ليس لي علاقة من قريب أو بعيد بالحاج «جمال سرور» وزير القوى العاملة الحالي.. وطبعا أنا بقول الحاج جمال لأن سيادة الوزير ماهواش دكتور ولا مهندس ولا حتى لواء أو أستاذ جامعي كما هو معتاد في اختيار الحكومة لوزرائها. فوزير القوى العاملة هو موظف بديوان الوزارة تدرج في المناصب حتى اختير للوزارة التي أصبحت بلا جدوى تقريبا بعد أن أصبحت مكاتب العمل بمحافظات الجمهورية لا تقوم بدورها الذي أنشأت من أجله، وهو تشغيل الشباب في الوظائف الحكومية.. لأنه ببساطة كده مافيش وظائف حكومية اللهم إلا على استحياء وفى المناسبات الوطنية مقتصرة على أوائل الجامعات فقط لاغير. إلا أن الوزارة في الفترة الأخيرة وعلى يد وزيرها الموظف بدأت في افتكاس وظائف من نوع خاص، وهى أيضا في القطاع الخاص.. يعني من عينة مندوب مبيعات أو فرد أمن أو عامل نظافة وغيرها من تلك الوظائف التي تولتها وزارة القوى العاملة لتنافس باب «إعلانات مبوبة» الذي كانت تقدمه من قبل جريدة الأهرام وزميلتاها الأخبار والجمهورية وكذلك ليكون هناك مبرر للوزير أن يظهر في وسائل الإعلام ويقول أنا موجود وعندي وظائف أهه.. يعني مش أي أي ولا زي زي بالصلاة ع النبي. وأنا ك «سطوطة الفنجرى» وبالصلاةُ ع النبى برضو لم أهتم منذ سنوات طويلة بوزارة القوى العاملة بعد أن أصبحت من وجهة نظري بلا جدوى خاصة بعدما انفصلت عنها وزارة الهجرة، وتعددت نقابات العمال الخاصة منها والعامة وعلى كل لون يابتستا. ولكن ما دفعني للالتفات إليها مؤخرا هو سيادة الحاج الوزير عندما صرح بأنه نجح في تعيين 7 سائقين لدى دولة الكويت وراح يدعو الصحفيين والإعلاميين مندوبي المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية لينقلوا الحدث الجلل للجماهير العريضة في أنحاء المعمورة. ساعتها ضربت كفا بكف وقررت أن أرى هذا الرجل «الجهبز» وأحاوره لعلي أجد عنده ما يهدئ من روعي قبل أن أتناوله في إحدى مقالاتي بالنقد اللاذع الذي قد يطيح به من منصبه ويعيده إلى مكتبه موظفا بالعلاقات العامة للوزارة.. وأنتم تعلمون أن قلبي رهيف لا يتحمل ذلك. المهم اتصلت بالوزارة وطلبت أن أتحدث مع سيادة الوزير.. فسارع الشباب في مكتب إعلام الوزارة في توصيلي به عندما عرفتهم بنفسي وفوجئت بالرجل يرحب بي كثيرا ويقول لي «أنا محدش قدي النهاردة.. كده أنا ضمنت أني مش همشي في التغيير الوزاري القادم طالما أن نشاطي قد وصل لسطوطة هانم الفنجرى».. فقلت له: شكرا على المجاملة الرقيقة دي منك ياسيادة الوزير.. أنا بس كنت عايزة أشرب مع حضرتك فنجان قهوة! قال: طبعا طبعا ولنا عظيم الشرف.. سوف أنتظرك غدا في تمام الثالثة عصرا بعد انتهاء مواعيد العمل لأنني مشغول جدا ياست الكل. قلت له: عموما مش هنختلف وأنهيت المكالمة.. إلا أننى جلست أفكر في هذا الوزير الذي يرتبط بيوم العمل الرسمى، وكأنه ما زال موظفا بالعلاقات العامة بالإضافة إلى أنه يؤكد لى أنه مشغول.. فيا هل ترى ما الذي يشغل هذا الرجل لتلك الدرجة؟! في الميعاد المحدد كنت في مكتب وزير القوى العاملة وأخذ هو يكمل وصلة المديح في حواراتى مع المسئولين التي يتابعها باستمرار دون كلل أو ملل حتى جاء لنا ساعي مكتبه بالقهوة وهنا كان لى معه هذا الحوار: قلت له: شايفاك منشكح خالص ياسيادة الوزير بعد تمكنك من الحصول على عقود عمل بدولة الكويت لسبعة سائقين مصريين ! قال: هم 8 عقود وليسوا 7 ياست