أرادت أن تشابه ذويها، وتتمتع بحياة رشيقة، بعيدة عن آلام المفاصل وأمراض القلب المزمنة، فقررت إجراء عملية لتدبيس المعدة، معتقدة أنها تعب ساعات وراحة طوال العمر، ولكن النتيجة جاءت مختلفة أدت بحياتها بأكملها، تاركة وراءها قلوبا مكلومة على فراقها، فكانت ضحية لفساد وإهمال طبي، اتخذه البعض وسيلة للغنى غير معتنين بحياة ضحاياهم. في البداية ينبغي الإشارة إلى أن العام الماضي، شهد عدة تظاهرات واحتجاجات على بعض الأطباء، والذين تسببوا في وفاة العشرات من مصابي السمنة المفرطة، كان أبرزها تظاهرة أمام مستشفى "أحمد ماهر"، مطالبين بالتحقيق مع الدكتور عصام عبد الجليل، رئيس قسم الجراحات بالمستشفى. وفاة بعد عام وشهر أرادت "هدى" تبلغ من العمر 38 عامًا، تحويل مسار المعدة، بعد أن بلغ وزنها 140 كم، وأجرت عملية تدبيس المعدة، وبعد مرور عام من إجرائها، عانت من مغص وقيء شديد، إلى أن تدهورت حالتها الصحية، ذهبت للطبيب الذي أجرى لها العملية أكد لها أن العملية لم تعد تتماشى مع جسدها ولابد من فكها. وبعد مرور 3 أيام وبدأت الأكل والشرب، خرج سائل بكمية كبيرة من المعدة، فتح الطبيب الجرح أكثر بحجة أن الجرح بحاجة إلى تنظيف نفسه، إلى أن تحولت المياه الصفراء إلى خضراء، وما كان أمامها إلا الذهاب إلى طبيب آخر والذي أكد لها أنه تسمم حاد وانفجار في المعدة، أراد أن ينجدها ولكن بعد فوات الأوان، حيث أصيبت بفشل كبدي وكلوي وغيبوبة، إلى أن توفيت متأثرة بإصابتها. ضحية أحمد ماهر واستكمالًا لضحايا تدبيس المعدة، فارقت هناء رجب التي لم تُكمل ربيعها ال 37، الحياة بعد 45 يومًا من الموت البطىء داخل جدران مستشفى أحمد ماهر التخصصى أمام أبنائها وزوجها وذويها. بدأت مأساتها بعد أن قررت أن تُجرى عملية "تدبيس معدة" في أبريل 2015، فاتجهت لمستشفى أحمد ماهر التخصصى، واستعانت بطبيب الجراحة بالمستشفى، والذي طلب منها إجراء عدة تحاليل وفحوصات للتأكد من جاهزيتها للعملية، وبالفعل أجرت التحاليل وفور أن شاهد نتائجها أكد لهم أن "هناء" جاهزة الآن لإجراء العملية. وما أن اكتملت العملية إلا وامتلأت أكياس "الخراطيم الطبية" بالسوائل التي شربتها هناء بعد مرور يوم واحد على إجراء العملية، عمد مساعدو رئيس قسم الجراحات والطبيب المتولي إجراء العملية على وضع 3 درانق "خراطيم طبية" تصل الجرح بأكياس بلاستيكية لتمتص السوائل الزائدة بالجرح، وبعد مرور يومين بدأت أكياس "الدرانق" تمتلئ بسائل يميل إلى اللون الأخضر، وبحلول اليوم الثالث تحول لون السائل الذي ملأ الدرانق إلى لون أسود، ومنعوا عنها الأكل والشرب واكتفوا بتقديم محلول "ألبومين"، وأصيبت بقطع في المعدة نتيجة الثقوب العميقة التي سببها سوء إجراء الجراحة، واستمرت معاناتها لمدة 4 أيام، وتوفيت في اليوم الخامس. هبوط يسبق الوفاة ولقيت "تهانى رمزى" نفس مصير سابقاتها في مايو الماضي، عندما قررت إجراء عملية "تدبيس المعدة" في عيادة خاصة، وبعدما أكد لها الطبيب المعالج سهولة ويسر إجرائها، وأنها ستتعافى بعدها وتستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعى، دفعت مبلغ 5 آلاف كمقدم ومثلها عقب انتهاء إجراء العملية ليصبح الإجمالي "10 آلاف جنيه". وبعد إجراء العملية تدهورت حالتها الصحية، وأصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية وتحول وجهها إلى اللون الأزرق، عاشت تهاني على المحاليل الطبية ولم تعد قادرة على الحركة وتوفيت بعد ذلك بعدة أيام، واكتشف زوجها أثناء إجراءات الدفن أن أثر الخياطة موضع الجرح الذي تركته العملية كان على حد وصفه يشبه "حياكة في قطعة قماش بالية"، وليس بالليزر كما ادعى الطبيب. طريقة قديمة وفاشلة وفى هذا الإطار يقول الدكتور كريم صبري، مدرس الجراحة العامة والمناظير بطب عين شمس، وعضو الكلية الملكية للجراحين بلندن، واستشارى جراحات السمنة المفرطة: "عملية تدبيس المعدة طريقة قديمة"، مشيرًا إلى أنها أثبتت فشلها مع معظم الأشخاص، رغم ذلك ما زال بعض الجراحين يجرون العملية، مضيفًا: يتم في هذه العملية تدبيس المعدة لتصبح جزءين أحدهما نحو 20 سم مكعب، ويتصل الجزء الباقى بالمعدة عن طريق فتحة نحو 2 سم.