«سيناء أرض المقدس والمحرم».. بوابة الغزاة وتجليات الله

"سيناء أرض المقدس والمحرم" كتاب جديد للخبير الأمني خالد عكاشة يرصد تاريخ سيناء وأسباب تميزها ويقدم عرضا مميزا للحرب ضد الإرهاب التي تخوضها القوات المصرية هناك.
ويستعرض الكتاب الصادر عن دار "نهضة مصر" بداية الأصل التاريخي لسيناء ووضعها داخل الدولة المصرية، مع إلقاء الضوء على الجزء الديني لتلك البقعة منذ عهد نوح وإبراهيم عليهما السلام وباقي الأنبياء حتى الرسول الكريم محمد، وأهم الأماكن المقدسة بها التي شهدت أحداثا مع مختلف الأنبياء.
ويشير عكاشة في كتابه إلى أن سيناء تنفرد عن كل بقاع الأرض بأنها شهدت تجلي الله سبحانه وتعالى على أرض سيناء، فضلا عن كافة المعجزات الإلهية التي حدثت لنبي الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل، وتأصيلها من واقع القرآن الكريم والكتاب المقدس التوارة.
ويقول عكاشة إن سيناء كانت على مر العصور بوابة الغزاة لدخول مصر منذ الهكسوس والتتار وصولا إلى الاحتلال البريطاني في القرن ال19 والإسرائيلي عام 1967، كما يرصد الأطماع الصهيونية التاريخية لسيناء تفصيليا بداية من عام 1882م وحتى حرب أكتوبر 1973.
ويقدم الكتاب استعراضا لمفاوضات السلام التي أعقبت الانتصار المصري في حرب أكتوبرمن خلال الوثائق الخاصة بمفاوضات الكيلو 101 واتفاقية فض الاشتباك والملابسات المحيطة بهما، ثم مؤتمر جنيف للسلام" واجتماعات لجنة العمل العسكرية، ثم معاهدة كامب ديفيد ووثيقة الملاحق الأمنية الخاصة بها، وأخيرا المعركة الدبلوماسية لاستعادة طابا من خلال التحكيم الدولي لاسترداد آخر جزء من أرض سيناء وعودتها كاملة للسيادة المصرية.
ويرصد عكاشة في كتابه الجماعات الإرهابية المنخرطة في العمل المسلح وغيره على أرض سيناء، منذ بداية ظهورها في تفجيرات طابا عام 2004 كما يقدم عرضا تفصيليا عن نشأة كل جماعة وفكرها التنظيمي وأبرز قادتها والأعضاء المنتمين لها، والجماعات التي لها ارتباطات بقطاع غزة والتعاون بينهم، مع التنقل بين الجماعات المختلفة ورصد نشأة الفكر التكفيري داخل سيناء.
ويقدم الخبير الأمني في كتابه أيضا رصدا كاملا للعمليات الإرهابية التي وقعت على أرض سيناء بدءا من تفجيرات طابا 2004 وما بعدها حتى الوصول إلى معارك "جبل الحلال"، واجتياح سكان غزة للحدود المصرية عام 2008، ثم استعراض كافة النشاطات الإرهابية فيما بعد ثورتي يناير 2011 و30 يونيو 2013 وتشكيل تنظيم "أنصار بيت المقدس" ثم مبايعته لداعش.
وقدم عكاشة تحليلا للعمليات الإرهابية ونتائج العمل العسكري لمواجهة تلك المخاطر، وقرارات إنشاء المنطقة العازلة على الحدود الشرقية برفح، كما استعرض "مشروع ايجورا آيلاند / الأكاديمي الإسرائيلي" الذي يهدف لضم جزء من أرض سيناء إلى قطاع غزة كحل نهائي للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى عمليات التهريب عبر الأنفاق الحدودية بين سيناء وقطاع غزة، وعمليات تهريب البشر، خاصة من الأفارقة إلى داخل إسرائيل وتجارة المخدرات.
وينتهي الكتاب بملحق متنوع للصور يضم خرائط مهمة لسيناء وحدودها الدولية والمناطق العازلة وتوزيع القوات الدولية طبقا لمعاهدة كامب ديفيد ومفاوضات فض الاشتباك بين القوات المصري والإسرائيلية.