في أسيوط تقل قصص التهجير, لأن العائلات التي عليها الحق تري أن الموت افضل لها من ترك منازلها, وتري في ذلك إهانة بالغة للأجيال القادمة, كما أن العائلات التي لها الحق تري أنه لابديل عن الثأر, للحفاظ علي هيبتها, وسط الآخرين حتي لا تصبح «ملطشة « العائلات الأخري .. «فيتو» بحثت عن حالات التهجير في المحافظة حتي وصلت الي وجود حالتين في مركزي صدفا وابوتيج جنوبأسيوط .. الأولي يرويها ياقوت ثابت سيد - مدير الشئون التجارية بهندسة كهرباء ابوتيج وعضو لجنة المصالحات- فيقول : شاركت كثيراً , ولعدة سنوات فى لجان المصالحات ,ولم يمر بى حالة من الحكم بالتهجير الا فى حالة واحدة كان الجانى فيها موظف بالضرائب العقارية ويدعى مكرم حسن محمد40عاما, وانه فى عام 2004 ذهب مكرم الى مخبز العيش, وحدثت هناك مشاجرة مع صاحب المخبز ويدعى ناصر بسبب رغيف عيش, واعتدى كل منهما على الآخر, وتطورت المشاجرة, وتدخل اقرباء كليهما فى المشاجرة , وتحمس شاب احد اقرباء ناصر اسمه محمد25عاما وطارد مكرم وبيده آلة صلبة (سيخ حديدى ) وأصبح الموقف مواجهة قاتل او مقتول فما كان من مكرم إلا انه التحم معه وتغلب عليه, وقام بدفعه بعيداً بقوة فسقط الشاب محمد على حديدة بارزة فى غطاء الصرف الصحى, وتوفى الشاب محمد على الفور , ورفضت عائلة محمد تقبل العزاء فيه وعزمت على اخذ ثاْره, وتم القبض على مكرم للمحاكمة ,وترك اقاربه البلدة لبعض الوقت، وظل الوضع مضطرباً بين العائلتين حتى تدخلنا نحن لجنة المصالحات للسعى للصلح واقنعنا اهل القتيل بترك الثاْر لانه يحمل بين طياته الخراب للعائلتين , وكان الأمر فى اوله صعبا للغاية, ولكن لم نياْس حتى اقنعنا اهل القتيل بالصلح , وكان اهم ما ساعدنا واقنع عائلة القتيل ان والده رفض فكرة الثاْر, وقال استعوض الله فى ابنى حتى يعيش ابنى الاخر ووحيدى فى سلام بعيداً عن الدماء والقتل وهذا السلوك الرشيد سهل مهمتنا كثيراً ,واشترط اهل القتيل ان يتقدم احد اهل الجانى بكفنه لعائلة القتيل, وان يتم تغريب الجانى بعيداً عن البلدة لمدة عشرسنوات بعد خروجه من السجن وقمنا بعرض الشروط على اهل الجانى ووافقوا على الفور وتقدم ابن اخيه بكفنه فى حفل تأبين للقتيل حضره محافظ اسيوط , وجميع قيادات امن أسيوط, واهالى البلدة فى سرادق كبير وكان قد حكم على الجانى بخمس سنوات سجن للقتل الخطاْ وبعد ان قضى ثلاث سنوات افرج عنه لحسن السير والسلوك, وخرج فودع اهله واصطحب اولاده وهاجر الى المنيا وتم نقل وظيفته الى المنيا وما زال هناك يقضى فترة الحكم بالتغريب ومن حينها والامور هادئة بين العائلتين ولم يحدث خرق اوتعد على الصلح بل انه خلال هذه السنوات تمت المصاهرة بين العائلتين. اما فى صدفا فحدثنا حمدى عز- أحد أعضاء لجنة المصالحات - هناك عن إحدى حالات التغريب التى حدثت بالمدينة , وكان ذلك فى عام97 حيث حدثت معاتبة بين شابين فى صالة كمال الاجسام بمركزشباب صدفا, وكانت بينهما منافسة على من يرفع ثقلا اكبر من الآخر وكان المجنى عليه يدعى رزق عنتر فؤاد طالب بكلية الشريعة والقانون جامعة الازهر اصغر سناً من الجانى ويدعى خالد محمد سيد 35عاما وكان قد حدث تحد بين الاثنين وتحدث رزق بطريقة فيها تعال مع خالد وحدثت مشاجرة وذهب كل الى منزله ولكن لم ينس خالد إهانة رزق له وحضر فى اليوم التالى ومعه ابناء عمومته بغرض تاْديب رزق وانتظر خالد خارج الصالة حتى خرج رزق, وقام بضربه باليد وسرعان ما اشتبكا, واخرج خالد مطواة وضرب بها رزق وعندما تحامل رزق وامسك بخالد مرة اخرى اخرج خالد وابن عمه محمد فرد خرطوش واطلق رصاصة فى قلب رزق داخل مركز الشباب, واراد شباب المركز انقاذ رزق وحملوه على وجه السرعة بعربة كارو الى المستشفى ولكن فى الطريق لفظ رزق انفاسه الاخيرة وكانت هذه الحادثة هى حادثة القتل الاولى بالمدينة منذ اجيال متعاقبة فاحدثت قلقا عند جميع العائلات بعدها قبض على الجانى وابن عمه و كعادة اهل الصعيد رفضت عائلة القتيل تقبل العزاء , وعقدت العزم على الثاْر , وحملوا السلاح وحمل اهل الجانى السلاح ايضا في هذه الحالة قررنا نحن لجنة المصالحات ترك الموضوع حتى يهداْ وبعدها خاطبنا اهل العقل من الطرفين وان يلتزموا الروية , وحاولنا مع اهل المجنى عليه خاصة وانهم اهل دين وعلم وخلق ولكن وجدناهم اكثر تشبثاً من غيرهم بفكرة الثاْر, وكررنا المحاولة وتدخل معنا رءوس العائلات من المدينة والقرى المجاورة وامتد الحوار والاقناع لاكثر من سنتين حتى بعد الحكم على الجانى بعشر سنوات وابن عمه سبع سنوات حتي اراد الله ورضخوا للصلح لكنهم اشترطوا ان يتقدم اخو الجانى بكفنه , وان يتم تغريب الجناة خارج المحافظه لعشر سنوات بعد خروجهمامن السجن وقضاء العقوبة, وارتضى اهل الجناة بذلك وبالفعل اقيم سرادق كبير امام نادى صدفا الرياضى تلى فيه القرآن وحضر المحافظ ومدير امن اسيوط والقيادات الامنية والشعبية والسياسية بالمحافظه وحضرته جميع عائلات المركز وتقدم سيد محمد سيد 28عاما اخو الجانى بكفنه وقبله منه اهل المجنى عليه وبعدها التزم الطرفان بالصلح وخرج الجانى خالد من السجن فى 2007 وابن عمه محمد 2004 وتم تغريبهما واختار الاول القاهرة عند اخيه, والثانى اختار الاسماعيلية حيث تسكن اخته هناك وحتى الآن لم يدخلا البلدة لقضاء فترة التغريب كل فى مكانه.