يتواكب مع إبداع الشعوب إبداع فني وثقافي يفرز نجوما تتناسب مواهبهم مع عظمة ثوراتهم، وتطفو علي السطح مواهب غنائية وشعرية أتاحت لها الثورات التعبير عن عبقريتها، في أجواء فنية وسياسية عاشتها مصر في الربع الأول من القرن الماضي ظهر المبدع بديع خيري ورفيقه سيد درويش كشهابين، لقد أحدث سيد درويش تطورا كبيرا في الألحان المصرية التي كانت تعبيرا عن مشاعر المصريين خلال ثورة 1919. وكان بديع خيري لايقل خبرة وعنفوانا عن سيد درويش، وكان وقود ثورة 1919 فهو مبدع (قوم يامصري، وصبح الصباح فتاح ياعليم)، ومن باب الشعرية ارتفع في عالم الفن «محمد عبد الوهاب» تلك القمة الشامخة التي تطل علينا بألوان من الإبداع الذي كان له دور الريادة الفنية والتي غناها كل شعب مصر مثل (يا نسمة الحرية يا للي مليتي حياتنا). ومن طماي الزهيرة مركز السنبلاوين دقهلية تأتي إلي القاهرة (أم كلثوم). وفي العدوان الثلاثي علي مصر تحولت أغنيتها (والله زمان يا سلاحي) إلي نشيد قومي فيما بعد لتصبح السلام الجمهوري. وفي ثورة 1952 كان عبد الحليم حافظ هو عنوان ثورة يوليو، استطاع أن يؤرخ قيام الثورة وانجازاتها والأحداث التي مرت بها. ولاننسي أيضا أغنيته العبقرية التي كتبها صلاح جاهين ولحنها كمال الطويل ورددتها الجماهير في ثورة الشباب في 25 يناير 2011 وهي (صورة صورة كلنا كده عايزين صورة) واذا كان جاهين آكثر من كتب للثورة فإن حيرم الغمراوى أطلق عليه لقب شاعر ثورة يوليو. لمزيد من مقالات سهام عباس أحمد