حريق «المنحل» أضاع تاريخ 03 سنة فساداً مناقشة قضايا الفساد فى مجلس الشعب دفعت اللهو الخفى لإحراقه استقالة المسئولين تعفى الجانى من العقوبة وتترك الفاعل طليقاً احترق 64 فى مسرح بنى سويف وفاروق حسنى خرج من الكارثة أقوى على طريقة لصوص المخازن كان النظام البائد يتصرف مع خزائن المستندات والأوراق التى تدينه باشعال النيران فى المكان كله، حتى تضيع معالم الجريمة، وتقيد الحادثة كالعادة ضد مجهول، واحياناً يشعل الحرائق فى أجساد البشر حتى يغطى على جرائم أخري، وعندما تحل كارثة يكون أحد رجاله سبباً فيها يتم ذبح «كبش الفداء» وتهريب الجانى إلى الخارج.. كان ذلك قبل الثورة واستمر مع اندلاعها فقام «اللهو الخفى» بحرق مقر الحزب الوطنى المنحل على كورنيش النيل بالقاهرة ليخفى أوراق جرائم 03 سنة ثم استمر ذلك «اللهو» بعد الثورة وأحرق المجمع العلمي. من أخطر الجرائم التى ارتكبت باشعال النيران، ما حدث فى قطار الصعيد. ذلك القطار الذى يحمل رقم 238 والمتجه من القاهرة إلى أسوان .. ففى مساء يوم 91 فبراير 2002 والقطار مكدس بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى وعقب مغادرة القطار لمدينة العياط انبعثت أدخنة كثيفة من العربة الأخيرة للقطار ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلى باقى العربات وقد أدى ذلك إلى تفحم مئات المواطنين بعدها تمت محاكمة 11 مسئولاً بهيئة السكك الحديدية بتهمة الإهمال ولكن قام المهندس إبراهيم الدميرى وزير النقل بتقديم استقالته فى إطار مسئوليته السياسية عن الحادث دون أن يقدم الجانى الحقيقى للمحاكمة. وفى 5 سبتمبر 5002 اندلع حريق فى قصر ثقافة بنى سويف ليغتال إلى 64 فناناً وإصابة 22 آخرين، وقتها تقدم عدد من الكتاب المثقفين بعريضة إلى النائب العام طالبوا فيها بمحاكمة المسئولين عن الكارثة وفى مقدمتهم فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق وانتهت التحقيقات إلى براءة قيادات الوزارة وفى مقدمتهم مصطفى علوى رئيس هيئة قصور الثقافة وتم اتهام صغار الموظفين بالإهمال. ذات يوم تناثرت أقوال عن وجود ملفات تدين بعض شخصيات الحزب الوطنى المنحل والحكومة داخل أروقة مجلس الشعب فلجأ اللهو الخفى داخل النظام إلى عادته القديمة وقام بحرق مقر «البرلمان» وتم اتهام الماس الكهربائى بإحراق المبنيين العتيقين بمجلس الشعب والشورى ونجم عن الحريق انهيارات فى الجدران وأجزاء كبيرة من غرفتى البرلمان وإصابة 31 شخصاً بسبب استنشاق الدخان ولم يتمكن رجال الدفاع المدنى من احتواء الحريق، مما استدعى تدخل القوات المسلحة بعربات إطفاء كما حضرت طائرات الإطفاء لرش بودرة الإطفاء والثابت أن الحريق التهم وثائق مهمة وخطيرة لا يمكن تعويضها وتم تجديد المبنيين بما يزيد على مائة مليون جنيه دون أن يتم تخصيص أى جزء من هذه الأموال لشراء أجهزة انذار للحريق وأجهزة إطفاء ليأتى على أغلب محتوياته، مع اندلاع ثورة 52 يناير سارع اباطرة الحزب الوطنى المنحل إلى حرق مقرات الحزب لإخفاء جرائمهم، فقد حدث فجأة وبدون أية أسباب اندلاع النيران فى المقر الرئيسى للحزب الوطنى على كورنيش القاهرة مساء يوم 4 فبراير 1102 وبعد عدة أيام التهمت النيران مقر الحزب فى دمنهور ثم فى دمياط فأسيوط والإسماعيلية وحتى الآن لم يصدر أى قرار اتهام رسمى سوى أن «الطرف الثالث» قد ارتكب هذه الجرائم بدافع التخريب. وقد دلت تقارير المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية على أن عدد الحرائق فى مصر وصل إلى 03 ألف حالة خلال السنوات الخمس الماضية، وبلغت الخسائر 004 مليون جنيه حسب المنظمة العربية للتنمية الصناعية. ولايزال اللهو الخفى الذى يشعل النيران فى مقدرات الدولة يعمل بكل طاقاته فقد قام بحرق «المجمع العلمي» بالقاهرة واخفاء اخفاقات السلطة، فالمجمع هو مكتبة من أعرق رموز الحداثة فى مصر حيث تأسس عام 8971 على يد نابليون بونابرت وبعد أن تصدى الشعب للحملة الفرنسية وطرد جنود الاحتلال حافظ على المكتبة التى تحتوى على أكثر من 54 ألف كتاب ومخطوطة نادرة وقد ظل المبنى على حاله دون حتى تطويره حتى قيام ثورة 52 يناير.. وفى نهاية عام 1102 فوجئ الجميع باندلاع النيران فى المجمع العلمى والجانى لا يزال مجهولاً.