بعث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط، برقيتي عزاء إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي في وفاة الأمين العام السابق للأمم المتحدة الدكتور بطرس بطرس غالي، والكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، كما بعث ببرقية عزاء في وفاة غالي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال جنبلاط في برقيته للرئيس السيسي للعزاء في وفاة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: "برحيل الأستاذ محمد حسنين هيكل تكون قد طويت صفحة مضيئة في عالم الصحافة والفكر والإعلام على مستوى مصر والمنطقة العربية برمتها". وأضاف: "لقد كان الأستاذ هيكل علما من أعلام العرب، واكب الأحداث والتطورات السياسية في حقبات صعبة وحساسة عاشتها جمهورية مصر العربية وتولى تأريخها انطلاقا من معايشته لتلك الأحداث وفهمه لها وتأثيره في صناعة بعض مجرياتها، فكان يعبر بقلمه عن تحليل عميق للتطورات والتحولات التاريخية". وقال: "الراحل هيكل تولى صياغة كتاب "فلسفة الثورة" الذي كان يعكس رؤية الضباط الأحرار بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر الذين أنهوا عهد الملكية والاحتلال البريطاني، وواكب المحطات التاريخية الكبرى التي عاشتها مصر في تلك الحقبة من الحرب الباردة بين القطبين الدوليين إلى العدوان الثلاثي وحركة عدم الانحياز إلى حرب الأيام الستة وصولا إلى كامب ديفيد حتى ثورتي مصر الكبيرتين". وأضاف أن "هيكل لعب أدوارا سياسية ووطنية هامة في الحقبات الصعبة وشارك في صناعتها بدقة مؤثرا في بعض مجرياتها وتطوراتها، فكان قلمه وفكره المحرك الأساسي للكثير من الأحداث على الساحتين المصرية والعربية، وضع العشرات من المؤلفات التي تقدم الرواية التاريخية بقالب صحفي مستندا إلى معلومات ومعطيات قلما توفرت لسواه بحكم موقعه وشبكة علاقاته فضلا عن فهمه العميق للتوازنات في العالم وانعكاس ذلك على الشرق الأوسط". وختم برقيته: "في هذه اللحظات الصعبة أتقدم إليكم وإلى الشعب المصري بالتعازي والمواساة لفقدان الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي ستبقى كتاباته ومؤلفاته تسد ثغرة كبيرة في الفهم العربي للتحولات الدولية وتطورات المنطقة العربية ولدور مصر العربي والإقليمي". وقال جنبلاط في برقيته للرئيس السيسي بشأن رحيل الدكتور بطرس غالي التي وجه للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برقية مماثلة لها: "أتقدم إليكم بالتعازي في وفاة الأمين العام السابق للأمم المتحدة الدكتور بطرس بطرس غالي الذي كان أول عربي يتبوأ هذا المنصب الدولي الرفيع". وأشار إلى أن الدكتور غالي كان علما من أعلام الديبلوماسية المصرية على مدى سنوات وتولى متابعة ملفات دقيقة تتعلق بالصراع العربي - الإسرائيلي قبل أن ينتقل إلى الأممالمتحدة حيث واجه العشرات من الأزمات الدولية الحادة والنزاعات والحروب في يوغوسلافيا وروندا والصومال والموزمبيق وكمبوديا والسلفادور". وأضاف: "لقد حاول جاهدا أن يفعل عمل الأممالمتحدة لتؤدي دورها في هذه النزاعات وسعى لتكريس استقلالية المنظمة الدولية عن تأثيرات الدول الكبرى لا سيما في حقبة ما بعد الحرب الباردة". ولفت إلى أنه "امتلك شجاعة الرأي والموقف وقد عبر عن ذلك بشكل جلي لا سيما في أعقاب مجزرة قانا الأولى في لبنان سنة 1996 عندما قصف الاحتلال الإسرائيلي مخيما للأمم المتحدة وأدى إلى استشهاد العشرات من اللبنانيين الأبرياء ولعله دفع ثمن موقفه هذا برفض التجديد له لولاية ثانية على رأس الأممالمتحدة".