في مثل هذا اليوم من عام 1968، كان العرض الأول للفيلم المصرى «البوسطجى» بدار سينما ديانا بالقاهرة وراديو بالإسكندرية. الفيلم إحدى قصص المجموعة القصصية «دماء وطين» للأديب يحيى حقى، كتب السيناريو صبري موسى وزوجته دينا البابا، وإخراج وإنتاج حسين كمال، وبطولة شكرى سرحان، زيزى مصطفى، صلاح منصور وحسن مصطفى وسهير المرشدى. يحكى الفيلم الذي صنف ضمن أفضل 100 فيلم في السينما المصرية قصة عباس أفندى البوسطجى، الذي ينقل عمله من القاهرة إلى قرية كوم النحل بأسيوط ناظرا لمكتب البريد، ويعانى من جهل أهالي القرية وعدم تقبلهم له لاعتباره غريبا عليهم، يتعرف على غازية ويتواعد معها ليلا في بيته، ويتربص لها أهالي القرية ويفضحوها ويضربوها ويطردوها خارج القرية. تلفت نظره رسالة من فتاة «جميلة» إلى حبيبها خليل فيقرر فتح خطابات خليل التي تصل إلى جميلة على عنوان أم أحمد، ويعلم من الخطابات أن جميلة حامل، ويتقدم خليل لطلب يد جميلة من أبيها الذي يرفض لمجرد أن خليل يعرف اسم جميلة. ويرسل «خليل» الرد على جميلة بأنه نقل إلى الإسكندرية وحدد معها ميعادا للقائه ليهربا سويا، لكن يختم البوسطجى الخطاب بعد غلقه عن طريق الخطأ ويخشى أن ينفضح أمره فيتخلص من الخطاب، ويكتشف الأب حمل ابنته ويقتلها. يقول حسين كمال تعليقا على الفيلم: «هو ثانى الأفلام التي أخرجتها وقد وجدت نفسى فيه واستمررت عامين أتأمل في القصة وأفكر في كيفية إخراجها، واشتركت مع صبرى وزوجته في كتابته، وطلب منى المؤلف الحقيقى للقصة يحيى حقى تغيير النهاية وجعلها سعيدة لكنى فضلت النهاية الواقعية الموجودة بالقصة».