف الحسيني الذي كتب على حسابه الشخصي على «فيس بوك» « أمر يدعو للغرابة أو الضحك بمرارة عندما تجد الكثيرين يقعون في نفس الفخ أكثر من مرة وبنفس الأسلوب، فأغلب الصور التي روجت عن حلب ما هي إلا صور قديمة بعضها يصل إلى 2012، وقد يأتي سؤال لماذا الخلط المتعمد ؟! وما هو المقصود به ؟!". المعارضة السورية المستفيد وفي نفس السياق يرى "حسين هريدي" مساعد وزير الخارجية الأسبق أن المستفيد الوحيد من إثارة هذه البلبلة لإيقاع نظام الأسد هي المعارضة في بعض الدول العربية وفي سوريا بوجه خاص، إلى جانب جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن المعارضة السورية هي المرتكبة لجريمة حلب أمس. وأضاف«هريدي» أن ما يحدث حرب إعلامية في إطار الحرب العالمية لارتكاب الجرائم، وإثارة الرأي العام العالمي ضد نظام بشار، موضحًا: نجحت بالفعل في توظيف الإعلام لإثارة الأزمة لتستطيع جماعات المعارضة السورية الإرهابية كسب تأييد الرأي العام العالمي ضد بشار. أصعب من الأزمات السياسية ومن جانبه، يقول السفير أحمد القويسني: إنه لا يمكن إنكار وجود أزمة سياسية وعسكرية وإنسانية في سوريا، والمسئولين في الدولة هم المعنيون بإدارة أزمات السياسة والأمن، أما الأزمات الإنسانية فهي أخطر لأنها تخاطب الضمير العربي والدولي. وأضاف «القويسني» أن حرب اللجان الإلكتروني وتشويه الحقائق تصب في مصلحة الجيش الحر والمنظمات الأخرى التي تقع تحت الضغط العسكري السوري والروسي. تشكيل دولي كما أشار عادل الصفتي مساعد وزير الخارجية، ومقرر لجنة العلاقات الدولية بالمجلس المصري للشئون الخارجية، أن نظام بشار السوري إجرامي قتل ما يقرب من 300 آلف، مؤكدًا على أن القضية أكبر من أن تكون صور مفبركة أم لا، فالأزمة متفاقمة ولم تستطع دولة أو دولتان حلها. وتابع أن الأزمة تحتاج لتشكيل دولي مدعم من الدول ذات المصالح المتعارضة في سوريا والمتماثلة في روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي وتركيا وقطر، مؤكدًا على أنه بدون التوافق بين هذه المصالح ستظل سوريا كذلك حتى وإن رحل نظام بشار. الجانب الإعلامي وفي نفس السياق، يقول "ياسر عبد العزيز" الخبير الإعلامي: إن الأزمة السورية شهدت الكثير من العمليات المستهدفة من قبل كل أطراف الأنظمة السورية سواء كان نظام بشار أو أنظمة المعارضة، لشيطنة بعض الأطراف المتصارعة أو تلميع صورتها. وأضاف أن هناك عدة طرق منها نشر صور مفبركة واستخدام مواقع إلكترونية مدعمة بصور وأخبار وهي طرق استخدمها كافة الفصائل بما فيهم النظام السوري والجميع خاسر.