التضحية بالماضي من أجل العيش في المستقبل هذا هو الحال في محافظة الأقصر، فحلم الثراء السريع و البحث عن المال أصبح حلمًا يراود الكثيرين من مواطني الأقصر وبخاصة فئة الشباب الذين أصابهم هوس التنقيب والبحث عن الآثار. "التحرير" تمكنت من اختراق العالم السري للتنقيب عن الأثار لتكشف خفاياه، و تجاوز الخطوط الحمراء لتجار الأثار، بالإضافة لتناول أعمال الدجل والخرافات الممارسة بهدف الحصول على الكنز الفرعوني. يحكي أحد الأهالي (رفض الكشف عن هويته) أن تجربته في التنقيب عن الآثار، والتي جاءت عبر أحد أقربائه، والذي كشف له أن منزله يحتوي كنزًا فرعونيًا نظرًا لتواجد منزله بمحيط منطقة أثرية. وأسترسل حديثه، "بالفعل عقدت الأمر عن التنقيب عن الأثار وبدأت رحلة البحث عن (شيخ) لاستخراج الكنز الفرعوني، وتمكنت من الوصول إلى أحد المشايخ المعروف عنهم أنه يجيدون التنقيب عن الآثار، وقد استغرق ذلك 6 أشهر حتى لا أقع فريسة للدجالين، ممن يمارسون أعمال الدجل والشعوذة بهدف الحصول على المال فقط. واستطرد قائلًا" بعد عقد الإتفاق انتقلت إلى خطوة التنفيذ الفعلي للتنقيب، حيث قام الشيخ بالحضور إلى منزلي وقام بفحص المكان, وأكد أن هذا الكنز يحرسه رصد ، وهو عبارة عن جّن يكون مُسخر لحماية المقبرة الفرعونية منذ أيام الفراعنة، ويُورِث خليفه من بعده ليكمل مكانه، ويعتبر الرصد من أهم الصعوبات التي تواجه المنقبين في عملية فتح المقبره، واحيانًا يظهر على شكل حيوان في إطار المنطقة التي توجد بها "المقبرة أو الكنز". وعن الأدوات المستخدمة في التنقيب عن الأثار، أكد أحد الأهالي "أنها بسيطة للغاية مثل الفأس، مع توفير مجموعة من الشباب لأعمال الحفر، أما عن البخور المُستخدم في التنقيب فإن (الشيخ) يستعين ب"الطقش المغربي"، وهو نوع من البخور مُرتفع الثمن، ويقدر سعر الجرام الواحد منه ب 1000 جنيه، مقابل أن يحصل الشيخ على نصف الكنز، وفي بعض حالات العثور على مقبرة ذات مومياء، يعرض الشيخ أن يحصل على الكتاب الموجود أسفل رأس المؤمياء، حيث أن هذا يُعد دليلًا ومفتاحًا للوصول إلى الكنوز الأخرى المتواجدة بذات المنطقة." واسترسل حديثه " يبدأ الشيخ في تناول بعض أيات القرآن الكريم، خلال النقيب، وبعدها ينتقل إلى قراءة التعاويذ التي تحمل أسماء ملوك قبائل الجن، ثم يليها مرحلة أطلاق البخور، والذي يعمل على تنويم الرصد حتى لا يُهدم المنزل، أو يقوم بنقل الكنز إلى مكان آخر، وعقب بدء أعمال الحفر والتنقيب يبدأ الماء في الخروج من الأرض، مما اضطرني بالبحث عن ماكينة لسحب المياه من الأرض، وقتها علمنا أن تلك المياه صادرة من الرصد حتى يعيق عملية الحفر". وأوضح "أن أعمال عملية الحفر استغرقت ثلاثة أيام دون الوصول إلى أى نتجية تُذكر, وكل ما حصل عليه هو كمية من المياه, والتعب, مما اضطر إلى ردم الحفرة, خوفًا من وصول إخبارية إلى شرطة السياحة والأثار". من جانبه أشار " ح . ع " ( بائع ببازار) أن طرق التنقيب عن الآثار مُتعددة للغاية، ولعل الحفر وبخور الطقش المغربي من أيسر تلك الطرق, حيث أن هناك كنوز لا يمكن فتحها إلا عن طريق القتل، حيث تحتاج المقبرة في بعض الأحيان إلى قتل شخص و نشر دمائه بأعلى المقبرة, أو التضحية بعدد من الأطفال, ولذلك كانت هناك فترة من الفترات انتشرت فيها حالات اختطاف الأطفال, كما توجد طريقة أخرى لكنها تعد نادرة الحدوث, وهي أن يقوم " الشيخ " بكتابة مجموعة من الطلاسم على جسد فتاة عذراء, مشيرًا إلى أن لكل مقبرة أو كنز طريقة فتح وذلك حسب نوع السحر المستخدم في تأمين المقبرة. وانتقل " م . ص " عاطل, إلى مرحلة بيع الأثار, موضحًا أن عملية بيع القطع الأثرية تتم عن طريق وسيط, عبر طريقتين إما بتصوير القطع الأثرية المراد بيعها عن طريق مشهد فيديو, ونقلها للوسيط عبر "البلوتوث أو عمل أيميل مزيف وإرسال المقطع خلاله", أو عن طريق البيع المباشر, ويتم عرض الأثار على خبير أثري للوقوف على أثرية الأثار أو أن القطعة مقلدة. وأشار إلى إن هناك العديد من القطع المقلدة التي يصعب تفريقها عن الآثرية, وذلك لوجود صناع مهرة للغاية في صناعة الأثار المقلدة.