«الشهيد الحي» لقب حمله عبد الجواد محمد مسعد سويلم الجندي المصري الذي رفض الذل والهوان، وسطر أسطورة تضاف إلى تاريخ بطولات أبناء مصر، فعلى الرغم من أن جسده لم يتبق به سوى عين واحدة ويد واحدة، فإنه شارك في حرب أكتوبر سعيًا للشهادة، ولكنه لم ينلها ويطمع في أن يرزقه الله بها وأن تكون في سبيل مصر. التقت عدسة «فيتو» بالشهيد الحي قادمًا من محافظة الإسماعيلية إلى القليوبية، لحضور تكريم جمعية الشباب المسلمين له بمناسبة يوم الشهيد. وأوضح عبد الجواد أنه شارك في حرب الاستنزاف أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وعمره 23 عامًا، مضيفًا: "أديت واجبي أمام الله ثم الوطن وكنت أطمع في الشهادة ولكني لم أنلها ومازالت أحلم بها وأنا في السبعين من عمري". وأكد عبد الجواد أنه نجح في تدمير 15 دبابة و11 مدرعة، وفي آخر عملية أطلق عليه أحد الطيارين الإسرائيليين صاروخًا على بعد 11 كيلو من القناة، نتج عنه 5 أوسمة ونياشين بالنسبة له، وهي بتر الساق الأيمن ثم الساق الأيسر ثم الذراع الأيمن ثم العين اليمنى وشرخ في الظهر. وأشار إلى أن زملاءه حملوه ومعه أشلاؤه المقطوعة لمسافة نحو 11 كيلو مترًا، ثم حملوه على "نقالة" أخرى 25 كيلو مترًا أخرى، فبعد أن أصيب في 6 صباحا ووصل مستشفى بورسعيد العسكري في 8 مساء، دخل في غيبوبة لمدة أسبوع تقريبًا، وعندما أتت والدته لزيارته ورأته وهو في تلك الحالة أطلقت الزغاريد وقالت إنها أنجبت رجلاً استطاع أن يحمي ويصون بلده. وأضاف أنه بعد أن تماثل للشفاء أتى عبد الناصر وبصحبته الفريق محمد فوزي وزير الحربية في تلك الفترة، لزيارته، وأراد عبد الناصر مواساته، قائلاً له: "حمد لله على سلامتك يا بطل، ماذا تريد؟" فرد بكل ثقة: "أريد أن أعود للحرب في الجبهة"، فلم يصدق الرئيس ما سمع من شخص لم يتبق في جسده سوى يد وعين واحدة، فوجّه كلامه لوزير الحربية: "الشاب يريد أن يقاتل وهو ميت، هذا هو الشهيد الحي"، مكملا: "إذا كان الشعب يفكر بتلك الطريقة فسننتصر بإذن الله". وبعدها ذهب الشهيد الحي إلى المستشفى العسكري بالعجوزة وتم تركيب أطراف صناعية له، كتب له الطبيب إجازة لمدة شهر ويعرض للرفض من الخدمة، فشعر أن الذراع والعين الذين يمتلكهما مازالت مصر في حاجة لهما، فقرر أن يكمل حرب الاستنزاف وهو بأطرافه الصناعية وبالفعل أكمل وعبر قناة السويس مع زملائه. وينهي حديثه مؤكدا أن حب الوطن غريزة فطرية وهو بطبيعته كان يسعى للشهادة وهو في العاشرة من عمره عندما كانت مصر تحارب الاحتلال الإنجليزي بشوارع الإسماعيلية بالحجارة.