"حازمون".. بدأ نشاطها يطفو على السطح السياسى فى مصر عقب ثورة 25 يناير، وخاصة عندما أُعلن عن فتح باب الترشيح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وترشح الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل القيادى الإخوانى سابقا والسلفى حاليا، وهنا بدأت الحركة تنشط لإبراز أن الشيخ أبوإسماعيل أو ما يطلقون عليه أسد الميدان رئيساً لجمهورية مصر، لكن اللجنة العليا للانتخابات رفضت ترشيحه بعد أن تأكد حمل والدته للجنسية الأمريكية. الظهور فى الشارع كانت تلك أولى الصدامات بين الدولة وأنصار حازم أبوإسماعيل، فبدأ التصعيد من خلال أحداث العباسية للاعتراض أمام وزارة الدفاع، حيث كانت البلاد تخضع أنذاك لحكم عسكرى تسلم السلطة مؤقتا من الرئيس المخلوع، ثم عملت الحركة على إسقاط المرشح الرئاسى أحمد شفيق لصالح مرشح الإخوان محمد مرسى، لتبدأ التحالفات بين حازمون وجماعة الإخوان المسلمين صاحبة الفكر الأقرب لها. تزايد انتشار "حازمون" فى الشارع المصرى ومعها تزايد العنف، حيث قام أعضاؤها بمحاصرة المحكمة الدستورية وضرب معتصمى ميدان التحرير ثم محاصرة نادى القضاة والتى قبض على أثرها على عضوين من الحركة، وتطورت الأمور لدعم الرئيس الإخوانى محمد مرسى والدفاع عن شرعيته بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى والاعتداء على الإعلاميين ثم الاعتداء على مقر الوفد. ومع تصاعد أعمال العنف التى شارك بها أعضاء حازمون بأوامر الشيخ حازم، اعتقلت أجهزة الأمن أحد أهم أنصاره وهو عبدالرحمن عز، وهنا توعد أبوإسماعيل وزارة الداخلية بأكملها وعندما حاولت الشرطة القبض عليه صدر أمر من رئيس الجمهورية بإقالة وزير الداخلية آنذاك أحمد جمال الدين وتعيين محمد إبراهيم بديلاً له كمجاملة لأحد أهم أذرع النظام فى الشارع والميادين. فى منتصف مارس الحالى دخلت العلاقة بين حازم أبوإسماعيل ووزارة الداخلية منعطفا جديدا أكثر خطورة، حيث اتهم أحد أهم وأقوى أنصاره ومساعديه الشيخ جمال صابر بالتسبب فى الاشتباكات التى اندلعت بحى شبرا والتى أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص أحدهما قتل على يد نجل الشيخ جمال، بحسب اتهام النيابة العامة وقال أهالى شبرا إن صابر حاول إظهار أن الاشتباكات كانت فتنة طائفية ليحض أهالى شبرا على الصدام مع المسيحيين وهكذا تطمس الحقائق ويتحول نجله إلى بطل، لكن أهالى شبرا رفضوا ذلك وتماسك الشارع ليؤكد أنها أزمة بين عائلتين تدخل فيها جمال صابر ونجله ومجموعة من البلطجية العاملون معه. لازم حازم.. حازمون.. أنصار الشريعة.. أسد الميدان.. أحرار.. كلها حركات انبثقت عن أنصار الشيخ حازم أبوإسماعيل، فى حين يؤكد القائمون على هذه الحركات والقريبون منها أن عضويتها ليست قاصرة على السلفيين كما يعتقد الكثيرون، بل إنها تضم كثيراً من غير المتدينين حيث تجمع فى داخلها ما بين بعد دينى يرغب فى تطبيق الشريعة وآخر يطالب بتغيير سريع بعد الثورة. بلاك بلوك أبوإسماعيل.. الاسم الحقيقى لحازمون هو "الحركة الإسلامية الثورية"، وفى مايو 2012 كانت الدعوة من قبل الشيخ أبوإسماعيل لأنصاره لحصار وزارة الدفاع بالعباسية وحدثت أعمال عنف وكر وفر، ما دفع الشيخ أبوإسماعيل إلى إنكار تصريحه بأنه قد أصدر أوامره لأنصاره بالذهاب للعباسية وأسفرت الأحداث عن مقتل وإصابة الكثيرين، وفى شهر يونيو 2012 أطلقت حركة "حازمون" حملة لإسقاط الفريق أحمد شفيق وإضعاف شعبيته فى جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة تحت عنوان "حملة الوفاء للشهداء"، لتحذير الناس منه وإلصاقه فى أذهان الناس بالمجلس العسكرى وتذكيرهم بأنه فى حال تولى الفريق شفيق للرئاسة فإنه سيشرك العسكر معه فى الحكم. بدأت الحركة تطلق تحذيراتها للمجلس العسكرى بأن يلغى الإعلان الدستورى المكمل وإطلاق يد مرسى فى الحكم وبدا ذلك من خلال التظاهرات والاعتصامات فى ميدان التحرير، والتى انتقلت فى شهر يسمبر إلى مقر الدستورية العليا خوفاً من إلغاء الإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى بتحصين قراراته، ما دفع قضاة المحمة الدستورية العليا لعدم الاجتماع بمقر المحكمة. وفى نفس الشهر ديسمبر، قام أعضاء من حركة حازمون بمحاصرة نادى القضاة فقامت مباحث القاهرة بإلقاء القبض على أحمد عرفة عضو حركة حازمون من داخل منزله بعدما وردت معلومات تؤكد حيازة المتهم لأسلحة آلية كما أفاد شهود عيان، أن مجموعة من أعضاء حركة (حازمون) قاموا بمهاجمة المواطنين على مقاهى وسط البلد، ومنها مقهى "البورصة" فى ساعة متأخرة من مساء 19ديسمبر بمساعدة من أعضاء حركة (أحرار) أسفر عن إصابة عدد من المواطنين والنشطاء السياسيين الموجودون بالمنطقة، بعد استخدام أعضاء حركة (حازمون وأحرار) لطلقات الخرطوش والبرشوطات فى هجومهم. إرهاب الإعلام بعد مهاجمة النشطاء بدأت الحركة مرحلة إرهاب الإعلاميين، فقد اتهم رئيس تحرير صحيفة صوت الأمة الدكتور عبدالحليم قنديل حركة "حازمون" بأنها توعدته وهددته بعد أن قام نشر أسماء الذين طعنوا الناشط محمد المصرى من أعضاء الحركة واتهمته بالاعتداء على عبدالرحمن عز عضو الحركة. كما اتهمت مذيعة التليفزيون سماح محمد إبراهيم، فى بلاغ رسمى للنائب العام أعضاء حركة "حازمون" باستيقافها والاعتراض على ملابسها بحجة الضبطية القضائية. وفى 6 ديسمبر 2012 دعى الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل لحصار مدينة الإنتاج الإعلامى والوقوف أمام البوابتان رقم 2 و 4 الموجود خلفهما استوديوهات القنوات الفضائية الخاصة كقنوات النهار و CBC, ONTV, وغيرها، وأعلنت 16 قوى إسلامية انضمامها لدعوة أبوإسماعيل وحازمون فيما وصفوه بوقف الإعلام الضال التحريضى وبحجة تجنب ضياع الشرعية وزوالها وكان الغرض الأساسى من الحصار هو الخوف من الانقلاب على شرعية الرئيس مرسى.