قال الباحث الأثري أحمد عامر إن الكثير يسمع عما يسمى ب«لعنة الفراعنة»، ولكن لا يمكن إثبات ذلك في الحضارة المصرية، مؤكدا أنه مصطلح تداوله سارقو المقابر الأثرية التي كان الهدف منها الثراء فقط وليس الشهرة، وقد دعَمت بالسحر، وانتشرت، حتى أنها أصبحت لغزا محيرا للكثيرين. وأكد "عامر"، في تصريحات صحفية، أن الفراعنة أطلقوا المسمى لتهديد وترهيب وتخويف اللصوص من الاقتراب والسطو على مقابرهم لسرقة كنوزهم اعتقادًا منهم بما يسمى بالبعث عقب الموت، لذلك فقد ظهرت ما يسمى بأسطورة "لعنة الفراعنة" وذلك قبل إكتشاف مقبرة الملك "توت عنخ آمون"، حيث أصيب العالم "تيودور بلهارز"، عندما أخذ مومياء بمقابل مادي أثناء الحفر والبناء، وعندما بدأ تحليل المومياء وجد بعد تحليله أن الفراعنة قد أصابتهم "البلهارسيا" منذ الآف السنين، حيث عُثر على بعض الديدان المحنطة داخلهم فعليًا، ولكن قبل أن يُسجل "تيودور بلهارز" اكتشافه أصيب بحمى غامضة لم يستطع الأطباء تفسيرها، وبدأت بعض الخرافات والأساطير بأن المومياء قد انتقمت منه نتيجة قيامه بتشريحها. وأشار "عامر" إلى أنه عند العثور على مقبرة الملك "توت عنخ آمون" التي إاتشفتها على يد العالم البريطاني "هاوراد كارتر"، والتي كان يمولها "كارنافون" فقد وجدت عبارة شهيرة مكتوبة على إحدى غرف المقبرة عبارة مكتوبة على أحد غرف المقبرة "سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك"، كما عثروا أيضًا على تمثال في المقبرة يقال بأنه تمثال مسحور مكتوب عليه "إنني أنا حامي حما قبر توت عنخ أمون واطرد لصوص القبر بلهب الصحراء"، الأمر الذي حير الجميع، فهل هذه صيغة تهديدية ستصيب اللعنة كل من يقترب من القبر الملكي؟، وبعدها قد أصيب اللورد "كارنافون" بحمى شديدة وعجز الأطباء عن تفسير هذه الحمى وتوفي في منتصف الليل بفندق "الكونتينتال" بالقاهرة، كما ماتت أيضًا كلبته وبعد ذلك بدأ الموت يقضي بجانحيه على كل الغالبية العظمى من الذين أزعجوا الفرعون في قبره وشاركوا في الاحتفال، وكانت معظم حالات الوفاة بسسب الحمى الغامضة التي لم يستطع الأطباء تفسريها، فتوفي سكرتير "كارتر" دون معرفة السبب، وأثناء تشييشع الجنازة مات الحصان الذي كان يحمل تابوت الملك "توت عنخ آمون" عندما كان طفلًا صغيرًا، وأصيب بعض الذين كان لهم علاقة بفتح المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أسباب، فأثار جدلًا عالميًا كبيرًا، وحين ذلك سمي ب"لعنة الفراعنة" التي تصيب كل من يسخر بتلك الأسطورة. وتابع "عامر" أن الدكتور عز الدين طه، عالم الأحياء، عام 1962م، أعلن عدم وجود " لعنة الفراعنة "، مشيرا إلى أن هناك بعض الفطريات والسموم التي ربما يكون نشرها القدماء المصريون فوق مقابرهم وبعض أنواع البكتيريا التي تنشط فوق جلد المومياء المتحللة التي عاشت آلالف السنين في حالة سكون فتصيب مكتشفي هذه المقابر، وقبل أن يتمكن من إثبات فريضته لقي مصرعه في حادث سيارة بعد تصريحاته بأسابيع قليله وتبين من تشريح الجثة أن سبب الوفاة ضيق بالتنفس، ونجد أنه في عام 1972م سُئل الدكتور جمال محرز عن "لعنة الفراعنة" فقال إنني أصدق مثال على عدم وجود لعنة للفراعنة فقال "قضيت عمري بين الموتى والتوابيت والمومياوات دون أن يحدث لي شيئا"، وبعد هذا التصريح بشهر أصيب بهبوط في جهاز القلب، مما أدى إلى وفاته ولكن الغريب أن وفاته جاءت في نفس اليوم الذي نزع فيه القناع الذهبي للملك "توت عنخ آمون" للمرة الثانية. وأضاف "عامر" أن وفاة مكتشفي المقبرة بعد خروج جثة الفرعون أمر محير لدى الكثير من الناس، حيث إن بعض الناس يعتقدون أن الجن يقوم بحراسة المقابر الفرعونية ويسبب الهلاك لكل من ينتهمك حرمة الفرعون في رحلة ما بعد الموت، بل هناك منهم من يقوم بذبح بعض البشر وتقديمه كقربان لهذا الجن اعتقادًا أن ذلك سوف يضمن له أن لا يحدث له شيء بعد دخول المقبرة، كما نرى أن هناك أدلة تثبت أنه لا يوجد ما يسمى ب"لعنة الفراعنة" والدليل على ذلك "هاورد كارتر" الذي لم يحدث له أي ضرر، على الرغم من أنه أول من أساء إلى "توت عنح آمون" ونزع القناع عن وجهه، ولكن من المحتمل أن التعدي والتعرض لمقابر مغلقة من آلاف السنين عند فتحها يكون بها بكتيريا مدمرة تقتل كل من استنشق هواءها فتتفاعل بعض المواد الكميائية مع ما تبقي من بعض مواد التحنيط أو الطعام الذي كان يوضع داخل القبر ووجود بعض الفطريات والطفيليات السامة التي وضَعت من أجل كل من تسول له نفسه التعدي على هذه المقابر لكل من يقوم بفتحها والدخول إليها.