"حذاء النائب كمال أحمد يوضع بجوار سيف الناصر صلاح الدين".. "عضو بمجلس النواب يجمع توقيعات حتى يمكن وضع حذاء كمال أحمد في متحف مجلس النواب".. "حذاء النائب كمال أحمد يباع في مزاد علنى لصالح صندوق تحيا مصر". الغريب أن كل المطالبات تخص "الحذاء" وليس صاحبه، وقبل أن أتطرق لهذه المطالبات، فإن التاريخ له في هذه الواقعة قصة قديمة، ففى السبعينيات وكانت الحملة النارية على عهد جمال عبدالناصر، كان في مجلس الشعب عضوان شابان كلاهما يحب جمال عبدالناصر، أبوالعز الحريرى عضو حزب التجمع اليسارى والنائب كمال أحمد الناصرى، وذات مرة كان الرئيس الراحل أنور السادات يلقى خطابا في مجلس الشعب ونسمع قلاقل في القاعة، وفوجئنا بأمن المجلس يخرج عضوا يلوح بيده بأوراق في الهواء ويقاوم الأمن لا يريد الخروج! هذا النائب الشاب هو النائب المخضرم الآن كمال أحمد الذي عرفنا اسمه لأول مرة بعد هذه الحادثة، وطبيعى قامت جوقة الإعلام بالهجوم عليه، وبعدها تم حل المجلس ولا يعود من اليسار المصرى إلا اثنان فقط السيد خالد محيى الدين، أمين عام حزب التجمع وقبارى عبدالله أيضا عضو التجمع، تذكرت تصرف الشاب كمال أحمد عندما قام برجم توفيق عكاشة بالحذاء بعد لقاء السفير الصهيونى في تصرف غير مسئول وفى توقيت حساس، وللأسف انكشف هذا النائب واتضح أنه سبق أن سافر إلى تل أبيب سرًا، وتم نشر صوره في تل أبيب. أعود لقضية هذا النائب التي سيطرت على كل الأخبار لدرجة أن هناك اهتمامًا من الإعلام الفضائى أكثر من متابعة جولة الرئيس السيسي المهمة للغاية إلى كازاخستان واليابان، وخاصة أن هناك آمالا وطموحات كثيرة نتحسبها مع كل سفرية للرئيس السيسي للخارج! السؤال: هل ما حدث من تصرفات هذا النائب تستحق كل هذه الضجة؟ من المؤكد ما حدث يسبب حرجا لمجلس النواب، بل قد يمتد إلى إحراج الحكومة أيضا؛ لأن رد الفعل الطبيعى بالرفض جاء عنيفا بشكل عام وجاء صادما للبعض من النائب المخضرم كمال أحمد عندما استخدم الحذاء ليكون خير رد على حماقة توفيق عكاشة، والحقيقة أن تصرف كمال أحمد جاء طبيعيا متسقا مع حجم العداء الساكن في قلوبنا من الكيان الصهيونى؛ لأن الورقة التي وقع عليها السادات مع الكيان الصهيونى برعاية أمريكية لم تمسح دمعة واحدة من أمهات وزوجات وأبناء الآلاف من الشهداء منذ حرب فلسطين 48، لهذا فشلت كل محاولات التطبيع، بالرغم أن الدولة تقف أحيانا كمتفرج ولا تمنع أحدا من التعامل مع الكيان الصهيونى، بسبب عدم عودة الحق العربى في في فلسطين وسوريا والضفة ودماء الشهداء كل هذا جعل من يمد يده للصهاينة بمثابة عدو وخائن للأمة العربية كلها. ومع هذا فإن ما حدث استفزنى، فهل يتساوى الحذاء بسيف الناصر صلاح الدين الأيوبى الذي حرر بيت المقدس، بعد حروب دفعنا فيها عشرات الآلاف من الشهداء ؟؟! إنه أمر مزر! وهل يليق بأن نضع الحذاء في متحف البرلمان لتمجيده؟ الغريب أن التمجيد سيصاحب أيضا توفيق عكاشة لأنه سيذكر كلما ذكر هذا الحذاء، وكمال أحمد صدق أنه ممكن حذاؤه يباع بالمذاد وصرح بأنه عرض عليه 100 ألف جنيه ولو حدث أنه سيتبرع بالمبلغ لصندون "تحيا مصر"..! الشىء الذي أخشى أن يحدث هو أن نتخذ هذا الحذاء نتبرك به، وآخرون يستخدمونه ليكون فانوس رمضان، وربما وهذا ليس مستبعدا أن يتم الادعاء بأنه يجلب الحظ ويعالج العقم عند النساء، والضعف الجنسى عند الرجال، والسؤال: طالما بركات الحذاء قوية فإننا نطالب بأن يكون هناك طابع بريد عليه صورة حذاء كمال أحمد، فهو أشبه شربة الحاج محمود التي تعالج كل الأمراض...! يا سادة تصرف كمال أحمد العفوى والغيور على وطنية المجلس أمر رائع ولكن ما يتردد ويقال عيب، وإذا كان هناك تكريم يكون للإنسان.. وليس للحذاء!! مش كده ولا إيه؟