فى الماضى كان التسامح الدينى يدفع بمسلمين الى الوقوف بجانب إخوانهم المسيحيين لبناء كنيسة لهم، تعفيهم من مشقة وعناء الانتقال للعبادة فى كنائس بعيدة عن محل إقامتهم , وفي المقابل كان هناك مسيحيون يتبرعون لبناء مساجد، أو تزويدها بما تحتاجه من تجهيزات, فسادت روح متبادلة من محبة فيها الشفاء للمصريين من التعصب والتشدد . «فيتو» زارت كنيسة علي بالفيوم والتي يضرب بها المثل في التسامح والمحبة حيث تبرع بالأرض التي بنيت عليها مسلم هو علي فراج القصة كاملة اقرؤوها في السطور التالية على فراج مواطن من أبناء قرية هوارة المقطع التابعة لمركز الفيوم وانتقل للإقامة فى المنطقة الصحراوية غرب بحر حسن واصف فى نهاية القرن التاسع عشر واستوطن تلك المنطقة وجاوره فيها أناس آخرون وسميت هذه المنطقة باسمه فيما بعد «عزبة على فراج» لأنه كان من الأعيان وكان يمتلك معظم الأراضى الزراعية فى المنطقة، وساعد الناس على التوطن فيها وجود أراض كثيرة وقتها من املاك الدولة . ومع مرور الوقت زاد عدد سكان العزبة وأصبح عدد الأقباط فيها مساويا لعدد المسلمين مع بدايات القرن العشرين فكان الأقباط يؤدون عباداتهم فى دير العزب التى تبعد عن عزبة على فراج ب 5 كيلومترات، ولم تكن هناك وسائل مواصلات كافية وسريعة ، وكانوا لذلك يعانون الامرين فى الانتقال لاداء الصلاة او دفن الموتى . كبير العزبة ومن منطلق انسانى وتسامحى لم يرضه ما يحدث لاخوانه المسيحيين ، فقرر التبرع بقطعة ارض أقيمت عليها "كنيسة العذراء"، كاسم متداول بين المسيحيين في المقابل ضرب قبط القرية المثل فى التسامح بان وافقوا على ان يكون الاسم الرسمى للكنيسة والمسجل فى الاوراق الرسمية هو كنيسة "على فراج" برغم انه اسم اسلامى. الكنيسة بنيت فى وقتها من الطوب اللبن ثم الحق بها مدافن للمسيحيين على ارض من املاك الدولة المجاورة لها بتخصيص من المحافظة واعيد تشييدها فى بداية القرن ال21 بقرار جمهورى بإعادة إحلالها وتجديدها والملفت ان العمالة كلها من المسلمين الذين ضربوا المثل الحقيقى علىأن المصريين نسيج واحد. عزبة فراج الآن تمثل تجمعا مسيحيا هو الاكبر بين كل قرى الفيوم خاصة بعد انشاء مجمع للمدارس يضم مدرسة تجارية واخري صناعية متقدمة فضلا عن مدرستين اعدادية وابتدائية وقد حولها هذا المجمع الى منطقة حيوية جاذبة للسكان وترجع جاذبيتها الى تسامح اهلها وحبهم لبعضهم البعض بدون اى تفرقة على اساس الدين لدرجة ان الزائر لها لا يعرف المسلم من المسيحى واجمل ما فيها مشهد ذهاب المسلمين للصلاة فى المسجد وذهاب المسيحيين للصلاة والتبرك بالكنيسة ووجود الكنيسة على مسافة مائة متر من جامع القرية .