قال اللواء طه محمد السيد، القائد السابق للمنطقة الجنوبية والمدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية سابقا، إن سيناء حررها جنود مصر الشرفاء بدمائهم وضحوا بأرواحهم لتخليص الوطن من بطش العدو الصهيونى واستعادة كامل السيادة على التراب المصري كما أن جنود مصر أيضا هم من سيطهرون أراضيها لقاء المجموعات الإرهابية الآثمة.. وإلى نص الحوار: كيف تمت تهيئة الضباط والجنود قبل حرب أكتوبر 1973؟ كان هناك بعض الجنود استمرت خدمتهم لأكثر من 7 سنوات رفضوا النزول إجازات بعد حرب يونيو 67، لرؤية أهلهم وظلوا على الجبهة من أجل الاستعداد لنصر أكتوبر 73». وكانت القيادة العسكرية تقوم بإرسال رجال الدين وكبار العلماء بنطاق الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية لإلقاء دروس دينية وللإجابة عن كل الاستفسارات التي كانت تدور بعقولنا وكيفية غرس حب الوطن وجزاء الشهادة في نفوس المقاتلين. كيف كان شعور الأبطال في اللحظات التي سبقت عبور الضفة الشرقية للقناة؟ لم نكن نعلم موعد ساعة الصفر بالضبط، وكنت في شهر سبتمبر 1973 بالقاهرة لحضور دورة تدريبية وعدت إلى كتيبتى للمشاركة في المناورة الحربية السنوية التي كانت تشارك فيها كل الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، واعتقدت أننى سوف أعود مرة أخرى للدرورة وفى يوم 4 أكتوبر قمت باستكمال مهامى من التدريبات بالكتيبة دون أن أعرف شيئا حتى فوجئت يوم 5 أكتوبر وعن طريق التسلسل المنطقى أن ساعة الصفر اقتربت لتحرير الأرض وعبور القوات من خلال المظاريف المغلقة التي جاءت من القيادة العامة إلى كبار القادة وتم تعميمها علينا». ما موقعك في حرب أكتوبر؟ كنت بدرجة ملازم أول قائد فصيلة مشاة بنطاق الجيش الثالث الميداني، وكانت سعادتى كبيرة عندما عبرت القوات المصرية الضفة الشرقية للقناة ورفع علم مصر مرددين هتافات وصيحات الله أكبر». ما أسباب نصر أكتوبر من وجهة نظرك العسكرية؟ أهم أسباب النصر تكاتف الدول العربية واستخدام البترول كسلاح إستراتيجي، فضلا عن تلاحم ومساندة كل طبقات الشعب ووقوفه خلف القوات المسلحة لأن تماسك الجبهة الداخلية عنصر قوى للنصر، بالإضافة إلى الإعداد الجيد للقوات والتدريب على أحدث الأسلحة والمعدات. أهم ملامح النصر التي لا تنساها في حرب أكتوبر؟ الترابط بين نسيج الأمة فكان قائد الكتيبة التي كنت بها "مسيحيًا"، كما أن رئيس عمليات الكتيبة وبعض الجنود كذلك، وكانوا يصومون مثلنا في رمضان ولا يتناولون حتى شربة ماء حفاظًا على مشاعرنا واستشهدوا صائمين، حتى تحقق النصر على أسطورة الجيش الإسرائيلي، وضربوا أروع معانى التضحية والوحدة الوطنية، كما أنه في 13 أكتوبر تحديدًا الرابعة صباحًا كان مطلوبًا اختيار وحدة فرعية صغرى تؤدى مهام خارج الوحدة لاحظت تسابق كل القادة والجنود للقيام بالمهمة لتحرير الأرض على الرغم من معرفتهم بأن الشهادة قريبة لكل منا». بعد 32 عامًا من تحرير سيناء كيف ترى واقعها ومستقبلها؟ الجيش والشرطة قادرون على تطهيرها من بقايا الإرهاب الذي يحتضر، كما أن مستقبل سيناء واعد ومشرق في ظل اهتمام القيادة السياسية بها.