توجد بمحافظة قنا، 3 دور لرعاية الأطفال هي (دار القبطية، ودار أحمد جبرة، ودار نجع حمادي)، بداخلها 44 يتيمًا. وتدفع الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الأسر في قنا إلى إيداع أبنائها بمؤسسات الرعاية الاجتماعية ومنها مؤسسة "جبرة" ليكونوا تحت رعايتها ويستطيعوا استكمال دراستهم، وهناك بعض الأطفال يأتون إلى دور الرعاية من الشارع أو من يتم تسليمهم من قبل أقسام الشرطة. وقال حسين السيد يوسف، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بقنا، إنه يوجد بالمحافظة 3 دور لرعاية الأطفال منها واحدة بنجع حمادى والاثنتان الأخريان بقنا، وتخضع هذه المؤسسات للإشراف من قبل المديرية. وأضاف وكيل وزارة التضامن الاجتماعى في تصريحات خاصة ل"فيتو" أن الدور تقدم الرعاية الاجتماعية والصحية للأطفال حتى يصلوا إلى أعمار الشباب ويتم الإنفاق على تعليمهم حتى نهاية دراستهم. وأكد اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، أن المحافظة تولى رعاية واهتمامًا بدور الرعاية، ويتم إعداد عدد من الزيارات لها بشكل دوري، وتخضع للإشراف الكامل من قبل مديرية التضامن، ويتم الاستجابة لجميع مطالب المؤسسات. وأشار إلى أن هناك بعض الأطفال يهربون من دور الرعاية، ولا يصل عددهم إلى نسبة 1%؛ بسبب اعتقاد الأطفال أن الدور بمثابة سجن لهم. وأكدت إحصائيات مؤسسات المجتمع المدنى أن عدد أطفال الشوارع بقنا نحو 50 طفلا، وأشارت إلى أن غالبية هؤلاء الأطفال يقوم أباؤهم بتسريحهم في الشارع لبيع المناديل والمصاحف والعمل بمحطات الوقود. 1 "جميلة" ذات الثمانية أعوام، تعيش بين أسرتها ووالدها يعمل "أرزقيًا" وهى مقيدة بإحدى المدارس في الصف الثالث الابتدائى وتذهب للمدرسة وتبيع البخور في أحد الكافيهات كى تستطيع أن تساعد عائلتها، خاصة أن لديها 6 إخوة، ووالدتها ربة منزل، وإخوتها يعملون أيضًا في بيع المناديل والبخور والنعناع وغيرها من الأعمال الأخرى. وقال: "أحيانًا بإحدى محطات الوقود بعد انتهاء اليوم الدراسي، من أجل توفير أموال لأسرتها وأيضًا من أجل استكمال دراستها". وأكدت "جميلة" خلال حديثها ل"فيتو": "إنها تخجل أحيانًا عندما يعرفها المدرسون في الشارع وهم يعرفون أنها تعمل من أجل مساعدة أسرتها وهناك من يسعى إلى تقديم مساعدات لها من ملابس وأموال والبعض يدفع المصروفات الدراسية لها". وأشارت إلى أنها بدأت العمل وهى في عمر الخامسة وكانت في البداية تجمع البرتقال والعيش من القبور في الأعياد والمناسبات، إلى أن بدأت تتعلم البيع والشراء، وقالت: "اشتريت في البداية علبة مناديل وبعتها وشعرت بالسعادة لأننى أبيع وأشترى بالحلال، وبدأت تفكر في العمل أفضل من التسول، وبالفعل اشتريت البخور مرة وأخرى اشتريت النعناع أو المناديل حسبما أجد أمامى في السوق ثم أبيعها في الكافتيريات والمقاهي، إلى جانب إكمال دراستى وأتمنى أن أصبح مدرسة". وتابعت "جميلة" أنها تعمل من أجل أن تساعد والدها في تربية إخوتها الصغار وتسهم في جمع الأموال لزواج شقيقتها خلال الفترة المقبلة، وأشارت إلى أنها تجتهد في دراستها، وأكدت أن هناك بعض الأشخاص يساعدونها في دراستها والمواد التي تحتاج فيها إلى دروس خصوصية من خلال دفع الأموال للمدرسين. وفى نهاية حديثها ذكرت أنها تتمنى أن تصبح مصر أفضل وطن في هذا العالم ودعت للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أنها تضع صورته بإحدى السلاسل قى رقبتها! 2 ومن الصغيرة "جميلة" إلى "سناء" التي تبلغ من العمر 50 عامًا، وتعمل مهندسة زراعية بمديرية الزراعة صباحًا وبعد الظهر سائقة على سيارة ميكروباص بعدما رحل عنها زوجها في عام 2007 لتصبح هي الأم والأب لخمسة أبناء: ولدان "محمد وأحمد" وثلاثة بنات هن "مها ومنى وهبة"، وفجأة تصبح "جدة" لخمسة" أحفاد بعد أن يتزوج أبناؤها الثلاثة وهم "بنتان وولد"، ويبقى معها "ولد وبنت" ويشاء الله أن تطلق إحدى البنات لتصبح هي المسئولة عن الجميع حتى المتزوجين والأحفاد. وأشارت إلى أنها عملت بالعديد من المهن لدرجة أنها كانت تحمل الخضر والفاكهة على كتفها من أجل توفير ربع جنيه أجرة "الشيال" في الشادر، كما كانت تحمل "شيكارة" البطاطس على كتفها لتوفير 50 قرشًا وهى في ذات الوقت موظفة بمديرية الزراعة تذهب للعمل صباحًا وتعود بعد الظهر للعمل بالمنزل ثم العمل بفرش الخضار والفاكهة الذي تمتلكه إلى أن بدأت في بيع الملابس الرياضية بعد أن أصاب ظهرها المرض بسبب حمل الفاكهة والخضر الثقيلة. وأشارت إلى أنها فكرت في شراء السيارة بعد إصابة ظهرها، خاصة أنها تقطن بالطابق الخامس، وأكدت أنها حصلت على دبلوم زراعة وأكملت تعليمها إلى أن حصلت على معهد تعاون، ونوهت إلى أن زوجها أصيب بحالة إعياء شديد وهو ما دفعها إلى البيع والشراء لتوفير العلاج الذي يتكلف أموالًا باهظة على مدى 11 عامًا إلى أن توفاه الله وظلت تفكر في العمل كسائق على البيجو، وبعدها فكرت في شراء سيارة ميكروباص كبيرة الحجم حتى تتمكن من توفير أموال لها ولابنها ولأحفادها. وأكدت سناء أنه عقب وفاة زوجها أصبحت سائقا ماهرا، واشترت سيارة بالتقسيط حتى تتمكن من تربية أبنائها تربية صالحة وتستطيع تزويج الباقى منهم وتسهم في تربية أحفادها، ولكن هذا الأمر لم يمكنها من سداد الأقساط وهو ما دفعها إلى التفكير في قيادة السيارة لتوفير أجر السائق، وقالت: "جمعت ابنائى وشاورتهم في الأمر ولم يكن أمامهم سوى الامتثال لهذه الفكرة، وبالفعل خرجت أول يوم وذهبت للموقف وكان الجميع في حالة ذهول". وأكدت أنها عملت على خط "قوص –قنا" وأشارت إلى أن هذا الخط لم يكف حاجة السيارة، وفى نهاية الأمر توجهت إلى خط "قنا- إسنا"، 130 - كيلو ذهابا و130 - كيلو عودة، وقالت: "هذا الطريق شاق بالطبع لكن أكل العيش يحتاج إلى الصبر والكفاح".