الكاتدرائية تناقش التاريخ الحقيقي لبناء دير سانت كاترين

أكد خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري، أنه سيعرض قراءة جديدة لتصحيح تاريخ بناء دير سانت كاترين في محاضرته التي سيلقيها اليوم الجمعة، ضمن فعاليات الملتقى تحت عنوان "دير سانت كاترين تاريخه وعمارته وأيقوناته".
وأضاف أن الملتقى ينظم تحت رعاية البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، بالتعاون مع معهد الدراسات القبطية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية يومي 18،19 مارس بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية، وسينعقد الملتقى الأول لشباب الباحثين المهتمين بالدراسات القبطية "تاريخ الأجداد في عيون الأحفاد"، والذي تنظمه مؤسسة القديس مرقس لدراسات التاريخ القبطي (سان مارك لتوثيق التراث).
وأوضح أن هناك خطأ تاريخيًا سجل في النص التأسيسي للدير على لوحة من الرخام فوق باب الدير الحالي باللغة اليونانية مع ترجمتها في لوحة أخرى باللغة العربية بجوارها ويشير هذا النص إلى إنشاء الملك الرومي يوستنيانوس (جستنيان) دير طور سيناء وكنيسة جبل المناجاة تذكارًا له ولزوجته ثاوضوبره (ثيودورا) بعد ثلاثين سنة من ملكه وعين له رئيسًا اسمه ضولاس.
وأضاف ريحان أن هذين الحجرين بهما خطآن تاريخيان، الأول أن أول رئيس للدير هو الأب لونجينيوس وليس ضولاس، والثاني أن الملك يوستينيانوس والمقصود به الإمبراطور جستنيان لا يمكن أن يكون أتم بناء الدير سنة 527م ،لأن هذه السنة هي بدء ملكه وكان مشغولاً بالحروب كما هو ثابت في التاريخ، وإذا صح أنه أتمه بعد ثلاثين سنة من ملكه كما هو في النص.
وأشار إلى أن هذا الخطأ تم من خلال نقش آخر باليونانية على أحد عوارض السقف بكنيسة التجلي داخل الدير وترجمته (لأجل تحية ملكنا التقى جستنيان العظيم لأجل إحياء ذكرى، وإن تاريخ وفاة ثيودورا كان عام 548 م ووفاة جستنيان 565م)، وكانت ثيودورا الزوجة المحببة لجستنيان وشاركت في كثير من أمور الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية وحرصت على إقامة علاقات سلمية معهم وماتت قبل وفاة جستنيان.
وأكد ريحان أنه طبقًا لهذا النص فمن الطبيعي أن يكون تاريخ بناء الدير بين عام 548م وهو تاريخ وفاة ثيودورا، وعام 565م تاريخ وفاة جستنيان وأقرب تاريخ لبناء الدير، وفقًا لذلك يكون عام 560م وهو التاريخ الحقيقي لبناء أشهر أديرة العالم، وهو دير طور سيناء الذي تحول اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي للقصة الشهيرة عن سانت كاترين، وأن نقوش عوارض سقف كنيسة التجلي تؤكد أن مهندس بناء الدير هو المهندس إسطفانوس من آيلة (مدينة العقبة حاليًا).