سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
5 محطات في حياة «مصطفى طلبة» خبير البيئة الدولى.. أسس برنامج الأمم المتحدة للبيئة.. شارك في مؤتمر الغذاء والتصحر.. ظهر اسمه بقوة في «أزمة أجريوم».. مذكراته تؤكد رفضه لإغراءات أمريكا.. ومصر تودعه اليوم
فقدت مصر اليوم الإثنين، الخبير البيئي الدولى، الدكتور مصطفى كمال طلبة، الأب الروحي لبروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون، ومؤسس برنامج الأممالمتحدة للبيئة، وهو مؤسّس مفهوم «دبلوماسية البيئة». مناصب أكاديمية وحصل «طلبة» على الدكتوراه من «إمبيريال كولدج» في جامعة لندن عام 1949، وشغل مناصب أكاديمية وسياسية رفيعة في مصر، منها وزارة الشباب ورئاسة الأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا، قبل التحاقه ب «يونيب». عكف الدكتور طلبه خلال السنتين الماضيتين، على كتابة مذكّراته، التي نُشر جزء منها حول الشق المصري والسياسي في سلسلة «كتاب اليوم» لدار الأخبار المصرية. أمراض النبات وفي عام 1943، حصل على درجة البكالوريوس في علوم النبات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة، كما حصل على درجة الدكتوراه في علم أمراض النبات من الكلية الملكية في جامعة لندن عام 194، وعمل أستاذا في جامعة القاهرة والمركز القومي للبحوث بين عامي 1949 إلى العام 1968. منتدى التنمية وفي عام 1973، ساهم «طلبة» في إنشاء برنامج الأممالمتحدة للبيئة، واختير نائبا مديرًا تنفيذيًا للبرنامج حتى عام 1975 ثم أصبح مديرا تنفيذيا للبرنامج بدرجة نائب للأمين العام للأمم المتحدة حتى العام 1992، وحاولت أمريكا اجتذابه لصفها ولكنه عكف، ومنذ عام منذ العام 1993 وحتى وفاته كان يرأس مجلس إدارة المركز الدولي للبيئة، والمنتدى العربي للبيئة والتنمية، وشارك في المؤتمر السنوي الأول للمنتدى العربي للبيئة والتنمية. نشأته ولد الدكتور مصطفى كمال طلبة في مدينة زفتى في محافظة الغربية في مصر عام 1922، حصل على درجة الدكتوراه عام 1949، ورأس المنتدى العربي للبيئة والتنمية، كما ترأس الكثير من المناصب للجمعيات البيئية، ويعد طلبة من عمالقة خبراء البيئة في الوطن العربي والمنطقة. أزمة أجريوم ظهر اسمه بقوة في أزمة أجريوم باعتباره من كبار العلماء الذين عارضوا المشروع، وكانت له انتقادات معلنة لسياسة الدولة في مجال البحث العلمي، وآخرها تشكيل المجلس الأعلي للعلوم والتكنولوجيا. مذكراته وعن مذكراته التي نشر جزءا منها، في «كتاب اليوم» لدار الأخبار المصرية، قال إنه لم يتصور أن يعمل يومًا خارج الجامعة في مصر، ولم يدر بباله أن يمكن يعمل في الأممالمتحدة، مضيفًا: «كان كل فكري منذ عودتي بعد حصولي على الدكتوراه من لندن ولقائي الأول مع أستاذي المرحوم الدكتور حسين سعيد وإصراره على أن أبدأ الإشراف مباشرة على باحثين يعملون معي للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه، أن أسير في هذا الاتجاه العلمي». وذكر: «وفعلًا عملت طويلًا في الإشراف على الطالبات والطلاب الذين كانوا يدرسون لدرجتي الماجستير والدكتوراه، حتى بعد أن تمت إعارتي إلى جامعة بغداد ثم إلى المجلس الأعلى للعلوم ووزارة التعليم العالي، وعُينت وزيرًا ثم رئيسًا لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. استمر ذلك قرابة ربع قرن، طيلة الفترة من 1949 إلى 1973». وأضاف في مكراته" عُينت رئيسًا لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في شهر أيلول (سبتمبر) 1971، في تلك الفترة، كانت كل دولة قد شكلت لجنة قومية للإعداد للمؤتمر الأول للبيئة الإنسانية، الذي كان مقررًا عقده في استوكهولم بالسويد في حزيران (يونيو) 1972 بحكم منصبي كرئيس للأكاديمية، عُينت رئيسًا لهذه اللجنة بحكم المنصب أيضًا، لأنه لم تكن هناك وزارة بيئة في ذلك الوقت، عُينت رئيسًا لوفد مصر إلى المؤتمر». رحلة استوكهولم واستطرد: «كانت هناك أمور عاجلة مطلوبة في مجال البحث العلمي، فأجلت سفري إلى استوكهولم يومين بعد بدء المؤتمر لأكمل تلك الأمور، عندما وصلت إلى استوكهولم، فوجئت بأن المجموعة العربية رشحتني في غيابي نائبًا لرئيس المؤتمر عن المجموعة العربية، وانتُخبت. لا أعرف السبب، هل لأني كنت رئيسًا لأكبر مؤسسة علمية في المنطقة العربية، أم لأني مصري؟ لا أعلم، ولم أسأل». وزاد: «حضرت الاجتماع، وطلبوا مني أن أكون المتحدث باسم المجموعة العربية في المفاوضات. وبعدها بفترة قصيرة طلبت الدول الأفريقية أن أكون المتحدث باسم المجموعة الأفريقية أيضًا. تأزمت الأمور في المؤتمر حول إعلان استوكهولم، دار حوله جدل كبير بين الدول النامية والدول الصناعية. لم ينتهوا إلى شيء خلال الجلسات المفتوحة التي كانت تمتد حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحًا، سكرتير عام المؤتمر، موريس سترونج، قام بتشكيل لجنة صغيرة من رؤساء الوفود، نصفهم من الدول النامية ونصفهم الآخر من الدول الصناعية، يجتمعون في مشاورات غير رسمية لإيجاد حل للقضايا المعلقة». وتابع «كمال» في مذكراته:«فعلًا جلسنا يومين كاملين في حجرة مغلقة حتى وصلنا إلى حل، لاحظ موريس سترونغ أنني أعددت أكثر من مرة صياغات توفيقية بين فكر الدول النامية وفكر الدول الصناعية، حتى وصلنا في النهاية إلى شكل يقبله الطرفان، انتهى المؤتمر في حزيران 1972، وعدت إلى عملي في القاهرة».