المكان: صالة منزل تحتوي على أنتريه وترابيزة.. في منتصف المسرح شباك يطل على الشارع وعلى يمين المسرح باب جانبي. الزمان: القاهرة 2016 «أصوات من الخارج يبدو أنها لفرح شعبي مع أغنية آه لو لعبت يا زهر» يدخل نادر مع أخته ياسمين. نادر: مش معقولة الإزعاج دا.. بقت حاجة تصدع بجد ثم دي أغنية تتغنى في فرح. ياسمين: هو أنت مستكتر الناس تفرح شوية يا عم سيبهم يهيصوا ويزقططوا. نادر «بتعجب»: يفرحوا ويزقططوا على الأغنية الكئيبة دي. «صوت أغنية أخرى.. حب إيه بصوت محمد سعد» ياسمين «تضحك»: أهم غيرولك الأغنية أهم وشغلولك الست. نادر: دا انتهاك أخلاقي لا يمكن أسمح بيه. «نادر يفتح الشباك ويحدث أناسًا لا نراهم» نادر: يا عالم حرام عليكم كفاية بقى إسفاف. ياسمين: يا أخي هو أنت كل حاجة واخدها جد كدا اعتبرها زي أغاني المونولوجات بتاعة زمان.. مش كانت برضه خفيفة ولطيفة.. يعني مكنش كلامها صعب ولا حاجة ولا كانوا بيغنوا نهج البردة!. نادر «باندهاش»: أنتِ عايزة تشبهي الإسفاف دا بمونولوجات زمان.. حرام عليكي يا شيخة إش جاب لجاب دا أقل مونولوج من الزمن الجميل دا برقبة أغاني الابتذال والندب زي أغنية أه لو لعبت يا زهر ومفيش صاحب يتصاحب. ياسمين: أنا غلبت في أمرك والله واضح إن دراستك للتربية الموسيقية ربتلك عقدة وهتطلعها علينا أنا خارجة وسايبهالك. «تخرج ياسمين.. نادر يجلس على أحد الكراسي» نادر: بقى مفيش صاحب يتصاحب وبني آدم شو بقت مونولوجات الأيام دي.. لا كدا كتير قوي.. الله يرحمك يا شكوكو. «إظلام مفاجئ للمسرح.. يختفي صوت الفرح نهائيا» نادر «بخوف»: هو في إيه.. إيه اللي حصل. «إضاءة تدريجية للمسرح يظهر شكوكو بجلبابه المميز وفي يده أراجوز» شكوكو: أنت بقى اللي عمال تجيب سيرتي يا خرااااابي نادر «باندهاش»: أنت شكوكو بجد ولا أنا بحلم شكوكو «مقلدًا إياه بصوت الأراجوز»: أنا هو بلحمه ودمه هات مصحف أحلفلك.. يا عالم صدقونا بقى. نادر «مطمئنًا»: أهلًا وسهلًا! شكوكو: أطلب روحي ها ابعتها قوام.. وابعت فوقها كيلو سلام، خد من غيري الجوز والبندق، ما انتاش عارف الوقة بكام. نادر: على فكرة أنا بحبك جدًا. شكوكو: حبك شمعة وقلبي فانوس وبتلعب بي، ياما هواك غرمني فلوس ارحم قلبي، إشمعنى أنت يا أعز حبيب.. وأنت لجرح القلب طبيب.. دا أنا ما اساويش عندك يا حبيبي وقة لوز أو رطل زبيب. نادر: كنت عايز أشكيلك من الإسفاف دا اللي بقينا عايشين فيه لا واللي يغيظ إن في ناس بتقول إن دا زي مونولوجات زمان. شكوكو: بكرة تروق والله وتحلو، بكرة ح تنضف أرض وجو، أصل الباطل مهما يماطل، أو يتسلح برضه ولو.. بقى بعد ال600 مونولوج اللي عملتهم في حياتي والملحنين العظام اللي اشتغلت معاهم جايين يشبهونا بالتهريج بتاعكم دا.. أخراااااابي.. الله يرحمك يا سمعة يا أخويا. «يدخل إسماعيل ياسين من الباب الجانبي على المسرح» سمعة: بوووقي آه يا بوووقي.. مين اللي اتجرأ وجاله قلب ويصحيني أنتم مش عارفين إني في الوقت دا بأخد تعسيلة ومش بحب حد يقلقني. شكوكو: ما تتهد بقى عاملك دوشة ليه. «نادر يقترب بشغف من إسماعيل ياسين» نادر: إنت إسماعيل ياسين بجد ولا أنا بحلم سمعة: شوف يا أخي الراجل أحلفلك على بقى علشان تصدق نادر: أهلًا وسهلًا! شكوكو: احضرنا يا سمعة وشوف بهدلتنا بعد ما ممتنا بيعملوا حاجات مبتذلة وبرامج يأجروا فيها ناس علشان تضحك وبيقولوا إنهم يشبهونا. سمعة: متستعجبشى متستغربشى في ناس بتكسب و«لا تتعبشى وناس بتتعب ولا تكسبشى».. بوظوا ذوق الناس وفي الآخر يقولوا الجمهور عايز كدا.. يا اخي أنا أسمع إن الجمهور هو اللي بيقطع التذكرة علشان يدخل المسرح ويضحك.. دلوقتي العكس