span large;="" font-family:="" times="" new="" roman,times;"=""كان لي صديق فيلسوف، بأحوال الوطن شغوف، دائما ما ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف، وكان لي معه لقاء أسبوعي، لأسمع منه بقلب لوزعي، لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع، قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما تخرج علينا مجموعة تسمي نفسها "قضاة من أجل مصر"؟ قال: ساعتها يا بنيتى لا بد أن نسأل: هل هناك قضاة من أجل نواعم؟ قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يقولون: إن هناك إعلانا دستوريا يحصن الرئيس أكثر من حصانة الأنبياء؟ قال : ساعتها يا صغيرتي لا تبحثي عمن صاغوه؛ لأنهم ليسوا أولاد مكي. قلت: وماذا عندما يخرج علينا رئيس ليقول لنا: لا أريكم إلا ما أرى؟ قال: لا بد ساعتها أن ندرك أن دولة الإخوان ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يأتي رئيس يغضب الصحفيين والفلاحين والعمال والمحامين والقضاة؟ قال: ساعتها يا صغيرتي لا بد أن تسألي عن طبيعة الصناعة الأمريكية. قلت: وماذا عندما يقوم عدد من الصحفيين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة بالاعتداء على زملائهم في نقابة الصحفيين؟ قال: عندها يا بنيتي لا تسألي كيف تربي جماعة الشياطين أبنائها. قلت: وماذا يا فيلسوف إذا تحدث الرئيس عن حق الشهداء ورجال نظامه يقتلون شابا لمجرد أنه "أدمن" لصفحة ضد الإخوان؟ قال: ساعتها يا صغيرتي لا بد أن تعرفي أنك أمام رئيس عصابة وليس رئيس دولة. قلت: وماذا تقول في عشرات الآلاف من المواطنين الذين يخرجون لتأييد قرارات قبل صدورها؟ قال: لا بد ساعتها أن تدرسي جيدا معنى كلمة "مقطف بودان". قلت: وماذا يا فيلسوف عندما لا يتحرك المجلس القومي لحقوق الإنسان ضد إعلان دستوري يحول الرئيس لطاغوت؟ قال: ساعتها لا بد أن تبحثي عن معنى إنسان في قاموس الإخوان. قلت: وماذا يا فيلسوف لو ... وهنا أشار إليّ بيده وقال : كفاكي اليوم أسئلة واستفسارات، فوقتك معي قد فات، وأنا لي طقوسات، ولنا عدة لقاءات. وهنا تركته لمشغولياته وكتبه، ووقفت لأتركه وسط المجلدات.