على مدى تسعة عقود شهدت العلاقات المصرية السعودية تطورًا جعلها ترتقي لمصاف العلاقات النموذجية، نظرًا لما اتسمت به من ثبات وتطور. فقد نجح قادة الدولتين على مر العصور في التغلب على بعض الأمور التي قد تعكر صفو هذه العلاقات من منطلق أن ما بين البلدين من صلات وروابط يجمع ولا يفرق. والمتأمل في تاريخ العلاقات بين البلدين يجد أنها لم تخلو من محاولات البعض إفسادها بين فترة وأخرى، لكن حكمة القيادة في المملكة ومصر كانت دائمًا ما تفوت على المتربصين بالدولتين فرصة إفساد هذه العلاقات. ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة راهن بعض ذوي النفوس الضعيفة على قدرتهم على إفساد العلاقات السعودية المصرية، إلا أن ذكاء وفطنة قادة الدولتين كانا لهم بالمرصاد. لكن يبدو أن الزيارة الناجحة لخادم الحرمين الشريفين للقاهرة والتي استغرقت خمسة أيام، قد أثارت أحقاد المتربصين وأصحاب الأجندات الخارجية ليعاودوا الكرة مرة أخرى، علّهم يفتون في عضد العلاقات التاريخية والمتأصلة بين الدولتين. إن مظاهر الحب التي يكنها خادم الحرمين الشريفين لمصر وشعبها العظيم وحفاوة الاستقبال التي قوبل بها الملك سلمان في القاهرة، نكأت جراح الحاقدين وتجرعوا مرارة الهزيمة فبدءوا يبحثون عن ثغرة هنا أو هناك لإفساد فرحة الشعبين بما تم تحقيقه من إنجازات خلال زيارة الملك سلمان لمصر، لكن هيهات لهم أن يبلغوا معشار ما يقصدون. التاريخ والجغرافيا يثبتان أن العلاقات السعودية – المصرية أقوى من أن تتأثر بأصوات ثلة مأجورة تعمل لحساب جماعات أو أحزاب أو ميليشيات هنا وهناك ونراهن على وعي الشعبين وحكمة قادة البلدين. ما ينتظر الشعبان من تنمية وتعاون ورخاء جراء الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين يبقى حائط صد في وجه كل الطامعين في النيل من العلاقات الأخوية بين البلدين، ونحن في المملكة نتطلع شوقًا لاستقبال أول قافلة من المعتمرين والحجاج عبر جسر الملك سلمان، كما يتوقع إخواننا في مصر وصول أول شحنة بضائع من المملكة عبر المنطقة الحرة في سيناء، هذا اليوم يراه الحاقدون بعيدًا ونراه قريبًا وقريبًا جدًا بإذن الله.