الكل ! قلت: مش ممكن.. معقولة؟! قال: أنا سلمتهم العقود والتأشيرات بنفسى ! قلت: طب أنا عندى ابن عمى جاب 12 عقد عمل بالكويت لسائقين ومزارعين في البلد، ولم يفعل تلك الضجة التي فعلتها أنت يا سيادة الوزير! قال: طب حطى نفسك مكانى يا سطوطة هانم.. يعنى هقعد حاطط أيدي على خدى في أم الوزارة يعنى؟! قلت: لا طبعا إزاى بقى.. دا أنت لازم تحسسنا أنك وزير! قال: أنا على فكرة صرحت لوسائل الإعلام بأننى أتمنى للعمال دوام النجاح والتوفيق أثناء تواجدهم في الكويت! قلت: والله؟! دا حضرتك بتتعب يا معالى الوزير! قال: طب خدى الانفراد ده: السعودية والكويت على وشك إلغاء نظام الكفيل.. تصورى بقى! قلت: بس الوزير اللى قبل معاليك قال نفس الكلام ولم ينفذ حتى الآن! قال: ما هي مشاورات ودايرة وجايز تتنفذ في عهدى ياست سطوطة بلاش مقاطعة بقى خلينا نشتغل! قلت: بس دا مش شغلك دى قرارات تخص السعودية والكويت بعد مطالبات منظمات حقوق الإنسان الدولية لهم بذلك ! قال: طب والنبى ما تقوليش الكلام ده علشان الصحف كلها نزلت التصريح على أنه إنجاز من إنجازاتى بالوزارة! قلت: ما علينا.. هنعديها دى! قال: ربنا يخليكى.. بس لعلمك أنا لا أهمد أبدا وشغال زى النحلة.. يعنى أنا وفرت 200 ألف فرصة عمل داخل مصر خلال الخمسة أشهر الماضية ! قلت: طب دا جميل.. وإيه المؤهلات المطلوبة بقى؟! قال: مش مهم مؤهلات.. أي مؤهل ينفع! قلت: طب إيه شروط المسابقة؟! قال: دى مش مسابقة.. دى فرص عمل بدون شرط.. بل بالعكس.. أبسبيوتلى.. دا الشباب هما اللى بيتشرطوا علينا علشان يقبلوا الوظائف بتاعتنا على آخر الزمن! قلت: ليه بقى.. هي إيه نوعية الوظائف دى؟! قال: كل مكاتب العمل بجميع المحافظات تتلقى طلبات التعيين للشباب في تلك الوظائف.. والله يا ست سطوطة وبرضو الشباب عازف عن التعيينات! قلت: أيوه بس أنت مش قلتلى إيه نوع الوظائف دى! قال: بالنسبة لعمال النظافة نحن نقبل كل المؤهلات العليا والمتوسطة.. وبالنسبة لأفراد الأمن أيضا نقبل كافة المؤهلات! قلت: وهل هذه الوظائف في الحكومة؟! قال: حكومة إيه بس ياهانم.. طبعا قطاع خاص! قلت: طب والله أنت بتتعب يا معالى الوزير! قال: علشان الشعب يعرف إنى أنا بشتغل.. دا أنا نار.. أنا ولعة.. أنا دينامو! قلت: واضح واضح! قال: طب خدى دى.. أنا بقى أطالب كل شاب بأن يتوجه لأقرب مكتب عمل وسوف نقدم له سوق العمل كله بين يديه وما عليه إلا أن يختار وظيفته"! قلت: الله أكبر كبيرا.. طبعا وظائف حكومية يا معالى الوزير! قال: هو انتى حكايتك إيه ياست سطوطة.. حكومية إيه بس.. دى وظائف في الفنادق مثلا.. وشركات بيع الملابس والأمن والذي منه يعنى.. إحنا والله هدفنا مساعدة الشباب المصرى في الالتحاق بالوظيفة وكمان بنساعد أصحاب المشاريع في إيجاد عمال مدربة! قلت: بس دى شغلانة مكاتب العمل الخاصة وليس الحكومة ياعمنا! قال: ماتدقيش.. كلنا في خدمة الشباب المصرى! قلت: لا أنا مقدرش أدق معاك.. دا أنت وزير فلة! قال: طب خدى التصريح دا على لسانى! قلت: هات! قال: أنا حضرت الشهر ده أكتر من 4 اجتماعات للحد من الهجرة غير الشرعية! قلت: لا بقى يا عمنا.. أنت كده بتنط على شغل وزيرة الهجرة! قال: طب أعمل إيه والنبى.. هاتيلى شغل وأنا أشتغل.. دا أنا نار.. أنا ولعة.. أنا دينامو! وهنا تركت الرجل يكمل باقى تصريحاته لبعض مندوبى الصحف في وزارته وعدت إلى مكتبى لأكتب لكم ما دار.