ولد عمر سيد سيد سالم وشهرته عمر الجيزاوى في حارة ''درب الروم'' بمديرية الجيزة يوم 24 ديسمبر عام 1917. عمل في مجال البناء مع والده وبسبب صوته المميز تنبه إليه أحد المقاولين وشجعه على الغناء في الأفراح والمناسبات. فرح السادات تغيّر مسار الجيزاوى بعد الغناء في فرح أقارب المقاول، حيث بدأ يتردد على الأفراح ليغنى فيها، وذاع صيته ليصبح مطرب الأغانى والأفراح الأول في منطقة الجيزة، خاصة بعدما تخصص في غناء اللون الصعيدي، الذي لم يكن منتشرًا في هذا الوقت، ومع ازدياد شهرته أصبح يغنى في أفراح العائلات المعروفة، ليصل صيته ويغنى في عرس الرئيس أنور السادات. وشكل الجيزاوى بعد ذلك فرقة استعراضية حملت اسمه، وبدأ يطوف بها المدن ليقدم عروضها "شارلى شابلن العرب " اللقب المحبب لقلبه بعد أن قام بجولة فنية لعدد من الدول الأوروبية من ضمنها فرنسا حيث قدم على مسارحها الكثير من أعماله. ويقول عن ذلك: "تستطيع أن تطلق على لقب "شارلى شابلن العرب " صورتى طبعوها هناك في الخارج على علب الكبريت وتزوجت من "خواجاية" من هناك.. بنت حلوة كانت تاتى إلى المسرح كل يوم لرؤيتي. في ظل المشكلات السياسية، خلال أيام عهد الملك فاروق، وجد "الجيزاوي" أن طريق السخرية والتهكم بأسلوب كوميدى خفيف هو السبيل الأمثل لبث السعادة والضحك في قلوب الجماهير، فاتبع هذا الأسلوب، حتى تطرق في إحدى المرات المرات للسخرية من الملك فاروق ومشكلاته وعلاقاته النسائية، فكان من البديهى أن يلاحقه رجال الملك، ويضيفوا اسمه لقائمة البوليس السياسي. بدأت المضايقات الأمنية تلاحق الجيزاوي، والتهمة " شيوعى "، وذكر الجيزاوى في مذكراته هذه الواقعة قائلًا: ''هددونى بعدها بقولهم: لن تجد عملاَ بعد الآن وسيفتش البوليس بيتك كل يوم وربما تدخل السجن بحجة أو بأخرى سنلفقها لك" وهناك حل إذا قبلته تركناك، لابد أن تشيد في أغانيك بالملك وكل أفراد الأسرة، وهو ما رفضته بالثلاثة، الأمر الذي جعلنى أغلق الباب على نفسى مقرراَ الانعزال، حتى قامت ثورة 1952''. نجم السينما فتحت السينما للجيزاوى ذراعيها، فقدم عشرات الأفلام منها ''خضرة والسندباد القبلي'' 1951 مع درية أحمد، و''حلال عليك'' عام 1952، و''المقدر والمكتوب'' عام 1953، و''لسانك حصانك'' 1952، و''بنت الجيران'' 1954، و" فالح ومحتاس "1954، و" أنا الحب " 1954، " المتهم " 1957، " أنا الدكتور " 1969. ومن أشهر مونولوجاته: اتفضل قهوه – العرقسوس - آه يا نى يا بوى - الفاكك والفكوك السلام عليكم أطاوع في هواك قلبى – بلدياتى - حاسب الفرامل - حسره عليه - خدك يا جميل - غنى يا ويكا على المزيكا. الوفاة بالاكتئاب سيطر الاكتئاب على الجيزاوى بعد أن قدم أغنية وطنية أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وحملت اسم '' يا للى من البحيرة ويا للى من آخر الصعيد ''، وسجلها بصوته في الإذاعة المصرية، قبل أن يقوم الملحن جمال سلامة بأخذ اللحن وتقديمه للفنانة شادية لتغنيه بصوتها باسم ''مصر اليوم في عيد''، ليشعر بالتجاهل وعدم التقدير وتزداد حالته سوءًا، قبل أن يتوفى بالاكتئاب في الثانى والعشرين من شهر أبريل عام 1983.