حلم الثراء في ظل البطالة الخانقة يجعل البسطاء يخاطرون بأنفسهم من أجل تحقيق الحلم، ومنهم من يدمن وهم البحث عن الآثار، حيث انتشر هوس الحفر في المدن والقرى وتحت المنازل بحثا عن قطعة أثرية واحدة قد يصل ثمنها إلى 30 مليون دولار إذا توافر الحظ، لذا يبذلون الغالي والنفيس من أجل تحقيق ذلك. فتح المغارات بالدم وفي هذا السياق قال كمال حسن أحد أهالي سوهاج: «إن بعض المغارات لا تُفتح إلا عن طريق دم يسال، لطرد الجن من المقبرة، فنطلب من صاحب المكان ذبح كائن حي في المكان لكي يتم عمل تعويذات وإطلاق البخور في المكان من أجل طرد الحارس على المقابرة». وأضاف: «في حالة طرد الجن من المقبرة التي يكون بها الحفر سواء كانت في المنطقة الجبلية أو في منزل، ينهار المكان على العمال الذين ينقبون عن الآثار، وهنا يقع ضحايا وتحدث حالات وفاة.. ليأتي دور السماسرة، فيذهب صاحب البيت في خفاء وسرية تامة إلى السماسرة المشهورين في هذا المجال فيقص عليهم القصة ويأخذ السمسار كمية من تراب هذا البيت تقدر ببعض الجرامات لعرضها على مشايخ هذا المجال». صرف آلاف الجنيهات وأوضح خالد محمود: «إذا رأى الشيخ بعد رؤيته لكمية التراب وتلاوته عليه، أن هذا البيت فعلا به آثار أو كنز كما يسمى يصطحب السمسار صاحب البيت إلى الشيخ للاتفاق على ما يتم بينهما، وقد يكلف هذا الأمر صاحب البيت آلاف الجنيهات للإتيان بالمستلزمات التي يحتاجها هذا الأمر من بخور وغيرها، وفي النهاية قد يأتي هذا الأمر على فشوش والخسارة على صاحب البيت». أما التنقيب بالمناطق الجبلية، كما يقول خالد عبد الواحد، من هواة التنقيب، تكون من خلال مجموعات من هواة التنقيب، وتذهب كل المجموعة إلى الجبل في رحلة قد تستغرق شهرا أو أكثر بحثا عن أماكن الآثار، مصطحبين معهم أحد الدجالين والذي يطلقون عليه الشيخ». دور الدجال واستطرد خالد: «يقوم الشيخ بأخذ حفنة من التراب من مكان لآخر ويتولوا عليها، والمكان الذي يشعر أن فيه شئ يوجه المجموعة للحفر فيه، وغالبا لا يعثرون على شيء فيفتى لهم الدجال وينصحهم بالانتقال من هذا المكان لآخر، بحجة أن حارث الكنز انتقل به من مكانها عندما علم بالتنقيب، ويسمى هذا الحارث في عرفهم بالرصد لأن الكنز مرصود عليه، وبعض منهم ينهار عليه المكان الذي يكون فيه الحفر ويؤدي إلى وفاته». وتشتهر محافظة سوهاج بالمناطق الأثرية في مركز أخميم وعرابة أبيدوس بمركز البلينا والمشايخ بمركز دار السلام ونزلة عمارة بمركز طهطا. وأكد مصدر أمني بهيئة الآثار أنه يتم ضبط دجالين وعمال ينقبون عن الآثار يوميا في المناطق التي تشتهر بتواجد الآثار.