هناك من يعتبر الخطوبة نزهة يفرغ فيها عن نفسه بعد أيام من الوحدة والعذاب من خلال الخروجات والاتصالات، لكنها مرحلة فارقة في حياة أي شخص، فاما أن تكون بداية لحياة زوجية تغمرها السعادة والحب والسلام أو بداية لحياة مريرة تعيسة، من هنا تصبح فترة الخطوبة مرحلة اكتشاف واختبار لمدى كفاءة الطرفين واهليتهم في بناء حياة زوجية مستقرة وأمنة. وفى هذا السياق أكدت الدكتورة دعاء راجح، استشارى العلاقات الاسرية والاجتماعية، أن الخطوبة الناجحة هي القائمة على اختبار الطرفين وقياس مدى صلاحيتهم لتحمل المسئولية والزواج، وهذا لا يتم اكتشافه خلال فترة الخطوبة القصيرة التي لا تتعدى العام الواحد، لذا يستحب أن تكون فترة الخطوبة طويلة. وأوضحت"دعاء":خلال فترة الخطوبة الطويلة يمكن لكل طرف اكتشاف ما إذا كان الطرف الاخر صادقا في افعاله ام كاذبا، وهذا يظهر بقوة في حالة تعرض الاسرة لمصيبة نتيجة تعرض أحد أفرادها لحادث أو مشكلة أو مرض ما، نرى بوضوح هل الشاب أو الفتاة سيكون لديهم قدر من المسئولية والتعاطف والمساندة ام التجاهل واللامبالاه. وأضافت"دعاء": يظهر خلال فترة الخطوبة الطويلة مدى احترام كل طرف للاخر وحرصة على اتمام ونجاح العلاقة بعيدا عن لغة المصالح، خاصة عند وجود بعض الخلافات والاختلافات في الأمور الخاصة فيما بينهم، عندئذ قد يظهر الشخص برقى وحسن اخلاقة أو تدنى مبادئه وخلاقة من خلال انفعالات وكم السباب التي قد يتلفظ بها أحد الطرفين أو كلاهما. وتابعت": خلال فترة الخطوبة الطويلة يستطيع الشخص ملاحظة دعم الطرف الاخر له ومساندته ودفعه نحو تحقيق احلامه الخاصة، أو اصابته بالاحباط واليأس وتحقيرة والتقليل من قدراته أو شأنه بمعنى أدق"يكسر مآديفه"، كما يتضح أيضا ما إذا كان الشخص ناضجا وفالحا في قرارات حياته ويفكر بشكل مستقل ويأخد قراراته بنضج أو معتمدا على أمه أو ابيه أو شخص آخر في تحديد مصيره. واكملت"دعاء": أن فائدة وأهمية الخطوبة ليست في الخروجات والدباديب والورود والهدايا والفسح، ولكن في وضع حجر الأساس من خلال قواعد ومعايير الحياة الزوجية الناجحة والسعيدة، التي تبنى عن التشارك والاحترام والدعم والتكامل بين شريكى الحياة.