الجمهور هو اللي بياخد فلوس علشان يضحك على إيفهاتهم وأغانيهم اللي لامؤاخذة واطية شوية.. فينك يا ثريا يا حلمي.. «تدخل ثريا حلمي من الباب الجانبي» ثريا: «يا نونو عيب، يا إنجغة عيب، عيب اعمل معروف، عيب ما نتش مكسوف».. يا عالم هو خلاص مبقهاش في دم مين اللي بيزعجني في ساعة زي دي.. «نادر يقترب من ثريا باندهاش» نادر: إنتي ثريا حلمي ولا أنا بحلم.. ثريا «بتهكم»: مالك يا أخويا.. أيوه أنا ثريا حلمي.. نادر: أهلًا وسهلًا! سمعة: في الغراميات يكتب جوابات، لو تقرأ فصاحته تقول ياسلام، وفى التاريخ ينزل تلبيخ، ولا يعرف ستة في ستة بكام.. الحقي يا ثريا على الزمن دا.. ضحكهم بقى سخيف يشبه نهيق الحمير وأغانيهم زي الرغيف بتاع الحكومة كله مسامير. ثريا: دا زمن كئيب وبتوع برامج التوك شو دا صنف من الناس بلسان يتقاس يطلعوا ولا خمسين ياردة عدمات أذواق ومفيش أخلاق ووشوشهم كالحة وباردة، يذموا فلان دا أصله كمان وأبوه عريان وزيد مخلول مراته بتقول عليه دلدول ألسنة ما بتنضف بتاتا دول عايزين مليون أشتاتا.. شكوكو: أخراابي.. ثريا هنا دا عين الحسود فيها عود وكمنجة، أنا التروماي وأنت السنجة، بعدك رنجة قربك منجة. ثريا: أما أنت جريء والله إصحى وبص يانص ونص شكوكو: خليكوا شاهدين يا بهايم، على غدر البني آدمين، إخلاصكم إخلاص دايم، إنما دوكهم خاينين. ثريا: ما دام الزمن كئيب كدا يبقى يدوروا على السعادة طريقها منين ويروحولها. سمعة: كلنا عاوزين سعادة، بس إيه هي السعادة، ناس قالوا لي إن السعادة للنفوس.. حاجة سمّوها الجنيه، قول فضلت أجمع وأحوِّش ف الفلوس، لما حَسِّيت إني بيه، كل دي كانت أونطة بالمسُوجرة، مش بإخلاص أو إرادة، أي ضحكة، ابتسامة عليها أجرة، تبقى فين هي السعادة؟ ثريا: قول لهم يا سمعة يا حبيبي وعيهم.. خليهم يشوفوا الحب اللي يودي من الخانكة لجبل الطور، كما قال الشاعر الإيرلندي برنارد شكوكو المشهور، دا حكمة عظيمة حتى قديمة وسمعتها من فكتور هوجو، كان بيقول إن دخول الحمام مش زي خروجه.. شكوكو: اخرابي يا محيرني قيام وجلوس وملوعني، حبك شمعة وقلبي فانوس بتلسوعني. الثلاثة معًا: إحنا التلاتة سكر نباتا.. إحنا التلاتة حاجة شرباتاتا. ثريا: دا في ناس متريحش بتاتا وبيقولوا على نفسهم مطربين أو بيقدموا البهجة للناس وهما عليهم دم يلطش.. فينك يا عمر يا جيزاوي.. «يدخل عمر الجيزاوي» الجيزاوي: من بعد طاقية وجلابية دوبت يا أفندي الأفندية.. «نادر يقترب من عمر الجيزاوي متعجبًا» نادر: أنت عمر الجيزاوي ولا أنا بحلم!! الجيزاوي: مالك ياولد الزين عقلك مخبول ولا إيه.. أنا عمر الجيزاوي بشحمه ولحمه نادر: أهلًا وسهلًا!! الجيزاوي «يقفز على المسرح بجلبابه وحركته المميزة»: معانا الفاكك والفكوك معانا الكاحل والنشوق.. ينتبه ل«إسماعيل ياسين»: سماعين يا ولد الزين بركاتك الليلة، مبروك يا نور العين يا مشرف العيلة. سمعة: منور يا عمر.. ثريا: سمعت الواغش بتاع الأيام دي يا عمر.. الجيزاوي: العلم نون واو راء، العلم شمس قمر ماء.. جهل الذوق أفظع من جهل القراية والكتابة يا بنت العم.. دول عايزين ثورة فكر وثورة ثقافة.. «يشترك الأربعة في مونولوج»: وحسبناها وبخط الثورة كتبناها وجمعناها وطرحناها وضربناها وقسمناها خد بالك وافهم معناها.. إظلام مفاجئ للمسرح ثم إضاءة تدريجية مع صوت أغنية آه لو لعبت يا زهر.. نادر نائم على الأنتريه تدخل ياسمين لتيقظه» ياسمين: معقولة أنت نمت هنا دا أنا قلت الدوشة اللي في الفرح هتخليك صاحي سنة.. نادر «محاولا الاستيعاب»: هو أنا كنت نايم؟!! ياسمين: وفي سابع نومة.. قوم يلا خلاص أنا جيت. نادر«بتهكم»: أهلا وسهلًا!!