كان الرئيس السابق يظن أن الشعب لا يريد إسقاط النظام ولكن يرغب فى إسقاط مشروع التوريث فقط.. فأقدم على الانقضاض على المشروع المثير للجدل والاحتقان حتى لا يقترب التغيير من رأسه شخصيا. مبارك قرر أن يضحى بتوريث جمال حتى يظل هو فى الحكم.. فقرر تعيين الرجل الأقرب إليه نائبا فى تمام الساعة السادسة يوم 29 يناير متى بدأ مشروع التوريث؟ - بدأ مشروع التوريث بدأ عقب الانتخابات البرلمانية فى عام 0002 أقحم جمال مبارك نفسه فى الحزب الوطنى المنحل واستطاع أن يتغلغل فيه وانشأ لجنة له تسمى بلجنة السياسات وهذه اللجنة انشئت خصيصا له وشكل من خلالها مايسمى بالمجلس الأعلى للسياسات ومن خلال هذا المجلس وضع جمال نفسه فوق الحكومة وفوق الوزراء ومارس نشاطه بصحبة الوزراء ومن الشواهد أيضا تغلغل جمال فى الجامعات فكان يحضر كل الاحتفالات المتعلقة بالأنشطة السنوية ويلقى خطابا رغم أن الجامعات غير حزبية والاحزاب محرم دخولها الجامعة لكن جمال كان يدخل وبصحبته عدد من الوزراء . ما هى آخر خطوات مشروع التوريث؟ - آخر خطوة تقرب جمال مبارك من التوريث كانت فى انتخابات مجلسى الشورى فى يونيه 0102 والشعب فى نوفمبر 0102 حيث تخلص فى هذه الانتخابات من كل معارضيه الأقوياء ومنعهم من دخول مجلس الشعب بالتزوير الذى كان القشة التى قصمت ظهر مبارك، كانت هذه آخر خطوة فى مشروع التوريث وآخر مسمار فى نعش مبارك كيف تمت ادارة سيناريو طرح جمال مبارك كبديل لوالده؟ - فى تقديرى كان هناك صراع فى السلطة لكنه كان مكتوما لم يظهر أمام أحد لأنه فى اطار تقاليد السلطة المصرية أن السلطة من قسوتها وشدة استبدادها هى نظام مغلق لايسمح للإعلان عن المعارضة الصريحة من جانب رموز السلطة الكل يظهرون فى السلطة كأنهم على قلب رجل واحد فلا يستطيع احد أن يظهر الصراع ونحن الذين كنا نفسر هذا الصراع حتى نصنع فتنة سياسية أما بالنسبة للمطبوعات التى طبعت لترشيح سليمان للرئاسة فقد تم القبض على صاحب المطبعة التى طبعت المنشورات وهذه الدعاية التى وزعت كانت مجرد وقيعة بين عمر سليمان والنظام ووضعت كبلونة اختبار له وعمر سليمان كان يقبل أن يقوم بدور«المحلل» فى اطار مشروع التوريث لأنه كان يريد أن يكون نائبا للرئيس لتمكين جمال من تولى سدة الحكم بحيث يخفف الضغط الشعبى على مبارك فى تمرير التوريث. ماذا تمثل لحظة تعيين اللواء عمر سليمان نائبا للرئيس؟ وهل كانت تعنى انتهاء ملف التوريث إلى الأبد؟ - تعيين عمر سليمان كان مجرد مرحلة انتقالية تتم فيها تهدئة الثورة والثوار ليقحم القوى السياسية ويعريها أمام الرأى العام ويؤكد أنها لاتستطيع أن تتحمل تبعات مسئولية الثورة وعمر سليمان كان لديه استعداد أن يكون محللا لنقل السلطة من مبارك الأب إلى مبارك الابن وكان يقبل على نفسه هذا فى اطار تشابكية المصالح بحيث يظل رمزا من رموز النظام كوسيلة من وسائل السيطرة على مقاليد الأمور إلى أن تعود الأمور لطبيعتها ولم يكن لها علاقة بمشروع التوريث فى ذلك الوقت لأنه كان البديل ولكنها كانت خطوة فى مشروع التوريث.