في عدد خاص لمجلة الكواكب عام 1977 بمناسبة وفاة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في 30 مارس 1977 كتب الشاعر أحمد فؤاد نجم مقالا قال فيه: "إذا كان الخالد سيد درويش هو النشيد، والعظيمة أم كلثوم هي السلطة والشموخ، فإن الفتى اليتيم الناحل عبد الحليم حافظ كان الابتسامة الوحيدة على وش مصر الحزين.. وعبد الحليم حافظ ليس مطربا عظيما وحسب..إنه إفراز مرحلة في تاريخ مصر المحروسة التي تعودت أن تفرز أسلحتها في الوقت المناسب". وتابع: "عندما قررت أن تعلن ثورتها العظمى 1919 ضد الاحتلال الإنجليزي أفرزت نشيدها الخالد سيد درويش الذي حول العود إلى مدفع رشاش والأنغام إلى طلقات حولت الشعب الأعزل إلى كتائب مقاتلة فقال "أنا المصري كريم العنصرين". وواصل نجم مقاله:"حينما تصورت الطبقة المتوسطة التي قادت ثورة 1919 أنها أنجزت مهمتها فبدأت تعيش المرحلة الرومانسية وكان لابد لهذه المرحلة من قوس قزح يغطي مساحة الوادي بألوان الطيف فكان طلعت حرب وطه حسين وعلي باشا إبراهيم ومحمود مختار وشوقي وبيرم وحافظ إبراهيم وأم كلثوم فلاحة طماي الزهايرة التي ملات الأرض والسماء بأعذب وأرق أغاني العشق والهوى فقالت "شمس الأصيل، رق الحبيب " . وأضاف:" حينما انفجرت ثورة يوليو 1952 على النظام الملكي بكل مفاسده وشروره وقف الفنانون المصريون إلى جانب الثورة ومنهم أم كلثوم وعبد الوهاب، لكن عندما تحولت حركة الجيش إلى ثورة اجتماعية بتأييد الشعب كان لها منشد خرج من رحم الجماهير.. فكان عبد الحليم الذي أفرزته مصر في الوقت المناسب وصلاح جاهين ومرسي جميل عزيز والموجي والطويل وبليغ حمدي فصنعوا به ومعه ثورة في الأغنية العربية تردد صداها في كل أنحاء الوطن الكبير، غنى "ياما لقيت، سواح، متغرب، وأنا دمى بحبك متشرب..أبعد عنك قلبي يقرب ويرفرف ع النيل عطشان، بالأحضان".