من يتابع ردود أفعال الناس إزاء ما يكتبه ساسة وإعلاميون في صحافتنا أو على فيس بوك وتويتر أو المواقع الإلكترونية يجد أن الشعب بوعيه الفطرى سابق على نخبته، لا يخطئ طريقه إلى الصدق في الحكم والتقييم والتعبير عما يجيش في صدره ببلاغة وواقعية قد لا نجدها لدى كتاب محترمين.. يقول أحدهم: «المعترضون على النظام الحالى كيف أقتنع بكلامهم.. أنا لسه ساكن في بيتى مش في خيمة إيواء.. مازلت أحمل صفة في الدولة المصرية مش لاجئ واقف أخبط على الأبواب والكل بيهين كرامتى وآدميتي.. الأسعار غليت ( ارتفعت ) الدولار ولع، والحكومة نايمة والاقتصاد فيه مشكلات.. بس عارف أعيش بطريقة أو بأخرى ومتفهم لظروف بلدي.. شايف إنجازات بتتعمل رغم أن الدولة تواجه حربًا غير مسبوقة.. هو فيه حد حكم قبل السيسي دولة مهددة من جميع حدودها والصهيونية العالمية مسلطة الدنيا كلها عليها.. حد حكم دولة فيها مئات الآلاف من الإخوان، بخلاف ملايين آخرين تابعين مغرر بهم (عقيدتهم الجماعة فقط).. حد حكم دولة فيها ناس مأجورة وسياسيون مبتزون وأصحاب دكاكين حقوقية مهمتهم الأساسية تشويه مصر وضرب الجيش والشرطة والاستقواء بالخارج.. أنا شايف سلبيات بلدى كويس، وعيوب أهلها زى بالضبط ما أنا شايف أن سياسات الرئيس السيسي تصب في مصلحة كيان مصر الموحد. هذا بعض مما يكتبه مواطنون عاديون ينضح صدقًا ووعيًا ورغبة حقيقية في مساندة الدولة.. ويبقى أن نطالب بتحقيق عدالة ناجزة وخطوات أوسع على طريق الإصلاح حتى لا نعطى الفرصة للمتصيدين أن يوقعوا البلاد في شراك الفتنة والابتزاز.. وإذا كان هناك من يسيئون للدولة في محاولة لإرباكها فعلى أجهزة الحكومة التحلى بالشفافية والمصارحة والمحاسبة والحسم والمواجهة في مواقف لا تقبل التسويف أو التراخي.. على الحكومة أن تسرع وتيرة تفاعلها المدروس على الميديا خصوصًا العالمية، وأن تقارع الحجة بالحجة والرأى بالرأي، وأن تبادر إلى تصحيح أخطائها من تلقاء نفسها،و أن تحرص على الإنجاز وتفعيل القانون والدستور.. فذلك كفيل بإخراس الأصوات الزاعقة ووضع الأمور في نصابها الصحيح.. وإلا سنبقى ندور في حلقة مفرغة من الفعل ورد الفعل.. وهنا لا يصح أن نسأل عن هيبة الدولة في مواجهة خصومها.. وما أكثرهم!!