أكتب هذه المقدمة بعد قراءتى تلك الرسالة التي جاءتنى ضمن رسائل كثيرة وصلتنى هذا الأسبوع والتي سأنشرها لكم في السطور القادمة دون حذف أو إضافة: عزيزى الحرفوش الكبير.. تحية طيبة وبعد،،، أنا يا سيدي، واحد من حرافيش هذا الوطن الذين يحيون في نعيم دائم جعلهم سعداء نهارًا منشكحين من شدة السعادة ليلًا، للحد الذي أصبحت ومعى 96 أسرة نخشى على أنفسنا من الإصابة بالسكتة الانبساطية. أكتب إليك رسالتى هذه وأنا أجلس في أجمل مكان بالعالم، حيث أشعة الشمس رغم شدة حرها صيفًا للحد الذي تكاد معه الجلود أن تشوى، وبرودة الجو شتًاء للحد الذي تكاد معه الأطراف أن تتجمد، فإننى من فرط سعادتى "حلو وزى الفل". ولماذ لا أكون في غاية السعادة وأنا وأطفالى الثلاثة وزوجتى ومعنا 96 أسرة نقطن جميعًا منذ الخامس والعشرين من مارس 2014، في الشارع أو ما يسمى "مخيمات الخانكة" في محافظة القليوبية؟ فهل فقدان السكن وتحولنا ونحن على أرض وطننا إلى لاجئين سبب يجعلنا نكذب ونقول إننا غير سعداء؟ لأ ولكل من يردد هذه الأكاذيب نقولها بملء الفم خسئت يا مُدع.. الحرافيش "حلوين وزى الفل". ألا يحق يا حرفوشنا الكبير، لوزراء حكومتنا المبجلين -في ظل ما يحملونه على كواهلهم من مسئوليات البحث المتواصل عن طرق تضمن لهم البقاء في مناصبهم أطول وقت ممكن– أن يتركونا بلا مأوى لأكثر من عامين.. وماذا سيحدث لو بقينا في الشارع سنتين وكام شهر؟ هل هذا سبب يجعلنا نكذب ونقول إننا غير سعداء؟ لأ ولكل من يردد هذه الأكاذيب نقولها بملء الفم خسئت يا مدع.. الحرافيش "حلوين وزى الفل". ولأنك تعلم يا سيدي، أن الإتيكيت وأدب التعامل مع بشر مرهفى الحس مثل مسئولينا فن لا يجيده أمثالنا، فبالتأكيد أنت تتفق معى حين التمس لكل مسئول بداية من رئيس مجلس المدينة ووصولًا إلى رئيس مجلس الوزراء العذر في ألا يلتفت لمطالبنا.. فماذا سيحدث لو بقينا بلا مأوى عدة سنوات أخرى ؟ هل ستنقلب الدنيا رأسًا على عقب؟ هل ستفعل حكومتنا مثل كل حكومات الدول المتحضرة وتستقيل من هول الخزى والعار؟ لن يحدث شيء يا حرفوشنا الكبير، حتى لو مات أطفالنا من حر الصيف وصقيع الشتاء فاللوم يعود علينا نحن فمن هو هذا الشيطان الذي غرر بأمثالنا وجعلنا نتجرأ لنطرق مكاتب أصحاب المعالى ونتوسلهم ليعيدوا إلينا حقوقنا ويردوا عنا ظلمًا ألحقه بنا مالكو الشقق التي كنا نقطنها في مساكن 5 بالخانكة، وضاعفه إهمال مسئولين عجزوا عن إيجاد حل لمشكلتنا على مدى عامين وأكثر.. ألا تتفق معى أن ولاة أمرنا لو حاكمونا بتهمة إزعاج السلطات.. فسيكون معهم كل الحق في هذا؟ وحتى لو فعلوها هل هذا سبب يجعلنا نكذب لحظتها ونقول إننا غير سعداء؟ لأ ولكل من يردد هذه الأكاذيب نقولها بملء الفم خسئت يا مدع.. الحرافيش "حلوين وزى الفل". لنكون صريحين مع أنفسنا ونعترف أن حكومتنا المبجلة لا تطيق فراقنا للحظة واحدة، والدليل أنك لو تخيلت لبرهة من الوقت أن هذه الأرض خالية من الحرافيش فكيف سيكون حال مسئولينا الأفاضل؟ بالتأكيد أتعس بشر خلقهم الله.. فبدوننا لن يذرفوا الدمع ليرسموا صورة من التعاطف المصطنع؟ ولن يجدوا آذانًا يرددون عليها وعودًا لا تنفذ؟ أظن أن الواحد منهم سيفارق النوم جفنه لأن استمراره في منصبه – لو حدث وخلت الأرض من الحرافيش - سيكون أمرًا محالًا، فأين له بشماعة يعلق عليها أخطاءه أفضل منا. لذلك ومن أجل أن ينعم أعضاء حكومتنا المبجلون بالعيش في سلام، سنظل نحن الحرافيش نعانى وسيبقون هم يتحدثون بلا جدوى، ولن نملك حيال هذا القدر الذي كتب علينا سوى أن نتوجه إلى الله بالدعاء أن يرحمنا، ثم نرسل إليك بهذه الرسالة لعلها تروق لك وتقرر نشرها موجهة إلى الحكومة بعنوان: "إحنا حلوين وزى الفل".