تواصلت أزمة دير وادي الريان، عقب إلقاء القبض على الراهب بولس السرياني، أحد الرهبان المعارضين لإنشاء الطريق الجديد الذي من المقرر له أن يصل الزعفرانة على البحر الأحمر بالضبعة على البحر المتوسط مرورًا بطريق الفيوم والواحات، عبر أرض الدير. وقال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال مشاركته في الملتقى السنوي الثالث للشباب المغتربين بوادى النطرون، إن سكان الدير المنحوت، الأنبا مكاريوس السكندرى بوادى النطرون ليسوا رهبانًا، مؤكدًا أنه مسئول عن هذا الكلام. وأضاف أن أي مكان لا تعترف به الكنيسة كدير لا يجب أن نزوره أو نتضامن معه، وأكد قداسة البابا، أن الأرض الموضوع عليها اليد من قِبل بعد من يطلقون على أنفسهم رهبانًا في الدير المنحوت، هي أرض الدولة، قائلًا: «دير أنبا مكاريوس السكندرى بوادى الريان ليس ديرًا». من جانبه، اتهم الناشط القبطي مينا نادي، البابا تواضروس الثاني بالكذب، وذلك في تدوينة على صفحته بموقع «فيس بوك»، حيث قال: «أنا مش عارف أعلق وأقول عليك إيه، بجد مش لاقي كلمة توصفك أو تعبر عن إللي جوايا أنت بتكذب يا غبطة البطريرك، وكلامك وقراراتك بتختلف». وعلق الناشط القبطي مينا مجدي، منسق اتحاد شباب ماسبيرو، قائلًا: «الاقتراح الأخير الخاص بمرور السور خارج عيون المياه، اقتراح معقول ومرضى، واحتجاز الأب بولس الريانى وتوجيه اتهامات ساذجة له خطأ غبى ويفقد الدولة أي تعاطف، والاتهامات الساذجة من نوعية ليسوا رهبان وليس دير لا محل لها من الإعراب»، بحسب قوله. وفي تصريح خاص ل«فيتو»، قال الكاتب الصحفي والناشط القبطي عماد خليل عقب زيارته للدير، أمس الجمعة، إنه كان من أوائل من دافعوا عن رهبان دير وادى الريان. وأضاف: «من خلال متابعتى لقضية الدير تأكدت من استحالة إيجاد أي طرق بديلة للطريق المزمع بناءه، والاتفاق الأخير يقضى بالحفاظ على ممتلكات الرهبان من عيون المياه والمزرعة والمناطق الأثرية، كما أن شركة ايبكو ستقوم برصف الطريق في تلك المنطقة وعمل سُوَر على الأراضي التي تتجاوز أربعة آلاف فدان». اوتابع خليل: «زار عدد من الشباب القبطي للدير للحوار مع الرهبان الرافضين لشق الطريق ولكنهم يتعنتوا بشكل كبير ما يعطل الاتفاق الأخير، كما نؤكد رفضنا للتعامل السيئ مع راهب مسن تجاوز 65 عام، حتى لو كانت الكنيسة قد تبرأت منه، ونرفض حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات». وقال وائل رجائى، محامى الراهب المحتجز: «إن قرار حبس الراهب بولس الرياني بهدف الضغط على رهبان الدير لإجبارهم على الموافقة على شق الطريق المزمع تنفيذه داخل الدير ليربط الزعفرانه بالواحات، وتعرض الرهب للاعتداء أثناء اقتياده، ورفضت النيابة تسجيل هذا أو تحرير تقرير طبى». يُذكر أن الاتفاق الأخير بين الدولة ورهبان الدير، جاء بعد تدخل الأنبا أرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، يقضي بشق الطريق مع عمل سور للحفاظ على الأراضى المتبقية من الدير والتي تزيد عن أربعة الأف متر، كما تقوم إحدى الشركات الخاصة بتنفيذ شق الطريق والبدء في عمل سور للرهبان، مع احتفاظهم بعيون المياه، حيث تم تحريك الطريق لمئات الأمتار لتدخل تلك العيون ضمن حيز الدير كما ينص الاجتماع على تقنين وضع الأرض لأنها جزء من محمية وادي الريان.