على بعد عشرات الآلاف من الأميال, وعلى شاطئ المحيط الأطلنطي كانت مصر بثورتها - حاضرة فى قلب الكونجرس الأمريكي بواشنطن, تلك المدينة الفيدرالية التى نُحت اسمها من جورج واشنطن القائد العسكري للثورة الأمريكية, ويالها من مفارقة ..عسكر وثورة! فقد عقدت منظمة التضامن القبطي مؤتمرها السنوي الثالث, الأسبوع الماضى, تحت عنوان "الأمن القومي الأمريكي والنهوض بحقوق الإنسان والأقليات في مصر", حضره جمع غفير من السياسيين فى أمريكا والعالم , ومنهم مايكل بوزنر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان، والسيناتور بلانت وعضو مجلس النواب فرانك وولف واللورد ألتون من مجلس اللوردات البريطاني وجيم كيريجانوس أقدم عضو في البرلمان الكندي, والدكتور زهدي جاسر رئيس منتدي المسلمين الأمريكيين من أجل الديمقراطية والدكتور توفيق حميد رئيس كرسي دراسات الإسلام الراديكالي بمعهد بوتوميك للدراسات السياسية. فضلا عن الشيخ سامي حنا الخوري رئيس الإتحاد الماروني العالمي ونشطاء الأقباط بالولاياتالمتحدة والأقليات المسيحية في الشرق الأوسط . ومن مصر شارك وفد ضم الكاتب الصحفى عصام كامل رئيس تحرير فيتو والمستشار نصحى يعقوب عبد النور والقس إسطفانوس شحاتة والمهندس ماهر عزيز رئيس التضامن المصرى الديمقراطى. عادل جندى رئيس التضامن القبطى قال ل"فيتو": بوضوح شديد أصبح وضع الأقباط فى مصر صعب خاصة أن المجلس العسكرى تفرغ للصفقات وأهدر الثورة التى شارك فها الأقباط فور اندلاعها وحدثت اعتداءات على كنائس ومذبحة فى ماسبيرو ولم يتحرك أحد وصمت المجتمع الدولى. السيدة كاترين لانتوس قالت إنها تجد جوانب إيجابية فى وثيقة الأزهر وإن كانت ترى أن مصر مقبلة على منعطف خطير يحتاج إلى تقويم! الدكتور زهدي جاسر عضو لجنة الحريات الدينية الأمريكية ورئيس منتدى المسلمين الأمريكيين قال: المشاركة والتعاون بين المسلمين المعتدلين والأقباط هو الطريق لتحقيق المعادلة الصعبة والنهوض بمصر وشئون الأقليات فيها . أما نينا شيا من معهد هيدسون فاتهمت الإدارة الأمريكية بالتقصير في التعامل مع هذه القضايا وأنها لم تقدم الكثير للأقباط. وقال كارل موللر رئيس منظمة الأبواب المفتوحة الأمريكية إنه إذا ما استمر العالم في تجاهل مشاكل الأقليات المسيحية فقد يتحول الشرق الأوسط إلي متحف للمسيحيين, إن الربيع العربي تحول إلي شتاء لمسيحيي الشرق الأوسط. بينما يرى مجدى خليل الناشط الحقوقى أن الحاضرين من جميع الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط أيدوا تأسيس منظمة لهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبار أن لهذه الأقليات مصيرا مشتركا وتتعرض لمخاطر متشابهة وأن وحدة العمل تؤدي إلي نتائج أكثر فعالية في التأثير علي صانع القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية. القس فلوباتير المقيم حاليا فى أمريكا كان أكثر حدة وقال في كلمته أمام المؤتمر : "يخطئ كثيرا من يظن أن ما يحدث في مصر بعد الثورة هو تغيير يؤدي إلي مزيد من الديمقراطية ، وتخطئون كثيرا بل وترتكبون أخطر جريمة ضد الإنسانية، إن دعمتم هذه الأنظمة الاستبدادية والتي تستخدم الدين للضحك علي عقول البسطاء". وأضاف موجها حديثه إلي الإدارة الأمريكية : "إنكم بمقابلاتكم المتكررة وتنسيقكم مع الإخوان والتيارات الدينية تحت إدعاء أنكم تقبلون بالديمقراطية التي أتت بهم، تدعمون الإرهاب وترتكبون أكبر جريمة في حق الإنسانية ولن يغفر لكم التاريخ ذلك". الاعلامى جيرى لان رئيس تحرير شبكة cbn قال : سبق وأن قلت ل"فيتو" إن الإخوان والحزب الوطنى وجهان لعملة واحدة وأن هدفهما هو السيطرة على الحكم باسم الدين وقد نجحوا للأسف فى تحقيق ذلك بخداع البسطاء وهو ما ينعكس بالسلب على مصر التى يحكمها الآن ثلاثة رؤساء هم محمد بديع والشاطر ومرسى. الدكتور وليد فارس مضيفا : منظمة التضامن القبطى قامت بعمل عظيم وبحثى قوى رصدت فيه ما حدث على مدار ثلاث سنوات من العمل والنضال وعلينا أن نؤكد أن المشاركة القوية مع إخوتنا المسلمين هى الطريق الأمثل لمواجهة طيور الظلام . فيما أيد الدكتور عصام عبد الله أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس رؤية جيرى لان قائلا: الأسوأ هو أن الإخوان يحاولون التكويش على كل شىء وأن المجتمع الدولى للأسف لن يساند الأقليات أو المصريين لأنه يبحث عن مصلحته وفى ثورة ليبيا تحرك الناتو بعد أن فتك القذافى بشعبه, والإخوان يفتكون بالمصريين بطريقتهم الخاصة . الدكتور وليم ويصا رئيس وكالة أنباء "مسيحيو الشرق الاوسط" قال: المصريون كشفوا الإخوان فى شهور معدودة رغم أنهم كشفوا مبارك بعد ثلاثين عاما كاملة, لقد فقدت الجماعة رصيدها فى الشارع وما حدث فى الانتخابات كان إرهاب وبلطجة ونحن دورنا ليس سياسي بل إعلامي دورنا أن نكتب عن حقيقة ما يحدث ورصده بمهنية . أما الكاتب الصحفي عصام كامل فتحدث رافضا بشدة أى انتهاكات يتعرض لها الأقباط مؤكدا على وحدة الصف فى مواجهة تنظيم هدفه اختطاف مصر وأن الأقباط والمسلمين نسيج واحد وان علينا البحث عن مستقبل المصريين جميعا تحت هذا الحكم الفاشى وليس الأقباط وحدهم. المستشار نصحى عبد النور رفض أيضا ما أثير حول اضطهاد الأقباط وقال إنه تمييز والأقباط أنفسهم لهم دور فيه بتقصيرهم وعدم مشاركتهم الفعالة فى مواجهة ما يحدث لهم وعليهم أن يمدوا أيدهم لإخوتهم المسلمين المعتدلين حتى نصل لدولة مدنية.